هل قُتل "الجهادي جون"؟
شنّ الجيش الأميركي، الخميس، غارة جوية استهدفت "الجهادي جون" أو "سفّاح داعش" في مدينة الرقّة السورية، والذي ظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك، في بيان، إنه لا يعلم ما إذا كان "الجهادي جون"، واسمه الحقيقي محمد اموازي، قُتل خلال الغارة الجوية التي استهدفته، موضحاً: "نحن بصدد تقييم نتائج العملية هذه الليلة (ليل الخميس الجمعة) وسنعلن عن معلومات اضافية بطريقة مناسبة".
وقال مسؤول كبير في "البنتاغون"، لم يذكر اسمه، لقناة "فوكس نيوز": "نحن واثقون بنسبة 99 في المئة من أننا حصلنا عليه"، وهو الأمر الذي أكده مصدر عسكري آخر لتلفزيون "أي بي سي"، مشيراً إلى أن الإرهابي الكويتي المولد والذي انتقل للعيش في بريطانيا عندما كان في السادسة من عمره، تمّ استهدافه "بضربة نظيفة لا تقبل الشكّ".
ونقلت شبكة "سي ان ان" وصحيفة "واشنطن بوست" الأميركيتان عن مسؤولين أميركيين، أن الضربة الجوية نفّذتها طائرة من دون طيار، وأشارتا إلى أن الاستخبارات الأميركية رصدت "الجهادي جون"، منذ ايام عدة.
من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الجمعة، أن قيادياً "بريطانياً" في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" وثلاثة متشدّدين أجانب آخرين قُتلوا في ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في مدينة الرقة شمال سوريا.
ولم يذكر "المرصد" ما إذا كان القيادي القتيل هو "الجهادي جون".
وتأتي هذه الضربة بينما يُقدّم الجيش الأميركي دعماً جوياً لهجوم واسع للمقاتلين العراقيين الأكراد (البشمركة) ضدّ "داعش" في جبل سنجار شمال العراق. كما تأتي قبل اجتماع دولي سيعقد السبت في فيينا للبحث في آفاق انتقال سياسي في سوريا.
من هو "الجهادي جون"؟
اسمه الحقيقي محمد اموازي، واسمه الحركي "الجهادي جون". هو شاب بريطاني من أصل كويتي لم يكن يعاني من أي مشاكل وكان من هواة كرة القدم وألعاب الفيديو، إلى أن تبنّى التطرّف ليُصبح قاتلاً يُوصف "بالبارد والسادي ولا يرحم" في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش".
في وثيقة مدرسية كتب محمد اموازي عندما كان في العاشرة من العمر: "أريد أن أصبح لاعباً لكرة القدم". ويبدو في صورة لصفه مبتسماً يرتدي البزة المدرسية الحمراء بين رفاقه.
وأصبح "الجهادي جون" رمزاً لوحشية تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" بعدما ظهر في أشرطة فيديو عدة وهو يقطع رؤوس رهائن غربيين، مرتدياً ملابس سوداء وملثماً ومُسلّحاً بسكين.
ولد في الكويت في العام 1988 لعائلة من البدون من أصل عراقي. غادر مع والداه إلى بريطانيا في العام 1993 بعدما فقدوا الأمل في الحصول على الجنسية الكويتية.
في لندن عاشت العائلة "الهادئة" و"المحترمة" حسب جار قديم لها، في غرب المدينة حيث كان والده يُدير شركة لسيارات الأجرة ووالدته ربة منزل.
وصفه صديق سابق له أنه كان "شاباً لندنياً نموذجياً" يمضي وقته مع رفاقه و"لم يكن متأثراً بالأفكار الدينية حينذاك".
في العام 2006، انتسب الى جامعة "ويسمينستر" لمتابعة دراسة المعلوماتية واحتفظ في مرحلة أولى على الأقل بسمعته كشاب "مهذب" يميل إلى "ارتداء ملابس الموضة". لكن سلوكه تبدّل في مؤشر ربما على بداية تطرّفه. فأرخى لحيته وتجنّب النظر بشكل واضح إلى النساء.
ويبدو أن سنة 2006 كانت سنة مهمة لاموازي الذي بدأ يثير اهتمام جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني.
فبعد حصوله على شهادته الجامعية، سافر مع صديقين إلى تنزانيا بحجة القيام برحلة في المحميات الطبيعية. لكنه سُجن لفترة قصيرة في دار السلام حيث كانت السلطات المحلية قد تلقت طلباً من لندن التي كانت تخشى أن يتوجّه إلى الصومال للانخراط في صفوف "حركة الشباب".
وأُبعد الى مطار شيبول في امستردام. وحسب روايته التي نقلتها منظمة "كيج" (cage) للدفاع عن حقوق المسلمين التي تتّخذ من لندن مقراً لها، خضع لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية الهولندية والبريطانية أثناء عودته عبر هولندا.
وزعم أن جهاز الأمن سأله عن وجهة نظره في تفجيرات لندن 2005 والحرب في أفغانستان ورأيه في اليهود.
وفي أيلول العام 2009، عاد إموازي الى الكويت للإقامة مع عائلة والده، وللبحث عن حياة جديدة في الشرق الأوسط، كما أشار أشخاص التقوه في هذه الفترة، لكنّه عاد إلى لندن في أيار 2010.
"الانكليزي الذي يقتل الناس"
كانت الاستخبارات البريطانية مقتنعة حينذاك بأن شيئاً ما يحدث لدى إموازي. وتحدّثت وثائق قضائية نقلتها وسائل الإعلام البريطانية أن الشاب على علاقة "بصبية لندن" الشبكة المتطرّفة القريبة من حركة "الشباب" الصومالية.
وفي لندن، أصبح قريباً من المقاتل في حركة "الشباب" بلال البرجاوي الذي قتُل بعد ذلك بضربة لطائرة من دون طيار في كانون الثاني 2012.
بعد ذلك أصبحت مسيرته في بريطانيا غير واضحة. ففي العام 2012 حاول مغادرة البلاد لكن السلطات البريطانية منعته قبل أن يختفي.
في العام 2013، أصبح اموازي في سوريا. وتغيّر نهائياً ووصفته شهادات عدة بأنه قاتل بدم بارد.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه "في السنتين الأخيرتين تسلّق سلم الرتب في التنظيم (الدولة الاسلامية) ليلعب دوراً مهماً بين المقاتلين الأجانب".
ومثل غيره من "الجهاديين"، غيّر اسمه ليُصبح "أبو عبد الله" البريطاني وظهر في الرقّة معقل "داعش" في سوريا.
وقال عضو سابق في التنظيم للصحيفة البريطانية نفسها "أذكر أنني رأيته مرات عدة. بالنسبة لنا كان هو الانكليزي الذي يقتل الناس".
كما وصفه سجين سابق بأنه "بارد وسادي ولا يرحم".
وفي آب 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يُظهر قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تُظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينغ. ولم يكن واضحاً في جميع هذه الفيديوهات إن كان الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.
وفي تشرين الثاني 2014، ظهرت ملامح الشخص المُسلّح نفسها في مقطع فيديو لقتل رهينة آخر، ويظهر هذه المرة يقتل ضابطاً في الجيش السوري. وظهر أيضاً وهو يقف على رأس مقطوعة لعامل الإغاثة الأميركي بيتر عبد الرحمن كاسيغ.
وظهر بعد شهرين في فيديو آخر يقتل فيه الرهينة الياباني كينجي غوتو.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد