عشرات المدنيين ضحايا جدد في غارات «التحالف» على الرقة ودير الزور
واصل «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم داعش الإرهابي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في محافظتي الرقة ودير الزور. وعلى غير العادة اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية غير الرسمية «التحالف» بعدم اتخاذ «الاحتياطات اللازمة» لتجنب مقتل عشرات المدنيين خلال غارة نفذتها الشهر الماضي واستهدفت مسجداً في شمال البلاد خلال تجمع المصلين داخله. وارتكب طيران «التحالف» منذ تشكيله بشكل غير شرعي من خارج مجلس الأمن العديد من المجازر في سورية بحق المدنيين راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، وأقر الشهر الماضي بمقتل 220 مدنياً على الأقل منذ بدء غاراته في سورية والعراق المجاور، إلا أن المراقبين يؤكدون أن الحصيلة أعلى من ذلك بكثير. وأفادت مصادر أهلية، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، أمس، بأن طائرات «التحالف» شنت غارات جوية خلال الساعات الـ24 الماضية على مدينة البوكمال وبلدة حسرات وحي اللابد في بلدة موحسن بريف دير الزور تسببت بـ«استشهاد 16 مدنياً وإصابة أكثر من 40 آخرين بينهم لاجئون عراقيون».
من جانبه، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن «5 أطفال دون سن الثامنة عشرة و3 مواطنات، من ضمن الشهداء الذين قضوا في البوكمال».
في سياق متصل، استشهد سبعة مدنيين وجرح آخرون، أمس، بقصف جوي يرجح أنه لـ«التحالف الدولي» على مدينتين في ريف الرقة. وقال مصدر محلي، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء: إن «طائرات حربية شنّت غارات على حي المنغية ودوار العجراوي وسوق القماش في مدينة الطبقة (54 كم شمال غربي مدينة الرقة)، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين في المغنية».
كذلك قصفت طائرات حربية يرجح أنها لـ»التحالف»، مدينة معدان (77 كم شرق مدينة الرقة)، فجر أمس، ما أوقع خمسة شهداء وثلاثة جرحى، تزامناً مع قصف مماثل على قريتي السلحبية الغربية وكديران وهنيدة ومنطقة البحوث العلمية، غرب الرقة، حسب مصدر محلي.
وعلى غير العادة، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أصدرته حول غارة «التحالف» التي استهدفت في 16 آذار الماضي مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة في محافظة حلب. وقالت المنظمة في التقرير وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «القوات الأميركية، على ما يبدو، لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين».
واعتبرت المنظمة في تقريرها المستند إلى مقابلات هاتفية مع 14 شخصاً «مطلعين مباشرة على الهجوم» وأبحاث صادرة عن منظمات متخصصة في مجال تحليل الصور، أن «تصريحات السلطات العسكرية الأميركية بعد الهجوم تشير إلى عدم معرفتها أن المبنى المستهدف كان مسجداً، وأن الصلاة كانت على وشك البدء فيه، وأنه كانت هناك محاضرة دينية وقت الهجوم».
وأوضحت أنها «لم تجد أدلة تدعم الادعاء بأن أعضاء تنظيم القاعدة أو أي جماعة مسلحة أخرى كانوا مجتمعين في المسجد».
ونفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إثر تنفيذ الغارة استهداف مسجد، موضحة أن القصف استهدف «اجتماعا لكبار المسؤولين الإرهابيين من القاعدة». لكن بعد التقارير والشهادات عن مقتل مدنيين أعلن عن بدء «تقييم مصداقية» هذه التقارير.
وقال نائب مدير برنامج الطوارئ في المنظمة أولي سولفانغ في التقرير: «يبدو أن الولايات المتحدة أساءت فهم عدة أمور بشكل فادح في هذا الهجوم فدفع عشرات المدنيين الثمن».
واعتبر أن عليها «معرفة الأخطاء التي حدثت، والقيام بما يتوجب فعله قبل شنها الغارات، وضمان عدم تكرار ذلك»، مطالباً إياها بـ«الإعلان عن النتائج التفصيلية للتحقيقات.. ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم».
وأوضحت المنظمة في تقريرها أنه «ليس في المسجد مئذنة أو قبة، لكن كان من المفترض أن تظهر المراقبة الجوية تجمع الناس فيه»، مشددة على أن «قصف مسجد قبل الصلاة مباشرة ثم مهاجمة من يحاولون الفرار دون معرفة إن كانوا مدنيين أو مقاتلين قد يشكل هجوما غير متناسب أو عشوائيا».
وشددت على أن «الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة، وعدم اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الوفيات بين المدنيين، تنتهك قوانين الحرب».
وتقصد «التحالف الدولي» خلال غاراته في سورية التي بدأت منتصف عام 2014 تدمير البنى التحتية من جسور وسدود وآبار النفط والغاز ومنشآتها.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد