موسكو تدعو هنية لزيارتها
في الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» في مقارّها في نيويورك وجنيف وفيينا، تمارس الولايات المتحدة الأميركية ضغطاً على الاتحاد الأوروبي للموافقة على مشروع قرار دولي يجرّم حركة «حماس» ويدين مقاومتها في قطاع غزة، وهو ما تنظر إليه الحركة على أنه مقدمة لشرعنة اغتيال قادتها العسكريين والسياسيين، في الداخل والخارج، أو تسهيل اعتقالهم. وما يقلق «حماس» أن المعارضة الأوروبية لمشروع القرار لا تتعلق بخلاف حول إدانة الحركة، بل بحذف فقرات حول «حل الدولتين» وإحياء جهود التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم أن هذا القرار يهدف إلى الضغط على «حماس» في أكثر من اتجاه.
وفي حال إقرار بعض البنود، قد يمهد القرار لإعطاء شرعية لأي استهداف إسرائيلي للقادة الحمساويين بوصفهم إرهابيين، وكذلك تجريم جميع الجهات التي تتعامل مهم، فضلاً عن تقييد العمل العسكري مستقبلاً في حال طَرح أي تسويات للقضية الفلسطينية. ووفق مقربين من «حماس»، سيسهل القرار تشكيل توجه عربي ودولي يساعد إسرائيل في العمل لإيجاد حكم بديل في غزة، وهو ما يعطي تل أبيب شرعية دولية إذا قررت العمل على احتلال القطاع مؤقتاً تحت عنوان إنهاء القدرات العسكرية للمقاومة ثم تسليمها لبديل محلي أو عربي «مناسب».
ورغم ما يمثله القرار من ضغط سياسي واقتصادي، تعتمد «حماس» على قوة المقاومة في القطاع، وصعوبة إيجاد بديل لها، وترى أن الثمن سيكون كبيراً على الاحتلال إذا قرر تنفيذ عملية عسكرية واسعة، رغم معرفة الحركة صعوبة إضافة ضغط عربي ودولي عليها في الوقت الحالي. «التقييد للعمل العسكري للحركة» هو العنوان نفسه الذي تحدث به السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في وصفه مسوَّدة القرار الأميركي، قائلاً إن القرار سينتج «حلاً رابحاً للجميع»، وسيجبر العواصم العالمية على تحويل اهتمامها إلى «حماس».
من جهة أخرى، قد يكون توقيت طرح المشروع الأميركي محاولة مسبقة لقراءة المؤشرات الدولية وتوجهات الدول في التعاطي مع القضية الفلسطينية إذا طرحت واشنطن مشروع تسوية كبيراً خلال الأشهر المقبلة. لذلك، قال دانون إن واشنطن تقود جهوداً لكسب دعم حاسم من الدول الأوروبية في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة أو الاثنين المقبلين على مشروع القرار الذي يدين إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ويطالب بـ«وقف لجوء حماس إلى العنف»، علماً أنه سيكون الأول من نوعه في الجمعية. وقال السفير الإسرائيلي للصحافيين إن من شأن الدعم الأوروبي أن يعزز حظوظ تبني الجمعية العامة، التي تضم 193 دولة، للقرار، مشيراً إلى أن «دعم الاتحاد الأوروبي له رمزية كبيرة».
في المقابل، أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، إجراء اتصالات وتحركات فلسطينية لإحباط مشروع القرار، وذلك بعقد اجتماع لمجلس السفراء العرب في الأمم المتحدة لاعتماد خطة لمواجهة القرار المذكور، إضافة إلى مشاورات مع كل الأطراف بما فيها مجموعة الدول الإسلامية ودول عدم الانحياز والدول الأوروبية ومجموعة الدول الأفريقية. كذلك، دعا أمين سر «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير» صائب عريقات، دول العالم إلى إحباط المشروع الأميركي لأنه «محاولة لقلب الحقائق».
في سياق متصل، تلقى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، دعوة رسمية من الخارجية الروسية لزيارة العاصمة موسكو، سلمه إياها سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى فلسطين، حيدر رشيد، خلال لقائه هنية في مكتبه غرب مدينة غزة، صباح أمس، وهو ما كشفت عنه «الأخبار» (راجع العدد 3624 في 22 تشرين الثاني). ووفق مصادر، فإن هذه الخطوة ستتيح لهنية، الذي لم يحظَ بأي جولة خارجية منذ توليه منصبه، الالتفاف على الرفض المصري المتكرر لخروجه عبر القاهرة خاصة بعد إدراجه أميركياً على «لوائح الإرهاب»، وذلك في ظل العلاقات المصرية ـــ الروسية الجيدة. وبذلك، ستكون موسكو بوابة هنية لجولته التي تعوّل عليها الحركة كثيراً، خاصة في ظل التحريض الأميركي القائم.
إلى ذلك، أعلنت السعودية، خلال مؤتمر حضره المفوض العام لـ«الأونروا»، بيير كرينبول، تقديم 50 مليون دولار أميركي إلى «الأونروا»، علماً أن الوكالة سبق أن أعلنت منتصف الأسبوع الجاري انخفاض العجز المالي في موازنتها لـ2018 بصورة لافتة من 446 مليوناً إلى 21 مليوناً فقط، بعد تبرعات عربية وأوروبية تلت وقف المساعدات الأميركية، وهو ما نتج منه مطالبات فلسطينية برفع وكالة الغوث إجراءاتها التقليصية. وسبق أن أعلنت الرياض تحويل 60 مليون دولار إلى موازنة السلطة الفلسطينية عن الأشهر الثلاثة الماضية.
الأخبار
إضافة تعليق جديد