الداعشية_العلمانية قصة من العام ٢٠١١
خضر عواركة: اضحى الصمت جريمة، لأن ما يحصل يعيد بناء الجماهيرية الداعشية في سورية على المدى القصير في صفوف الموالين. والقصة هنا ليست للتسلية وانما نرويها علّ من يدمرون فرص نجاة الشقيقة سورية ينتبهون الى ما يفعلون والا فاننا نقول فيما نقوله "اللهم أني قد بلغت، اللهم فأشهد"القصة التي يجب أن تروى:
مع بداية الحرب أنجز (أحدهم) وهو غير سوري و خبير بفعاليات الاعلام الشامل بمساعدة عدد من الباحثين المحترفين في مركز للبحوث السياسية الجدية الذي أسسه (أحدهم شخصيا) في دمشق" مقترح خطة" مبنية على دراسات ميدانية واستطلاعات رأي حقيقية حصل عليها من أرض الواقع وليس من اي جهة رسمية بتاتا.
اشكالية البحث كانت هي:
كيف نهزم الشعبية الجماهيرية للحركات الارهابية؟؟لأن هزيمة تلك الشعبية وعكس التأثير الاعلامي للخطاب الطائفي الذي كان الشعب السوري يتعرض له منذ الغزو الاميركي للعراق وبعد مقتل الحريري في لبنان يحصنان سورية ويجعلان من الخطة الاميركية لتخريب سورية أمرا مقصورا على احتمالات الغزو الخارجي.كانت المعلومات تلحظ وجود شعبية كبيرة لتنظيم القاعدة بين الوهابيين واغلبه في أرياف حلب والرقة ودير الزور وبعض ارياف حلب والاشد تطرفا كانوا وهابيي ريف حماة.تحدثت استطلاعات الرأي عن مليوني سوري لديهم انتماء وهابي فعلا وقولا.
وكان هناك تعبير واضح في الشارع السوري عامة عن تأثير الدعاية الطائفية الناتجة عن حروب عملاء اميركا من السنة والشيعة ضد بعضهم البعض في العراق.حتى دعاية تيار المستقبل ولدت تعاطفا طائفيا ضد السلطة السورية في كافة المناطق السورية.كان أيضا تأثير مشايخ الجمعيات الخليجية من قدامى الاخوان أقوى من التجاهل وكان السؤال:هل يضمن ممولوا الاخوة اسامة وسارية الرفاعي من حيتان السلطة الماليين ولاء هؤلاء في زمن الازمات؟؟وقدم البحث الذي أنجزه (أحدهم) مع فريق أغلبه سوريون متخصصون ومستقلون وبعيدون عن العلاقة أو التأثر بجهات محلية أو خارجية مخابراتية مقترحا لخطة قابلة للتنفيذ لتدجين واستمالة الشارع الطائفي الديني وابعاده عن الدعاة الوهابيين.
وأما المبدأ في المقترح فكان هو فكرة واحدة:
لهزيمة الارهاب يجب نزع سلاح الاسلام من يد الحركات الارهابية.ونزع الاسلام لا يعني محاربة الاسلام بل يجب فتح المجال ورفع الضغط الحكومي عن تيارات موجودة شعبيا لكنها مقموعة من طرف المؤسسة الدينية الرسمية الاقرب الى الوهابية بل هي من اعطت شرعية وغطاء لمعظم من ظهروا أنهم مجرد خلايا سرية للقاعدة وللاخوان.
و كان المقترح:
لأنه لا يفل الحديد الا الحديد يجب منح حرية حركة لجهات اسلامية حقيقية مثل الصوفية و( الكفتارية) والتيارات شديدة المحلية التي تتمحور احيانا هو شيخ منعزل او خطيب جمعة في قرية له تأثير على اهل القؤية فقط.
لأن التيارات السنية الشامية التاريخية موجودة وكلها معادية للوهابية والاخوان وكلها أصيلة محليا وموجودة في نسيج المجتمع السوري وسابقة على الاخوان والوهابية لكن بعضها مقموع وبعضها مهجور وبعضها محارب من قبل جهات رسمية اي من طرف وزارة الأوقاف. لذا وجب اطلاق حركتها الذاتية بدعم غير منظور ولا رسمي ماليا واعلاميا وشبابيا.
واستعرضت الدراسة واقع الحركات الدينية السورية الموجودة فب حينه (نيسان ٢٠١١) وخلصت الى وضع مقترح لخطة عامودها الفئات الشعبية. وذكرت الخطة المقترحة في متنها أن " لا يمكن أن تنجح أي نشاطات شعبية اذا ما أشرفت عليها الحكومة مباشرة وخاصة اذا ما ارتبطت بوزارة الأوقاف"لأن طبيعة الحراك الديني يفشل ما أن يرتبط بجهة رسمية اذا كان المطلوب هو هزيمة تأثير الحركات الارهابية الجذابة بطبيعتها المتمردة والمستقلة.لتجذب التيارات الشعبية الطائفية لا يمكنك دعوتهم الى منظمات تديرها وزارة لأنهم في الاساس لو كانوا سيتعاونون مع الوزارة لما احتجت لجهة دينية شعبية تحارب معك او بالاحرى تحارب عدوك عنك.
ما كان مقترحا كان كفيلا باطلاق عجلة قيام تيار شعبي معادي للوهابيين والاخوان دون أن يكون مرتبطا أو مأمورا بالدولة.
تلك الحالة تتطلب حرية مطلقة ودعم من "جهات محلية ماليا في السر الشديد" لمرجعيات تلك الجهات الدينية الحميدة التي لا يحمل فكرها وتفسيرها للاسلام مخاطر السعي للسلطة او للترهيب.
ما يحصل الان من حملة على #الداعشية_العلمانية هو تفسير مشوه وتنفيذ كاريكاتوري لتلك الدراسة التي لو طبقت عام ٢٠١١ لاندلعت حرب شعبية اسلامية سنية عفوية ضد الارهاب الوهابي و الاخواني في كل مكان ظهرت فيه جماعات الارهاب بأسلحتها ومظاهراتها.
ولتدخل الجيش لا ليقاتل بل لفض الاشتباكات وللملمة جثث الاخوان والوهابيين ولتهدأة الشارع السني الذي كان سيقاتل عن حماسة دينية ضد كل من يطل برأسه حاملا السلاح من الوهابيين والاخوان.لأن طبيعة الوهابية أشد خطرا على أهل السنة من أي طائفة اخرى.لان السنة بحر المسلمين والوهابية قاتلت كل الفئات فقط كي تحقق هدف واحد هو تذويب أهل السنة وهم مليار ونيف في بوتقة الوهابية التي كانت قبل غزو العراق بضع عشر مليون اغلبهم في افغانستان وباكستان لكنهم بعد الغزو وبعد الربيع العربي يكادون يبتعلون سنة العراق وسورية.
كل ما ترونه من المشاهد الكاريكاتورية التي تشرف عليها وزارة اوقاف انما هي تشويه وتسخيف وكاريكاتور عن تلك الدراسة.يعني:
الدراسة اقترحت اطلاق" قنوات صوفية مستقلة" فاستعاضوا عنها بتأسيس نور الشام.الدراسة أقترحت تأسيس التجمع العالمي العلمائي السني لمحاربة الوهابية والارهاب في بلد محايد" على أن يمتد عبر فروعه الى كل الدنيا فاستعاضوا عنه بتجمع "الفريق الديني الشبابي" برعاية وزارة الاوقاف.
الدراسة اقترحت اطلاق تنسيقيات محلية ودولية ل "شباب جبهة تحرير السنة من الوهابية" فاستعاضوا عنها بكتب وزارة الأوقاف التي تحارب الارهاب بتبني مفاهيم الارهاب الاجتماعية.الدراسة اقترحت جمع مئات المعممين والدعاة من كل قرى الارياف لاطلاق جبهة تحرير سورية من الوهابية من خلال الخطابات والدروس الدينية فاعتقلوا اغلبهم .
الدراسات اقترحت شق الاخوان وتنصيب طامح على زعامة فرع علني شبابي منها يعمل في الداخل ضد قيادات الخارج ( رامي دالاتي ) وبلبلة حركتهم وكشف تغطيهم بتسميات الفصائل الارهابية لاخفاء هويتهم فلاحقوا من كانوا بصدد شق الاخوان حتى هربوا او سجنوا.الكثير مما اقترحته الدراسة يجري تنفيذه بعد ٨ سنوات من وقتها وبطريقة كاريكاتورية.
ربما هو توارد خواطر، لكنه توارد أفكار يجعل الفكرة التي أعدت بعناية تنفذ بسخافة وبطريقة مضرة وغير مفيدة بتاتا.
الان هم يشنون حربا على ضحايا اختاروهم بعناية ممن يستفزون عادة الشارع المتدين. واطلقوا عليهم لقب "الداعشية العلمانية".وفي ظنهم أن ابن درعا الذي صالح الروس بشرط عدم دخول القوات الحكومية الى منطقته سوف يتخلى عن وهابيته لأن اربعين عضوا بعثيا هاجموا دواعش العلمنة ويحاربون لنصرة للاسلام!!
على على اعتبار أن ذلك سيقنع الشارع المعارض بان الدولة (حامية الاسلام)هذا الاسلوب سيؤدي الى نتيجة واحدة وهي اقناع المتدينين السنة الموالين بأن الدولة تتبنى مفاهيم الاخوان والقاعدة بفروعها عن الدين.
فالى أين يذهب؟الى الاصلي المتطرف أم الى التقليد في وزارة الأوقاف؟؟
من منظور علمي بحت، لا يمكن تبديل توجهات حالة تطرف دينية من خلال منابر حكومية غير موثوقة من قبل الشارع.لذا لا امكانية لنجاح حرب دينية على الوهابية الا باستقلالية القائمين بها عن الحكومة تماما.
المطلوب حرب سنية على الوهابية وليس حربا بعثية باسم الدعوشة الرسمية على العلمانيين.
إضافة تعليق جديد