"حكومة" بغداد : ضحك كالبكاء و تودد كالسباب ونوادر كندب الموتى
الجمل ـ د. ثائر دوري : حينما تستمع إلى تصريحات رموز حكومة الاحتلال في بغداد لا يسعك إلا أن تتذكر أبي العيناء ( إن كنت قد قرأته ) حين ذم رجلاً ، فقال فيه : - له ضحك كالبكاء و تودد كالسباب و نوادر كندب الموتى .
فالضحك الذي يشبه البكاء هو تصريحات المالكي عن سيادة العراق و عدم سماحه لأي طرف بانتهاكها في إشارة للحشود التركية على حدود شمال العراق تمهيدا لاجتياح معسكرات حزب العمال الكردستاني . و كأن ربع مليون جندي و مرتزق يخبون في أرض العراق و مياهه و سمائه و لا يخضعون لأي قانون عراقي إن قتلوا أو قصفوا أو نهبوا ، إذ لا يحق لحكومة الاحتلال أن تسألهم شيئاً مما يفعلون . كأن كل هؤلاء لا يمسون سيادة العراق بحسب السيد المالكي . و نتابع مع النكت المبكية التي أدلى بها السيد المالكي أثناء زيارته لما يسمى بكردستان العراق ( لاحظوا أن ذهاب مسؤول من حكومة الاحتلال إلى شمال العراق بات و كأنه ينتقل من دولة إلى أخرى و هذا بحد ذاته نكتة مبكية ) فقد صرح أنه لن يسمح بالإضرار بدول الجوار،أو أن يكون العراق مسرحا لعمليات عسكرية ضد دول الجوار ! يتحدث و كأنه يملك السيطرة على القوات الأمريكية ، أو كأن القوات الأمريكية ستستشيره إن هي قررت الإضرار بدول الجوار انطلاقا من قواعدها في العراق مع انه لا يملك سلطة حتى على المنطقة الخضراء ،التي لا يستطيع أن يبارحها إلا بالمروحيات و تحت حماية أمريكية !!
أما النوادر الحقيقة التي تشبه ندب الموتى فهي التي تساقطت من فم الطالباني أثناء حديثه مع "المثقفين العرب"، الذين اجتمعوا في أربيل،و هم جمعة تضم الماركسي المرتد،و الليبرالي الجديد، و النصاب المحترف ، و الصحفي الذي يبحث عن أكل عيشه، و بعض المعممين الذين يقدمون أنفسهم كممثلين للدين المنفتح العقلاني ، فيجعلون خطابهم على المقاسات التي فصلتها مؤسسة راند في تقريرها الشهير ليصيروا على الضد من الجهاديين ، و أعني بشكل خاص السيد ( هاء –فاء ) . أما السيدة الماركسية ( فاء – نون ) فلا ترى خطراً على ثقافة الأمة من حضور مهرجانات احتلالية برعاية أشخاص تثار حولهم ألف إشارة استفهام لأنها ترى الخطر الوحيد على الأمة يتأتى من أصحاب اللحى و العمائم أما الدبابات الأمريكية فهي حاملة في جنازيرها الحداثة إلى يوم القيامة!! دون أن ننسى السيد ( عين – باء ) رئيس تحرير القسم الثقافي في صحيفة عربية شهيرة لأنه صدع رأسنا بهجاء السلطات و قمعها للمثقفين ، و لكثرة ما كتب عن ضرورة ابتعاد المثقف عن السلطة خشينا أن يجف مداده ، فإذ به و ببساطة يذهب إلى أربيل ليستظل بظل سلطة عشائرية مستبدة لا ظل إلا ظلها هناك، و متعاونة مع المحتل أيضاً ليأخذ من أعطياتها ، و يأكل على موائدها فيسبح بحمدها . على أية حال ليس هذا موضوعنا لكن يكفي أن يقال بهجاء هؤلاء الذين اجتمعوا في أربيل أن من ألقى كلمة باسمهم هو ( شين – نون ) .
نعود إلى النوادر التي تشبه ندب الموتى التي تساقطت كالدرر من فم السيد الطالباني لا فض فوه ، والذي يحب المثقفون العرب أن يسموه توددا ، و هو أيضاً تودد كالسباب باسم " مام جلال " . بدأ السيد جلال بنادرة ثم ثنى و بعدها ثلث ، أول نوادره كانت عن الرخاء و الأمن و الاستقرار الذي ينعم بها شمال العراق ، و هذا ما التقطه الكاتب أحمد أبو مطر فدبج معلقة حول ذلك على موقع إيلاف . لكن الرد على هذه النادرة جاء بعد أيام قليلة بتفجيرات أكلت الأخضر و اليابس في مقرات كل من الطالباني و البرزاني في شمال العراق لتحول كلامه إلى ندب موتى حقيقي ، و أما الرد على أحمد أبو مطر الذي استملح نكتة الطالباني فأعادها على شكل مقال ، فقد تكفل به أحد القراء في باب تعليقات القراء ، و إنما بدون قنابل هذه المرة ، فقد كتب السيد درويش على مقترحاً على السيد أحمد أبو مطر أن "يذهب لزيارة مستشفى (صدام سابقا)رزكارى ويسأل عن أسباب عدم اصلاح أرضية المستشفى البلاستيكى وأن يركب مع سائق تاكسى كادح،للعلم يوجد كثيرون هم من البوليس السرى،ليسأله عن الديمقراطية،يسأل الخبير فى وزارة الثقافة الذي تعرض الى التعذيب لآنه..،وأن يزور الكاتب الشاب نه به ز كوران فى بيته ليطلع على الوضع المعاشى للذين ليسوا أبواق أو..السلطة ويستمع من هذا الكاتب الجرئ كيف خطفوه وعذبوه وخصوصا محاولة شله عن الكتابه، ان يذهب الى المناطق التى غمرتها المياه أخيرا ليرى كيف يعيشون وهل ساعدتهم..،وان يجتمع بعضو البرلمان حمه حاجى محمود ليسأله لماذا قال بأن نصف أعضاء البرلمان يرفعون أيديهم خوفا والنصف الآخر حتى لا يجوعوا،وان يقارن حال من بيدهم القرار مع حال عامة الشعب وذلك بالتحرر من البرنامج الرسمى والتجوال الحر فى مختلف المناطق والتكلم مع الناس من دون رقيب،اما عن السجون السرية والتعذيب فيها ..،بالامكان زيارة سجن المحطة وسجن أكرى والتكلم مع الموقوفين لمدد طويلة بدون توجيه تهمة...هذه بعض الملاحظات والمهام التى تبرهن ان كان اهتمامكم بالشعب الكوردى حقا أو بالذين يتصرفون بأموال هذا الشعب دون وازع ضمير أو خوف من رقيب ،ننتظر ما تكتبونه بصدق وأمانة عن واحة الديمقراطية من واقع الحياة وليس فى أروقة المؤتمر فقط."
نعود للسيد الطالباني و نوادره في ذلك اللقاء ، فعند حديثه عن الإنجازات التي تحققت بظل الاحتلال ذكر السماح للشيعة باللطم . و الحقيقة أن هذا من إنجازات الاحتلال الحقيقية التي لا يجادل بها أحد ، فقد حول الاحتلال - بفضل جرائمه - العراق إلى مجلس عزاء كبير،و لولا المقاومة التي تفتح نافذة الأمل الوحيدة في هذا الظلام لما كان للعراقيين من عمل يعملونه سوى اللطم . و تبقى نادرة النوادر أو درة تاج نوادر السيد طالباني في ذلك اللقاء، و هو يعدد إنجازات سنوات الاحتلال ، حين قال إن السليمانية صار فيها ألف مليونير بدلا من ستة أثناء حكم صدام !!و عند هذه النادرة لا أملك إلا أن أعود لأبي العيناء ، إذ قال :
(( كتب أحمق إلى أبيه من البصرة :كتابي هذا ، ولم يحدث عندنا بعدك إلا خير و الحمد لله ، إلا أن حائطاً وقع فقتل أمي و أختي و جارتينا ، و نجوت أنا و السنور و الحمار فعلت إن شاء الله .))
الدنيا بخير عند السيد طالباني ، الذي يكلف مع مستشاريه كل شهر مليون دولار حسب معلومات أوردتها أسبوعية القلعة الناطقة باسم الجبهة التركمانية العراقية ولم لا تكون بخير ! فقد صار رئيس جمهورية ، و صار في السليمانية ألف مليونير ، و سمح للشيعة باللطم . الأمور بخير سوى أن في العراق أكثر من مائة ألف مرتزق يقتلون كل يوم وسطياً مائة عراقي من أكاديميين و أناس عاديين ، و هناك آلاف المعتقلين و المختفين في سجون الاحتلال ،و ملايين المشردين داخل العراق و خارجه ، و مليون قتيل و دمار بحجم العراق .الأمور بخير !فقد نجا هو و السنور و الحمار فعل إن شاء الله .
الجمل
إضافة تعليق جديد