قتيلان وأربعين جريحاً في اشتباكات بين حماس والجهاد
ظلّت العلاقة بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» يشوبها سوء الظن، والخلاف في المواقف والرؤى، لكن بعيداً من الطابع العنفي، باستثناء حوادث قليلة ومتباعدة، آخرها ما تشهده مدينة رفح في قطاع غزة من صدامات عنيفة أوقعت قتيلين ونحو أربعين جريحاً خلال يومين.
كثيرون من أنصار حركة «حماس» يعتبرون حركة «الجهاد» «الوجه الآخر» لحركة «فتح»، مستدلين بمواقف عديدة ساندت فيها «الجهاد» «فتح» في حوادث خلافية مع «حماس»، ومن قبلها مع جماعة «الإخوان المسلمين»، وخصوصاً في قطاع غزة.
ولم يجد الحديث في الآونة الأخيرة عن تفاهم الحركتين على أهمية الوحدة بينهما، طريقه إلى عقول أنصارهما وقلوبهم، في ظل حال من التحريض «الخفي» بينهما، تغذيه الاتهامات المتبادلة بالولاء لجهات خارجية، وحتى التشكيك في سلامة العقيدة.
وسارعت مصادر مقربة من حركة «حماس» إلى تفسير ما حدث في مدينة رفح خلال اليومين الماضيين، بكونه حلقة في إطار مخطط أعدته عناصر من حركة «فتح» لمواجهة «حماس» من جديد بغطاء من «الجهاد».
وبحسب المخطط المزعوم، فإن المواجهة مع «حماس» ستتم عن طريق القيام بعمليات اغتيال وتصفية جسدية لقادة من عناصرها، وزعزعة الأمن الداخلي بزرع عبوات ناسفة في الأماكن العامة والأسواق والمدارس والجامعات، إلى جانب إعادة التمركز في مناطق يكثر فيها مؤيدو «الجهاد»، وإقامة حواجز على مداخلها لتكون مناطق آمنة ونقطة انطلاق لتنفيذ العمليات.
وقالت المصادر إن المخطّط يركز على أهمية زج «الجهاد» في مجابهة حركة «حماس»، من خلال القيام بعمليات تصفية لعناصرها ونهب المؤسسات التابعة لها وسلبها وتفجيرها.
وقال مصدر مطّلع، إن العشرات من عناصر الأجهزة الأمنية ونشطاء «فتح»، سلموا أسلحتهم وأمتعتهم العسكرية لحركة «الجهاد» لحمايتها من استيلاء حركة «حماس» عليها عقب سيطرتها على القطاع في حزيران الماضي. وأضاف أن عنصراً «فتحاوياً» التحق بصفوف «الجهاد» بعد الحسم العسكري قبل أربعة أشهر، هو السبب في إثارة الفتنة والصدامات المسلحة الأخيرة. ولم يستبعد المصدر نفسه مشاركة عناصر «فتحاوية» في المواجهة مع «حماس».
وتطابقت هذه المعلومات مع ما نقلته المصادر المقربة من «حماس» في شأن المخطط المذكور الذي تضمن أن «بعض الأطراف والشخصيات، التي عُرفت بدورها التخريبي في حركة فتح، تحاول أن تستخدم الجهاد الإسلامي غطاءً لبعض الأعمال الفوضوية والتخريبية من جهة، فيما تسعى شخصيات أخرى سعي الأبالسة لإثارة الفتنة وشق الصف الإسلامي».
لكن حركة «الجهاد» نفت بشدة، على لسان القيادي خضر حبيب، «التكهنات والأحلام التي يروّجها بعض الكهنة ومبشري الأحلام»، بوجود مخطط لحركة «فتح» باستهداف حركة «حماس» بغطاء منها. وقال «هذا كلام لا يستحق الرد، فليس له أساس من الصحة».
وفي خصوص التحاق عناصر «فتحاوية» بحركة «الجهاد» لاستغلالها في مواجهة «حماس»، شدد حبيب على أن «الجهاد» «لا تقبل بأحد في صفوفها يحمل أجندات تخريبية».
وتوصلت حركتا «حماس» و«الجهاد» مساء أول من أمس إلى اتفاق، هو الثاني خلال يومين، قضى بوقف فوري وشامل لكل مظاهر التوتر بما في ذلك سحب المسلحين من الشوارع وإزالة الحواجز ووقف كل أشكال التعديات والمداهمات والإفراج عن المعتقلين والمختطفين في مدينة رفح.
وكان أحد نشطاء «الجهاد»، ويدعى محمود بكر عيسى، قُتل وأُصيب نحو 17 آخرين، في تجدد الاشتباكات بين «سرايا القدس» و«كتائب عز الدين القسام»، ما يرفع حصيلة ضحايا هذه الاشتباكات إلى قتيلين وأكثر من أربعين جريحاً.
وفي السياق نفسه، أصيب أحد أفراد الشرطة بجروح متوسطة في انفجار عبوة لدى مرور سيارة للشرطة الموالية لحركة «حماس» وسط قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، إيهاب الغصين، «إن أحد أفراد الشرطة أصيب بجروح لدى انفجار عبوة زرعها بعض المرتزقة لدى مرور دورية للشرطة وسط قطاع غزة».
إلى ذلك، استشهدت الطفلة الفلسطينية زينة فادي محمد مرعي (8 سنوات) في المستشفى متأثرة بجروح أصيبت بها إثر إطلاق نار اسرائيلي السبت في الضفة الغربية.
رائد لافي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد