نجاد في بغداد وترسيم الحدود في مقدمة أجندة الأعمال
يبدأ الرئيس الإيراني أحمدي نجاد اليوم”الأحد” زيارة رسمية للعراق تستمر يومين، هي الأولى لرئيس إيراني للعراق منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام ،1979 استهلها بعقد مؤتمر هاجم فيه الأمريكيين، ونفت بغداد توقيع أي اتفاقيات خلال الزيارة، فيما أعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن اعتقاده بأن “شائعات وأكاذيب سوف تنتشر بالتزامن مع هذه الزيارة”.
وأعلن الرئيس احمدي نجاد في مؤتمره الصحافي لوسائل الإعلام العراقية في طهران، أن الشعبين الإيراني والعراقي تربطهما علاقات ثقافية ودينية وعاطفية ممتازة للغاية، واعتبر زيارته للعراق اليوم تمثل خطوة كبيرة لتوثيق العلاقات الأخوية بين الشعبين.
وأضاف الرئيس الإيراني ان وجود عراق مقتدر يخدم مصالح جميع دول المنطقة، وأوضح “نحن نعتبر انعدام الأمن وإثارة الخلافات والتوترات في العراق ناجمة عن خطط المستعمرين، لأن هذه الخلافات لم تكن مطروحة في العراق قبل الاحتلال بتاتا، وأن حالة انعدام الأمن التي يذهب ضحيتها أبناء الشعب العراقي ناجمة عن السياسات المفروضة على الشعب العراقي”.
وردا على سؤال حول الاتهامات الأمريكية بشأن تدخل إيران في الشؤون العراقية، أكد نجاد أن إيران تربطها مع دول المنطقة علاقات صداقة وثيقة ومؤثرة، ونوه بأن هذه العلاقات لم تأت عن طريق “جحفلة الجيوش” إلى المنطقة كما هو الحال مع السياسة الأمريكية، وأكد أن شعوب المنطقة بلغت الوعي الكافي الذي يؤهلها لإدارة شؤونها من دون الحاجة إلى تدخل الآخرين.وأضاف “ان هذا هو ديدن الأمريكيين حيث إنهم يقومون باتهام الآخرين كلما واجهوا هزيمة في منطقة من العالم”.
وأشار إلى أن الشعب الإيراني تربطه علاقات أخوية وثيقة مع الأكراد والسنة والشيعة في العراق، وأن بلاده تشجع دوما جميع الطوائف والقوميات في العراق على الوحدة والأخوة، من منطلق أن أمن العراق بمثابة أمن إيران، وأن انعدام الأمن في العراق من شأنه أن تكون له نتائج سلبية تنعكس على إيران.
وأوضح الرئيس الإيراني أن بلاده ليست بحاجة إلى التدخل في العراق فهي لديها علاقات صداقة مع كافة الفصائل العراقية.
واستبعد نجاد احتمال قيام مهاجمة أمريكا لإيران، وأوضح أن طهران لا تشعر بالقلق حيال هذا الأمر؛ لأن واشنطن لم تنتصر حتى الآن في أي مواجهة عسكرية حقيقية، وان الجيش الأمريكي على عكس الإعلام المكثف جيش غير مقتدر، لأن السياسيين الأمريكيين لا يسمحون لجيش بلادهم أن يكون مقتدرا.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في تصريح لصحيفة “الصباح” الحكومية العراقية إن زيارة نجاد “خطوة كبيرة”، مشيرا إلى أنها ستفتح “آفاقا جديدة في مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين”. وأضاف أن “شائعات وأكاذيب سوف تنتشر بالتزامن مع الزيارة وتوظيف هذا الحدث سياسياً من قبل جهات لا ترغب بأن تتطور العلاقات بين بغداد وطهران”.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، علي رضا شيخ عطار قال إن هذه الزيارة تستهدف تحقيق فكرة إقامة حدود سلام مستقرة بين إيران العراق.
وأشار شيخ عطار إلى العلاقات بين البلدين، وأن هناك تقارباً في وجهات نظر كل منهما، منوهاً بضرورة استغلال هذه الفرصة فيما وصفه “ترسيخ أسس إقامة حدود السلام والصداقة بين البلدين”.
وأوضح أن زيارة نجاد إلى العراق تأتي في إطار تحقيق هذا الهدف، وعبر عن تفاؤله بنجاح الزيارة نظراً لنتائج المباحثات التي أجراها خلال الأيام الثلاثة الماضية مع المسؤولين العراقيين لتمهيد هذه الزيارة.
كما أعلن عطار أن نجاد يعتزم توقيع حوالي 10 اتفاقيات وسيبحث مسألة تقديم قرض إيراني للعراق بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشاريع مرتبطة بإنشاء البنى التحتية في إطار هذه الزيارة.وأضاف أن الاتفاقيات ستشمل حماية الاستثمارات المتبادلة والجمارك والمقاييس النوعية والشؤون المصرفية وغيرها من المجالات.
وفي بغداد قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، إن زيارة الرئيس الإيراني للعراق ستتم اليوم على رأس وفد كبير يضم وزراء الخارجية والمالية والكهرباء وعدد من كبار المسؤولين.
واستبعد الدباغ أن يتم خلال الزيارة بحث موضوع ترسيم الحدود بين البلدين وقضية الحقول النفطية، وقال إن الزيارة لن تبحث هذا الأمر، لأنه سبق أن تم بحثه خلال لجنة مشتركة لتثبيت العلامات على الحدود البرية بين البلدين.
وتابع أما موضوع الحدود النهرية فقد تم بحثه خلال لجنة أخرى وتم الاتفاق على عودة وضع الحدود إلى وضعها الأصلي قبل أن يتغير مجرى النهر. وعن الحقول المشتركة، قال هناك دعوة للاستثمار المشترك لهذه الحقول. وأعرب الدباغ عن أمله في تحسين العلاقات العراقية الإيرانية بعد هذه الزيارة، مستبعدا التوقيع على أي اتفاقيات خلالها، وأضاف نأمل أن تسهم هذه الزيارة في تحسين العلاقات الثنائية بين العراق وإيران، لان إيران بلد مهم للعراق، وهناك مصالح مشتركة كبيرة بين الجانبين.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد