تحديات مؤتمر القمة الإسلامية في داكار
تنعقد القمة العادية الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في العاصمة السنغالية دكار وسط ظروف غير عادية تمر بها الأمة الإسلامية.
وتوصف الملفات التي تنتظر قادة الدول الإسلامية بأنها متنوعة وشائكة يتسم أغلبها بالاستعجال، بدءا بالملف الفلسطيني الذي رافقت تطوراته المنظمة منذ إنشائها وشكّل حله أحد أهداف ميثاقها، مرورا بملفات أفغانستان والعراق ودارفور وانتهاء بالملف النووي الإيراني.
وتتوقع السنغال -التي تستضيف القمة للمرة الثانية في تاريخها- أن يحضر أغلب زعماء الدول الإسلامية المدعوين، وهو الأمر الذي أصبح مدعاة فخر للرئيس السنغالي عبد الله واد بأن نسبة المشاركة في قمة دكار ستكون الأعلى منذ إنشاء المنظمة، وتوقع حضور سبعة وثلاثين على الأقل من قادة الدول الإسلامية البالغ عددها سبعة وخمسين.
ورغم ذلك فإنه من شبه المؤكد أن عددا من القادة المؤثرين في المنظمة وبينهم ملك السعودية والرئيس المصري والزعيم الليبي لن يحضروا القمة، التي وصفها وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان غاديو بأنها قمة تكييف المنظمة مع المتغيرات الدولية ومتطلبات القرن الواحد والعشرين.
ويعتقد مسؤولون بالمنظمة أن التغيرات التي شهدها العالم منذ إنشائها وحتى اليوم، تفرض إعادة النظر في ميثاقها وطريقة تعيين أمينها العام. ويؤكد الرئيس السنغالي أنه حصل على موافقة من نظرائه في الدول الإسلامية على اعتماد ميثاق جديد للمنظمة.
لكن محللين وخبراء يرون أن المشكلة ليست في ميثاق المنظمة في حد ذاته، بل هي في تطبيق بنوده، وعدم الفاعلية في علاج مشاكل العالم الإسلامي.
ويدلل المحلل السياسي السنغالي آس تيام على ذلك بقوله إن الأهداف التي أعلنتها المنظمة وقت إنشائها كان من أبرزها مساعدة الشعب الفلسطيني على استرجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، و"هو ما لم يتحقق حتى الآن بل إن وضع الشعب الفلسطيني هو أسوأ اليوم مما كان عليه إبان إنشاء المنظمة على خلفية حرق المسجد الأقصى عام 1969".
وأضاف تيام في حديث مع الجزيرة نت أن الشعوب الإسلامية التي تتجاوز مليار ونصف مليار مسلم ظلت تعلق آمالا كبيرة على دور المنظمة في تقليص الهوة الاقتصادية بينها، وفي خلق جو من التآخي والتسامح بين تلك الشعوب.
وقال إن ما يحدث اليوم "هو عكس ذلك تماما، حيث يمزق الفقر والفاقة والحروب عددا من الدول المسلمة في أفريقيا وآسيا".
وفي المقابل يرى الدكتور عز الدين أسوكلي الخبير في الشؤون الاقتصادية الأفريقية أن المنظمة لعبت دورا كبيرا في بناء وتنمية اقتصاد عدد من الدول المسلمة خاصة في أفريقيا.
وأشار أسوكلي إلى السنغال التي قال إن حجم الاستثمارات الإسلامية فيها يزداد يوما بعد يوم، وإن القروض والهبات التي حصلت عليها من دول عربية مثل الكويت والسعودية لمساعدتها على استضافة القمة الإسلامية مكنتها من تحديث جزء من بنيتها التحتية في ظرف وجيز.
داداه عبد الله
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد