البابا يحتفل بعيد ميلاده في البيت الأبيض
دعا البابا بندكت السادس عشر، أمس، واشنطن إلى دعم جهود الدبلوماسية الدولية لتسوية النزاعات في العالم، مشدداً على أهمية دور الكاثوليك في الولايات المتحدة. وأعرب مع مضيفه الرئيس الأميركي جورج بوش عن قلقهما بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط، ودعمهما لاستقلال لبنان وسيادته.
واستُقبل البابا بحفاوة بالغة مع وصوله إلى البيت الأبيض، في اليوم الثاني من زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له، ثم سار نحو المنصة ليتوسط بوش وزوجته لورا، فيما عزفت الموسيقى العسكرية النشيدين البابوي والأميركي، وغنت السوبرانو كاثلين باتيل «أنشودة الابتهال للرب».
وأقيم للبابا احتفال ضخم في البيت الأبيض شارك فيه 12 ألف شخص، بينهم 9 آلاف مدعو، أنشدوا له «عيد ميلاد سعيد» مع بلوغه الـ,81 بحضور كبار الشخصيات في الإدارة الأميركية، بينهم نائب الرئيس ديك تشيني وزوجته لين، ووزيرة الخارجية كوندليسا رايس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
وأكد البابا أنّ «كاثوليك أميركا ساهموا وما زالوا بشكل ممتاز في حياة بلادهم... وأنا أثق بأن وجودي سيكون مصدراً للتجديد والأمل بالنسبة للكنيسة في الولايات المتحدة، وسيعزز قرار الكاثوليك بالمساهمة بشكل أكبر في تحمل مسؤوليات هذا الوطن الذي يشعرون بالفخر لأنهم مواطنوه».
ورأى أنه «منذ فجر الجمهورية (في الولايات المتحدة)، فإن السعي الأميركي للحرية كان يقوده الإيمان بأن المبادئ التي تحكم الحياة السياسية والاجتماعية ارتبط بشكل أساسي بالنظام الأخلاقي الذي يعتمد على سلطان الله الخالق».
وأضاف البابا أن الولايات المتحدة تقوم منذ قرن من الزمن بدور مهم في المجتمع الدولي، داعياً واشنطن إلى أن «تتحلى بالصبر في دبلوماسيتها العالمية لحل الصراعات» في إشارة وحيدة إلى موقف الفاتيكان المعارض للتدخل العسكري الأميركي في العراق وقلقه من الملف الإيراني. وختم بندكت كلمته بالقول «ليبارك الله أميركا!».
من جهته، قال بوش متوجهاً إلى ضيفه إنه «في عالم لم يعتقد فيه كثيرون أنه من الممكن التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، نحتاج إلى رسالتكم لرفض ديكتاتورية الانحياز واعتماد ثقافة العدل والحقيقة».
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال، اصطحب الرئيس بوش ضيفه إلى مكتبه البيضاوي حيث عقد معه اجتماعا مغلقا استغرق 45 دقيقة، وخرج البابا من الاجتماع متوجهاً إلى سفارة الفاتيكان حيث تناول الغداء مع كبار رجال الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة.
وفي ختام الاجتماع أصدر بندكت وبوش بياناً مشتركاً أكدا فيه «الرفض التام للإرهاب واستغلال الدين لتبرير أعمال غير أخلاقية أو أعمال عنف تستهدف أبرياء». كما تطرقا إلى «ضرورة محاربة الإرهاب بالوسائل المناسبة التي تحترم حياة الإنسان وحقوقه»، بحسب البيان الذي ألمح إلى أن البابا أكد لبوش إدانته اللجوء إلى التعذيب لانتزاع معلومات من معتقلي غوانتانامو أو السجناء في العراق.
وأعرب البابا وبوش عن «قلقهما المشترك لوضع الطوائف المسيحية الهش في هذا البلد (العراق) والمنطقة»، وعن «أملهما في إيجاد حل سريع وشامل للازمة التي تهز المنطقة».
ودعا بندكت وبوش إلى ضرورة التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي «وفق رؤية إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن»، كما أعربا عن «مساندتهما لاستقلال لبنان وسيادته».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد