نصر الله يشن هجوما غير مسبوق على حكومة السنيورة
نص المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله:
بالتأكيد موضوع مؤتمرا الصحفي هذا الذي نعقده لأول مرة منذ انتهاء حرب تموز هو التطورات والمستجدات المهمة والخطيرة التي تجري منذ أيام على الساحة اللبنانية. في البداية يجب أن أقول بعد قرارات فريق السلطة في تلك الليلة الظلماء بدأت مرحلة جديدة بالكامل في لبنان، أي أنّ تاريخ تلك الجلسة بالنسبة لنا مثل (حدث) 14 شباط 2005 أي الزلزال الذي أدخل لبنان في مرحلة جديدة بالكامل يعني استشهاد الرئيس رفيق الحريري, نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل لبنان. لبنان، ما بعد تلك الجلسة المظلمة هو غير لبنان ما قبل تلك الجلسة المظلمة وعلى فريق السلطة أن يعلم أنه أدخل لبنان إلى وضع جديد تماماً نظراً لخطورة القرارات المتخذة وخلفياتها وأبعادها.
سأتحدث عن عدة عناوين: العنوان الأول شبكة الاتصالات التي نحن معنيين بالمؤتمر الصحفي نحكي الأمور متل ما هي, لا معنيين نخطب ولا نطلق شعارات. المرحلة مرحلة صعبة ولكن هي مرحلة أيضاً للمنطق والعقل وللقرار المسؤول. العنوان الأول شبكات الاتصالات اتصالات المقاومة, العنوان الثاني المطار/ العميد شقير, العنوان الثالث الأزمة السياسية الحادة القائمة حالياً والتعاطي معها والمخرج منها.
في العنوان الأول عندي بالبداية تعريف لأنه يمكن بلبنان صاروا يعرفون ما هي قصة شبكة الاتصالات التابعة للمقاومة، ويمكن بالخارج يظن البعض أننا منشئين شبكة تليفون ونقوم بجني من خلالها أموال وضرائب ورسوم "وفاتحين على حسابنا" وزارة اتصالات لا تستفيد منها مالياً خلافاً للقانون, وكذلك للرد على استدلالات هذا الفريق الذي يعرف الحقيقة وينكرها.
أولا التعريف: هناك شيء أسمه سلاح الإشارة بكل جيوش العالم حتى بالجيوش القديمة كان هناك سلاح الإشارة، كانوا يعتمدون على الحمام كانوا يعتمدون على الأصوات كانوا يعتمدون على أشكال مختلفة, في كل مرحلة كان يطور فيها سلاح المشاة أو الأسلحة النارية أو تكتيكات القتال كان يطور سلاح الإشارة, سلاح الإشارة يعني سلاح الاتصالات، بالنهاية أي تشكيل مقاتل سواء كان جيش نظامي أو حركة مقاومة أو ميليشيا أو مجموعة حراسة بين القيادة والمجموعات والكادر والضباط بحاجة إلى اتصال, موضوع الاتصالات أو ما يسمى بسلاح الإشارة هو جزء أساسي وجوهري بل هو الجزء الأول في منظومة القيادة والسيطرة التي هي العامل الأول في أي نصر والعامل الأول في إدارة أي معركة.
حسنا هذه الاتصالات لها أشكال مختلفة وهذا شيء فني لكن من المفيد الإشارة لأنه في اتصالات لاسلكية, أثيرية سواء كان جهاز لاسلكي أو كان خليوي أو ما شاكل يعني الصوت ينتقل عبر الهواء "الأثير" الأشكال التكنولوجية المختلفة الموجودة حالياً، وهناك شكل ثان هو المبسط وهو السلكي أي أن الصوت لا ينتقل فيه على الهواء بل عبر السلك من آلة الى آلة، وبالتالي يبقى الصوت مضبوط عادةً بالاتصالات, الاتصالات اللاسلكية طبعاً أفعل وأيسر ادارتها "واحد بيحمل جهاز ينتقل فيه من مكان إلى مكان" الآن انتم كل واحد يحمل خليوي ويحكي فيه من الشارع من أي مكان يريد, أما السلكي فلا، يعني المرونة عنده محدودة. لكن في اللاسلكي والأثيري في مجموعة مشاكل إذ يمكن التنصت بسهولة وأنا أقول لكم "لا يوجد اتصال لاسلكي أثيري في لبنان أو في العالم لا يمكن التنصت عليه، ولا يوجد شيفرة لا يمكن فكها ولا يوجد تشفير اتصال لا يمكن تحليله".
هذا محسوم بحسب التطور العلمي الموجود اليوم في العالم هناك مشكلة تنصت, اثنين في مشكلة تشويش, العدو يدخل على شبكة الاتصالات يشوش الاتصال مما يؤدي إلى انقطاع القيادة عن الكوادر وعن القواعد وعن المراكز, وبالتالي راحت كل منظومة القيادة والسيطرة.
والمشكلة الثالثة هو الاستهداف, بكل بساطة محطة الخليوي تقصف, شبكة اللاسلكي تقصف كما صار بالحرب وفي حروب سابقة, شبكة السلكي خصوصاً إذا كانت سرية قد يصعب قصفها من الأيام الأولى ويمكن الاستفادة منها في هامش أوسع, نحن كمقاومة لا نملك امكانيات جيوش ضخمة ولا تكنولوجيا الولايات المتحدة الأمريكية ولا تكنولوجيا إسرائيل بطبيعة الحال عندما نواجه التكنولوجيا المتطورة المعقدة نعتمد على الوسائل المبسطة لأنه في التكنولوجيا لا يمكننا أن نتوازن، أحسن وأفضل أسلوب لمواجهة التعقيد التكنولوجي هو التبسيط فكانت الشبكة السلكية، إذا أردت أن استعمل تعبيراً دقيقاً أقول شبكة السلكي التابعة للمقاومة, هي عبارة عن سنترال ومجموعة خطوط متصلة ببيوت قيادات ومراكز ومواقع تابعة للمقاومة هذه هي شبكة الاتصال، وهذه هي شبكة الهاتف السلكي, الاتصال السلكي هو جزء من سلاح الإشارة المتوفر لدى المقاومة في لبنان، هذا السلاح ليس سلاحا ملحقا هذا أهم سلاح في أي معركة, أهم سلاح في أي معركة, قبل الألفين من أهم أسباب نجاح عمليات المقاومة أنه عندما كان يهاجم مئتين وثلاثمائة وأربعمائة مقاتل مواقع إسرائيل في الشريط الحدودي، وكان الاسرائيلي لا يكتشف ذلك إلا لحظة إطلاق النار, السبب اننا لم نكن نعتمد على الاجهزة اللاسلكية، بل كنا نعتمد على النظام السلكي, في حرب تموز أهم نقطة، أهم عنصر قوة كان عنا، هو القيادة والسيطرة، بسبب أن الاتصال مؤمن بين القيادة ومختلف المواقع القيادية ومواقع القتال الميداني، وهذا اعترف فيه العدو تذكروا بعد مجزرة قانا الثانية عندما صار اتفاق على وقف إطلاق نار 48 ساعة لتسهيل خروج الجرحى والمصابين وما شاكل, كيف قدرنا أن نوقف اطلاق النار ونحن لسنا جيش نظامي؟ لأنه كان عندنا امكانية اتصال مع كل نقاطنا في هذه المواقع.
أما قول وزير الاعلام، وانا آسف على وزير الاعلام لأنه صديق سابق، أنه من الخطأ اعتبار هذا السلاح يحمي حزب الله، أحب أن أقول لهم الكثير من كوادرنا استشهدوا بسبب اللاسلكي وبسبب الخليوي، وفي حرب تموز في عدد من المواقع التي فقدنا فيها الاتصال السلكي واضطررنا فيها للاتصال اللاسلكي أو استخدام الخليوي قتل كوادر وقياديين بالمقاومة في الميدان. اليوم عندما نأتي لتقرير فينوغراد سنجد أن أهم توصية لدى فينوغراد هي ضرورة القضاء على قدرة ومنظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله والتي يشكل عامل الاتصال عاملاً حاسماً فيها هذه هي توصية فينوغراد ويجب ألا ننسى ذلك ويمكنكم أن تعودوا إليها.
نأتي الى مجريات المفاوضات التي كانت قائمة بيننا وبين فريق السلطة في الفترة الماضية. كلكم تعرفون ان هذه الشبكة كانت قبل عام 2000 واستمرت بعد العام الفين وهي ليست شبكة جديدة او مستحدثة نعم تم تحديثها تم تطويرها هذا صحيح وهذا طبيعي ومنطقي. اريد ان اذكرهم عندما تحالفوا معنا في التحالف الرباعي المشؤوم كانت الشبكة موجودة يومها لم تكن اعتداءً على السيادة وعلى القانون وعلى المال العام!! عندما وضع البيان الوزاري وتحدث عن المقاومة وسلاحها وهذا جزء من سلاحها لم تكن هذه الشبكة اعتداءً على السيادة والمال العام وعلى السيادة!! الان لان التحالف الرباعي اصبح أضغاث احلام وهذا اغضب بعض اطراف السلطة انا اقول لهم انه اضغاث احلام لانهم لن يروه لا في هذه الدنيا ولا في الدنيا الآخرة, في الآخرة لن نلتقي على كل حال, لكن في هذه الدنيا لن يروه على الاطلاق, وبعد توصيات فينوغراد وبعد توصيات ولش والصيف الساخن وبعد تكبير الازمة اللبنانية وبعد لارسن وتقريره غير النافع الا اذا استند الى ما قالت الحكومة اللبنانية، "وقالت الحكومة اللبنانية...", وبعد تقرير "البهدلة" من وزارة الخارجية الاميركية للسلطة جاؤوا وفتحوا هذا الملف من جديد رغم اننا كنا في الاشهر الماضية كنا نتفاوض ووصلنا الى نتائج معينة ومحددة وأجبنا على كل الاسئلة، من قبل جاؤوا وجرى الاتصال، أثير الموضوع، وكلف كبار قادة الاجهزة الامنية اللبنانية بالاتصال معنا والتحادث حول شبكة الاتصالات الهاتفية واثارة بعض الهواجس. لقد التقينا وأجبنا على هواجسهم وقالوا حسنا ليس هناك من مشكلة لكن يوجد كابل ممدود من الضاحية إلى بيروت الغربية، وهذا الكابل تم تمديده في حرب تموز 2006 وبعد أيام من قصف الضاحية وليس في اليوم الاول, مددنا كابلا سلكيا من الضاحية الى بيروت وقالوا لنا ان هذا الكابل يثير المخاوف من فلان وفلان ونتمنى ان تزيلوه ونحن نتعهد اذا لا سمح الله وقعت الحرب نحن القوى الامنية الرسمية سنمد لكم الكابل, فقلنا لهم من هذه العين قبل هذه العين, واذا الامر يريحكم فأزيلوه وازلناه وانتهى الموضوع.
قبل عدة اسابيع, طبعا توجد مرحلة في المنطقة, الموضوع ليس موضوع سلكي, توجد رهانات عن طريق السلطة سقطت, توجد رهانات على تطورات إقليمية ودولية سقطت, هناك رهانات على حروب تراجعت, وبالتالي المطلوب خوض المعركة بشكل مختلف في العراق وفي لبنان وفي فلسطين وحتى مع إيران ومع سوريا, هذا خيار, جاؤوا وفتحوا موضوع السلكي, جاء الضباط وحصل لقاء, طيب ما المشكلة, قالوا عندنا مجموعة مشاكل يجب ان تحلوها لنا, ونحن اهل حوار, نحن نحل مشكل, نحن نريد الاحتفاظ بالسلاح, نحن لا نريد ان نقاتل من اجل السلاح, القتال ليس هدفا, قالوا انتم تريدون ان تمدوا شبكة هواتف في جبيل وكسروان, قلنا لهم هذا غير صحيح, والذي أجرى مؤتمرا صحفيا, والذي كذب 25 سنة يعرف انه كان يكذب لأننا نحن ابلغنا الضباط، والضباط ابلغوا اللجنة الوزارية, واللجنة الوزارية ابلغت الحكومة اللاشرعية ان حزب الله يقول وبحكم الواقع انه لا يريد ان يمد شبكة هواتف في جبيل, ونحن لسنا بحاجة الى شبكة اتصالات في جبيل وكسروان, قلنا لهم اننا نضع الشبكة في المكان الذي فيه قادة ومراكز وتوجد استهدافات لهم, قالوا حسنا الشمال, قلنا ولا في الشمال ولا في كسروان ولا في الشمال وجبيل, قالوا حسنا وهذا الخط من الضاحية الى الجنوب قلنا لهم هذا طبيعي, هذا ضروري لانه يؤمن تواصل بين الضاحية وبين الجنوب، قالوا نخاف ان تمدوا منه خطوطا الى الشوف الى حلفائكم, قلنا لن نمد الى الشوف, ونلتزم اننا لن نعطي لحلفائنا, هذه اول مرة أتحدث فيها بهذه المعلومات, قلنا جيد ما في مشكلة, قالوا أمراً آخر ان هذه الشبكة هي بديل عن شبكة الدولة وبالتالي هذا سيضيع المال على خزينة الدولة, قلنا لهم ان هذه الشبكة محسوبة بخصوص قيادات وكوادر المقاومة وليست للاستخدام العام, وإذا كنتم تريدون الكشف عن الموضوع فتفضلوا, قالوا هناك إشكال ثالث انه يمكن ان تستعمل هذه الشبكة للاتصالات الدولية، فقلنا ان هذا غير ممكن ومع ذلك انتم تقدرون ان تلتقطوا أي اتصال او أي تخابر دولي تفضلوا اين هو التخابر الدولي لننزل واياكم لنعالجه, ونحن نعتقد ان موضوع التخابر الدولي خارج القانون ومال فسق وسرقة للمال العام, قالوا ممتاز. ذهب الضباط وقالوا ان الجو ايجابي والامور على خير، ثم عادوا وقالوا تريدون الاتفاق، أن نغض النظر عن شبكة السلكي مقابل ازالة الاعتصام في بيروت ؟ أي نعمل مساومة ونغض النظر عن شبكة السلكي للمقاومة, أنا اريد ان اسأل هنا : لو قبلنا بهذا العرض هل تصبح عندها شبكة السلكي مع القانون ومع دولة القانون وغير منافية للقانون وليست اعتداءً على المال العام ؟ما هذه الدولة؟ هذه ليست دولة إنما عصابة! ليست لا دولة قانون ولا دولة مؤسسات، هذه عصابة! حتى ليست ميليشيا, هذا عيب, عيب من أجل أن تغضوا النظر عن سلاح المقاومة تستخدمون قضايا وموضوعات داخلية, هذا موضوع داخلي وموضوع وطني له علاقة بالدفاع عن البلد ومواجهة العدو الصهيوني . ثانيا إنّ شبكة السلكي التي قرارها عندي أّما خيم الاعتصام فقرارها عند كل المعارضة.
انتهى الموضوع عند هذا الحد ونحن قدمنا التطمينات وأدينا الاستعداد انه تفضلوا واكشفوا (على الشبكة) انه ليس من اتصالات دولية على الشبكة وانها ليست للاستخدام العام وانها لا تأخذ شيئا من طريق الحكومة, مع العلم أنّ هناك شبكات هاتفية في أماكن متنوعة من لبنان ولمؤسسات دينية ولجهات سياسية في لبنان بعضها مرخص وبعضها غير مرخص، إنشاء لله بالقريب يأتي النواب ببعض التفاصيل لعرضها في هذا الخصوص. لكن بمعزل عن هذا الجانب, هذا الموضوع له علاقة بالمقاومة وبالصراع مع اسرائيل الذي له علاقة بالدفاع عن هذا البلد، وتجاوزنا الموضوع. وإذ بالموضوع يعود للإثارة من جديد من خلال رئيس الحكومة السيد وليد جنبلاط لانه تبين لي أنّه حرام أن نقول حكومة فؤاد السنيورة لان فؤاد السنيورة مسكين موظف عند وليد جنبلاط وعندما يريد الأخير إقالة ضابط يقول للموظفين أن يقيلوا الضابط, طبعا هو موظف عند كوندوليزا رايس... حكومة السيد وليد جنبلاط عادت وأثارت الموضوع من جديد وقامت بهجمة لها اول وليس لها آخر وبدأت بالكاميرا ووصلت الى المطار، ويمكن أن يكون هو (جنبلاط) أتى بهذا النائب الفرنسي عمدا الى الضاحية, وبالمناسبة : هل تعرفون أين أوقف النائب الفرنسي؟ لقد أوقف في زاروب بيتي انا ومعه كاميرا ويصور هناك ! من الذي أخذه الى هناك ؟ شخص من التقدمي الاشتراكي!
لقد اخذوه لكي نوقفه ! وانا أقول لهم نحن لن نتسامح بأمن احد من كوادرنا أو قياداتنا على الإطلاق، سيقولون خطف أو اعتقال, لا مشكلة. أثير الموضوع وفتح من جديد ولذلك اجتمعت الحكومة وأخذت القرار الذي تعرفوه, هذا الذي حصل الى الان.
النقطة الثانية في موضوع السلكي توصيف القرار، أنا أريد أن أوصّف قرار الحكومة بعد تقرير الخارجية الاميركية الذي "بهدلهم", هم استخدموا نفس التعبير الذي ورد بتقرير الخارجية الاميركية، هم موظفين ملتزمين بالنص, طيب صيف ساخن وتدويل وبعد عشرة ساعات من الاتصال مع نفس الدول والعواصم التي غطّت حرب تموز اتخذ القرار المشؤوم الذي سمعتموه والذي اعتبر أنّ شبكة السلكي التابعة لحزب الله اعتداء على السيادة وعلى القانون وعلى المال العام وطلبوا من القضاء ومن الاجهزة الامنية ملاحقة كل من يثبت تورطه بإقامة وتأسيس هذه الشبكة, هذا القرار هو اولا بمثابة اعلان حرب وبدء حرب من قبل حكومة وليد جنبلاط على المقاومة وسلاحها وبدأ حرب من قبل حكومة وليد جنبلاط على المقاومة وسلاحها لمصلحة اميركا واسرائيل وبالنيابة عنهما، ليس عندنا أي تشويش او تردد بهذا التوصيف , توصيف واضح بعين الشمس برابعة النهار.
ثانيا: هذا القرار كشف حقيقة هذا الفريق وخلفيته وحقيقة التزاماته وحقيقة سلوكه وادائه في حرب تموز التي حزن لنتائجها .
ثالثا: هذا القرار هدفه تجريد أهم عنصر يحمي قيادة المقاومة وكوادرها وبنيتها التحتية ويهدف الى كشفها كمقدمة للاغتيال والقتل وتدمير بنيتها التحتية , وبالتالي هم شركاء بالقتل وهم شركاء في الاغتيال ولو من باب تامين مقدمات وفتح الطريق.
رابعا: هذا القرار هدفه الايقاع بين الجيش الوطني اللبناني والقوى الامنية اللبنانية والمقاومة بعد فشل كل المؤامرات والتواطؤات السابقة والتي تم إفشالها بفعل الصبر والحكمة والحرص والمسؤولية لدى المقاومة ولدى قيادة الجيش, واليوم يريدون دفع الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية الى مواجهة مباشرة مع المقاومة من خلال إيكال الامر اليهم لنزع وتعطيل هذه الشبكة. هذا توصيفنا للقرار, طبعا ايضا هدفه أن يقدم مادة للسيد (تيري رود) لارسن لمجلس الامن الدولي, لناظر القرار 1559 حتى لا يقال قال لارسن وانما قالت الحكومة, بالحد الادنى هذا هو توصيفنا للقرار, ولا اريد ان اذهب اقليميا ودوليا وزيارة بوش للمنطقة والتزامات طويلة عريضة ...
ردنا على هذا القرار وهو بطبيعة الحال، من يعلن علينا حربا ومن يبدأ معنا حرباً ولو كان أباً أو أخاً من حقنا ان نواجههم بالدفاع عن حقنا وبالدفاع عن سلاحنا وعن مقاومتنا وعن وجودنا, شبكة السلكي هي الجزء الاهم وليست جزءا من سلاح المقاومة بل هي الجزء الاهم من سلاح المقاومة, وأنا في بنت جبيل تحدثت وكنت واضحا وشفافا وكان موسم انتخابات و"ما كنت عم فتّش عن اصوات انتخابية" وكان رئيس الحكومة السيد وليد جنبلاط جالسا و"يهز برجليه" وأنا اخطب وقلت بوضوح "ان اليد التي تمتد الى سلاح المقاومة مين ما كانت ومن اين اتت سنقطعها "، واليوم هو يوم الوفاء بهذا القرار.
لقد امتدت اليد الاسرائيلية الى سلاح المقاومة في حرب تموز وقطعناها, وفي الداخل جرت محاولات لم تصل الى حد الجدية والفعل والبدء بحرب، ولكن بعد القرارات المظلمة للحكومة السوداء نحن نعتبر أنه هناك حرب بدأت ومن واجبنا أن ندافع عن سلاحنا وعن مقاومتنا وعن شرعية هذه الاحكام, "وقد اعذر من انذر". (...) الموضوع هو بالنسبة إلينا تجاوز كل الخطوط الحمر, لا تساهل مع أحد "مين ما كان يكون واي مكان كان", ونحن نعرف ايضا ومعلوماتنا تؤكد ان موضوع السلكي هو خطوة اولى تتبعها خطوات لاحقة, واذا تساهلنا بموضوع السلكي غدا المعركة ستكون على الصاروخ وعلى ضد الدروع وعلى كل امكانية تملكها المقاومة لتدافع عن نفسها أو عن بلدها أو لتواجه أي عدوان اسرائيلي في المستقبل .
اكتفي بهذا المقدار، ما عاد الموضوع خطابات وشعارات رنانة وهو موضوع فعل وانتم تعرفوننا وجربتمونا وبإمكانكم أن تجربونا ولكن لا أنصحكم أن تجربونا.
ثانيا : موضوع الإحالات القضائية, هذه الشبكة تابعة لحزب الله وبالتالي حزب الله هو الذي يملك الشبكة, أنا الأمين العام ولنقل أنا مالك الشبكة وصاحبها ورئيس تحريرها كما يقول الاعلاميون وممولها ومستخدمها وكل الشباب الذين اشتغلوا بهذه الشبكة هم مجاهدين مخلصين ينفذون هذا القرار وبإمكان القضاء ـ رغم ان الاحالة من حكومة غير شرعية وانا لا اعترف بهذه الاحالة ـ يمكن للقضاء اللبناني أن يرسل قاضيا بالمكان الذي يناسب المستوى الامني ويسمح لي (بلقائه)، وأنا كذلك عندي إدّعاء على هؤلاء الذين اخذوا هذا القرار بأنهم أخذوا قرارا لخدمة اميركا واسرائيل وبإشعال حرب أهلية ولنترك القضاء بيننا, أما بقية الناس التي سهلت وساعدت واعتبرت أنها تساعد المقاومة هؤلاء ممنوع المس بهم مين ما كان يكون انشاء الله يكون مهندس, شركة, رئيس بلدية, موظف, عامل مقاول, أجير يومي، والمس بهم هو مس بي أنا، والمس بأي كادر من كوادر المقاومة في لبنان غير مسموح، وأيضا المس فيهم كالمس بسلاحنا.
اعذروني نحن في مرحلة جديدة تماما, الذي يريد أن يعتقلنا بدنا نعتقله, والذي يطلق النار علينا سنطلق النار عليه, واليد التي تمتد على واحد من هؤلاء الشباب سوف نقطعها أيضا, لذلك ليس من داعي لكل هذه القصة, تفضلوا نحكي ونرى من يخالف السيادة ويخالف القانون ومن الذي يعتدي على المال العام. للأسف الشديد اليوم الذي يرأس الحكومة في لبنان يعترف (وليد جنبلاط) انه لص وعلى شاشة التلفزيون يقول أنّ لديه دفترين، وكاذب بل كذّاب لان الفرق بين الكاذب والكذّاب انه يصبح لديه مَلَكَة و25 سنة باعترافه وقاتل باعترافه. اليوم الذي يحكم البلد والمطلوب من العمائم والقيادات والطوائف أن تمشي بمشروعه هو كذّاب ولص وقاتل ويجلس على راس السلطة ويوجّه الأوامر ويضع خطوطا حمرا، والمقاومون وآباء الشهداء وأبناء الشهداء الذين لولاهم لكان لبنان ما زال إسرائيليا سيساقون الى المحاكم!؟ لن يستطيع أحد أن يسوق أحدا إلى المحاكم, هذه ليست دولة هذه عصابة متسلطة على رقاب العباد ولو دعمها كل العالم ولو أعطاهم كل يوم (جورج) بوش دعما وهذا أصلا إدانة لهم وليس إدانة لنا.
ثانيا: العنوان الثاني هو موضوع المطار وهو ليس موضوع العميد وفيق شقير, عنوانه العميد وفيق شقير. بعد الانتخابات النيابية جرى ضغط علينا كبير من اجل إقالة العميد وفيق شقير للمجيء بعميد آخر ولا أريد أن أسميه، حتى أنّه وضعت أسماء ورفضنا ذلك ووقع مشكل على هذا الموضوع، لماذا هذا الإصرار؟ أريد أن أقول أنّ العميد شقير لا ينتمي إلى حركة أمل ولا إلى حزب الله ولا ينتمي إلى أي فصيل بالمعارضة، العميد شقير هو ضابط بالمؤسسة الوطنية التي نجمع جميعا على وطنيتها وعلى موقعها الريادي والوحدوي ونحن مجتمعين على مؤسسة الجيش، ومثل كثير من الضباط الوطنيين الذين هم أولاد هذه المؤسسة والمتربين على حفظ القانون وليس على طاعة الزعيم(...).
الموضوع من الاول عندما ركبت هذه الحكومة أرادوا وضع يدهم على المطار ليس من اجل السرقة فهم يسرقون والآن في المطار الكثير من القضايا تدخل وتخرج تخصهم وحتى العميد شقير لا يعرف بها, و "يا ما في صناديق وشِنَط دخلت وخرجت الى المطار والله اعلم ماذا يوجد فيها : سلاح, فلوس, فيها ابيض فيها اخضر فيها اسود والله اعلم... هذا موجود ولكن ليست هنا القصة, القصة أنّه مطلوب تحويل مطار بيروت الى قاعدة للـ "اف بي أي"والـ "سي أي إي" وللموساد الاسرائيلي، بكل صراحة هذا هو الموضوع وإلا أين الخلل الأمني في المطار؟ الرحلات القادمة والمغادرة والناس أيضا ولا يوجد أي مشكلة في المطار ولا في محيطه على الاطلاق. نعم وجود ضابط وطني ملتزم بالقانون يعرفونه جيدا بوطنيته هو عقبة أمام تحويل مطار بيروت مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى قاعدة للمخابرات الاميركية والموساد والشاباك والشين بيت والى آخره, هذه هي المشكلة؟ لذلك المطلوب إقالة وفيق شقير وكل المحاولات السابقة ما استطاعوا ذلك, وحتى بعد أن استقلنا من الحكومة حاولوا ولكن كان لديهم مشكلة فخامة الرئيس العماد إميل لحود أنّه لا يوقع على هذا المرسوم. الآن هذه الحكومة اللاشرعية والتي تعتبر نفسها تمتلك صلاحيات الرئيس أقدمت على هذه الخطوة والمقصود المجيء بضابط تابع لاحد هؤلاء الزعماء الموظف عند الـ "سي أي أي" والـ "اف بي أي" هذه كل قصة المطار.
بكل صراحة نحن لا نستطيع أن نتحمل إلى جوارنا قاعدة للـ "سي أي أي" وللـ "اف بي أي" وللموساد. دماء الناس وكرامة الناس وأمن البلد أغلى من أي اعتبار آخر وأعلى من أي اعتبار آخر, ومع ذلك هنا يأتي منطق الدولة ومنطق العصابة, سماحة الشيخ عبد الامير قبلان دام حفظه اتصل بنائب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقال له يا دولة الرئيس هذا الموضوع لا يصح فيه هكذا وإذا كان (العميد) وفيق شقير مقصّر بموضوع الكاميرات والتي هي مسالة سخيفة وتافهة وواضحة فليجري تحقيق وَلْيُحَل الى القضاء ونحن لا نحمي ضباط مخالفين للقانون ومقصرين، وإذا لم يكن مقصرا لماذا تريدون إقالته.
سماحة الشيخ قبلان وكل من وقف إلى جانب العميد شقير بهذه القضية هو لا يدافع عن ضابط شيعي بل يدافع عن ضابط وطني, لأنه عندما يستباح العميد شقير سوف يستباح كل الضباط الوطنيين في لبنان, وسيشهد كل ضابط بان مؤسسته الأمنية لا تحميه ودولته لا تحميه والذين يحموه هم الزعماء السياسيون, وآخر شيء لدينا في هذا البلد هي المؤسسة العسكرية واذا انهارت لا يبقى شيئا. هذان اليومان والذي منع حصول حرب أهلية هي إرادة وطنية موجودة في البلد ووجود المؤسسة العسكرية وإذا استبيح الضباط الوطنيين انتهى البلد, الموضوع ننظر إليه أبعد من موضوع المطار فضلا انه ابعد من موضوع العميد شقير, الموضوع هو الحفاظ على البقية الباقية من مؤسسة وطنية في هذا البلد وهي الجيش, على أمل أن يصطلح أمر هذا البلد من جديد, ووعده وقال له نعم إنشاء الله ولكن هذا موظف, الرئيس الحقيقي قال لهم لا فهو أخذ قرار إقالة العميد وفيق شقير, لماذا لم يعمل المؤتمر الصحفي في كليمنصو وذهب إلى المختارة وأخذ قرار إلاقالة من المختارة والموظفيين يجب عليهم تنفيذ القرار .
لم يحققوا ولم يحاكموا ولم يعطوا العميد شقير فرصة للدفاع عن نفسه, وهو بماذا متهم؟ هكذا العصابة تعمل, نحن منطق الدولة ونحن لسنا دولة ضمن دولة, يوم حاثة مار مخايل قتل سبعة شباب مثل زهرة الربيع, ذبحوا, ما أخذنا ثأراً من احد وما حكمنا على احد ولا ثأرنا من احد, وكل شيء عملناه أننا صبرنا على جروحنا وقلنا نريد التحقيق والقضاء وأن يحاسب المقصر. من الدولة ومن العصابة بهذا البلد ؟ ومن عنده منطق الدولة ومنطق العصابة بهذا البلد ؟ الناس المقتولين المذبوحين الذين يطالبون بالتحقيق والقضاء أم الذين يحاكموا غيابيا قائد جهاز امن المطار بعد عشرات السنيين من الخدمة العسكرية نتيجة تهمة سخيفة وتافهة, اسمها كاميرا على مستوعب يوجود مثلها آلاف الكاميرات في المنطقة ولبنان. من العصابة ومن الدولة؟ لذلك بهذا الموضوع هذا القرار صادر عن حكومة غير شرعية وهو غير شرعي والعميد شقير يبقى رئيس جهاز أمن المطار ويتحمل مسؤوليته في أمن المطار وأي ضابط آخر يستلم هذه المسؤولية هو منتحل صفة وعليه أن يعرف نفسه انه منتحل صفة وأنّه محكوم عليه مسبقا أنّه أتى لينفذ قرار تحويل مطار رفيق الحريري الدولي إلى قاعدة للـ CIA و الـ FBI والموساد، "مين ما كان الضابط" شيعي أو سني أو درزي أو مسيحي أو مسلم كله مثل بعضه، الخيانة والعمالة لا دين لها ولا طائفة.
العنوان الثالث والأخير هو الأزمة الحالية، هم من دفع الأمر إلى الأزمة الحالية، نحن كنّا صابرين، وقد قتلنا وقلتنا وقتلنا وصبرنا واعتبرنا أننا نقتل في مسألة داخلية ولا بأس فهناك دولة وقضاء وصراع على الدولة، ولكن عندنا أخذوا هذه القرارات فهم ولّدوا الأزمة الجديدة.
بالنسبة لنا لقد دخلنا مرحلة جديدة، أنا هنا لا أعلن حربا هنا أنا أعلن مظلومية وقرار الدفاع عن النفس، وأعلن وأقول بعد قرارات تلك الليلة المظلمة يختلف عمّا قبل، لن نقتل بعد اليوم في الطرقات ولن نقبل أن يطلق علينا النار من أيّ كان ولن نقبل أي تآمر على سلاحنا ولن نقبل أي مس بوجودنا وبشرعيّتنا ولو جاءت كل جيوش العالم، هذا قرارنا اليوم بكل وضوح وشفافية.
من يريد الحوار نحن جاهزون للحوار ومن يريد تسوية الأبواب مفتوحة للتسوية، ما المخرج للحل، كلمتان : أولا إلغاء القرارات غير الشرعية لحكومة وليد جنبلاط غير الشرعية، وثانيا تلبية دعوة الرئيس نبيه بري السابقة إلى طاولة الحوار الوطني، وغير ذلك لا مخرج ولا يوجد حل، هناك جهة أعلنت حربا على جهة ولسنا نحن من فعل ذلك، هناك مجموعة أعلنت حربا على مجموعة، هل تقول لي تعال لنحل الموضوع، هكذا نحل الموضوع ولا مشكلة لدينا.
أريد أيضا مخاطبة الشعوب العربية والإسلامية والتي اليوم كلهم يخاطبونها في لبنان، سمعنا أصواتا أمس لم نسمعها في عدوان تموز خلال 33 يوما ولم نرَ هذه الحرارة وهذه الحماوة وهذه العاطفة وهذا الحماس عندما كانت إسرائيل قد هجرت أكثر من مليون لبناني ودمرت أكثر من مئة ألف منزل واستباحت البنية التحتية اللبنانية وتهدد لبنان كله... أريد مخاطبة الكل بالقول : لو كان الصراع على حكومة شراكة أو سلطة لكنّا اكتفينا بالموقف السياسي وبالمظاهرة وبالإعتصام وكان الله يحب المحسنين، وألف مرة قلت أننا نحن لا ننافس لا على سلطة ولا على حكومة ولا على وزارة ولا على موقع في السلطة، وكل الحديث الذي يسمعه العالم العربي والإسلامي عن انقلاب وسلطة كلها أحاديث لا قيمة لها على الإطلاق. حقيقة ما يجري الآن في لبنان أنّ هناك فريقا تابعا وخادما وملتزما أمريكيا ينفذ مشروعا عجزت عنه أمريكا وإسرائيل وهو نزع سلاح المقاومة، وهو قدّم التزامات بهذا منذ عام 2005 وعجز عن الإيفاء عن هذه الإلتزامات .
لذلك، أنا لا أطلب عونا وملا مساعدة من أحد مثل ما جرى في حرب تموز، وكل لبنان يقصف والضاحية وأنا كنت في الضاحية وقد تحدثت هذا الكلام وقلت نحن لا نريد مساعدة ومساندة من أحد والذي يحب أن يساعدنا "كتّر خيرو بس أنا مش طالب شي" ولكن اليوم أنا أطلب أمرا وهو التفهّم وأن لا يتم تضليل الرأي العام العربي والإسلامي لأنّه دائما يهددوننا عند أبسط أمر، أنظروا إذا وقفتم فهناك الفتنة السنية الشيعية، دائما كانوا يهددوننا بالفتنة المذهبية.
لذلك اليوم أقول نحن لم نعد قلقين من الفتنة الشيعية السنية وانتهى هذا الموضوع وهذا السلاح ما حدا يستخدمه، المعركة اليوم ليست بين أناس شيعة وأناس سنة أو أناس بعضهم شيعة وبعضهم سنّة، كلا، اليوم هناك مشروع وطني مقاوم شريف وهناك مشروع أمريكي يتصارعا، الذي يحب أن يكون هناك فليكن والذي يحب أن يكون هناك فليكن مهما كان لابسا إن كان لابسا مئة عمامة أو مئة قلنصوة أو مئة زي دين مسلم أو مسيحي أو سياسي، هذه طبيعة المعركة الموجودة في البلد.
أنا أكثر شخص كنت أخاف وأقلق (من الفتنة الطائفية) وهم دائما كانوا يراهنون على ذلك وهم عندما أخذوا هذه القرارات كانوا يراهنون أنّ حزب الله لن يفعل شيء أو سيصدر بيانا ينفّس فيه القاعدة الخاصة به، لماذا لأنّ حزب الله حريص على نقطتين الأولى الفتنة المذهبية والتي دائما يشهرونها بوجهنا، وهنا أقول لكم الذي سيمد يده على سلاح المقاومة إنّ كان سنيا فهو ليس سنيا وإن كان شيعيا فهو ليس شيعيا وإن كان مسلما فهو ليس مسلما وإن كان مسيحيا فهو لا يمت للسيد المسيح بصلة بالنسبة لي، والنقطة الثانية استخدام السلاح في الداخل، نحن لم نستخدم ولن نستخدم السلاح في الداخل ليس من أجل إنقلاب وليس من أجل تغيير سلطة وليس من أجل فرض أمر واقع ولكن السلاح سيستخدم للدفاع عن السلاح في وجه أيّ كان.
أنتم تجاوزتم الخطوط الحمر فلم يعد لدينا خطوطا حمرا ولسنا قلقين من فتنة سنية شيعية لسببين بسيطين : أولا كل العالم العربي والإسلامي يعرف طبيعة الصراع الموجود في البلد، نحن بعد حرب تموز تعرضنا لحملة تشهير ممولة بمئات ملايين الدولارات في العالم العربي والإسلامي من وسائل إعلام وفضائيّات وكتّاب وصحف ومن رجال دين "فتلوا" العالم العربي كله ليقولوا أنّ حزب الله إيراني وحزب الله سوري وحزب الله شيعي وحزب الله طلياني حزب الله حزب الله لكن لم يكن هناك أمر له علاقة بإسرائيل! وقد أنفق خلال عامين مئات ملايين الدولارات من أجل تشويه صورتنا في العالم العربي والإسلامي ولكنها لم تشوّه لأنّ صورة حزب الله هي شمس مشرقة واضحة لا يستطيع أحد أن يشوّهها كان من كان، هذا من جهة.
من جهة ثانية، اليوم الذين تستخدم عمائمهم أو عناوينهم من أهل السنة والجماعة يعرفون طبيعة علاقتنا معهم، ولأنّهم يعرفون موقفنا وإيماننا واعتقادنا بأنهم أي أهل السنة وحتى لو اختلفنا معهم في السياسة هم إخواننا في الدين والوطن وفي المقاومة وفي المصير، ولأنّ هناك في الطائفة السنية الكريمة في لبنان قيادات وطنية عريقة وبيوتات عريقة وأحزاب وحركات إسلامية ووطنية عريقة، ولأنّ هناك علماء دين مخلصين وصادقين ويقدرون على قول الحقيقة لكل العالم العربي والإسلامي لن تكون هناك فتنة مذهبية سنية شيعية في لبنان. هذا الموضوع تجاوزناه وأتمنى أن لا يهوّل فيه أحد.
اليوم نحن في هذا الموقع قرارنا واضح وهذا هو تشخيصنا للمرحلة الجديدة، حكومة السيد وليد جنبلاط وحكومة السيد ديفيد ولش وحكومة السيدة كونداليزا رايس والتي يوجد فيها موظفين من بعض الطوائف، ومقابل تشخيصنا هذا قرارانا. هناك يدين، يد ممدودة للحوار على قاعدة إلغاء القرارات الظالمة والذهاب إلى طاولة الحوار التي دعا إليها دولة الرئيس نبيه بري، وفي اليد الثانية يوجد سلاح وهذا السلاح ليس للإعتداء على أحد وليس لتنفيذ إنقلاب، نحن في الحزب قناعتنا أنّه إذا طلب كل اللبنانيين والعرب والمسلمين والمجتمع الدولي وقالوا لحزب الله أننا أوادم وإدارتنا جيدة ولا نسرق المال العام وسوف نسلمكم الحكومة في لبنان لتديروا البلد، فسنقول لهم نحن نعتذر لسنا قادرين على حمل هذه المسؤولية لأنّ إنقاذ البلد بحاجة إلى الكل.
نحن لا نفتش عن السلطة ولا نريد أنّ ننفذ إنقلابا ولسنا ضعفاء ولسنا خائفين ولسنا مذعورين وأملنا بالمستقبل كبير جدا، أنتم من بدأت أحلامكم تتلاشى، أنتم من أطلق النار على أحلامكم وليس علينا عندما أخذتم هذه القرارات المظلمة، في تلك الليلة الظلماء. نحن لا نريد الإعتداء على أحد ولا نريد تنفيذ إنقلاب ولا نريد السيطرة على البلد، وهنا يتحدثون عن فشل الإنقلاب، أين فشل الإنقلاب، لو أنّنا وحلفائنا كان لدينا نية إنقلاب لكنتم أفقتم صباحا في السجون أو مًرْمِيِّنَ في البحر لكن نحن لم نلجأ في يوم من الأيام إلى هذه الوسيلة، نحن دائما نقول هناك مشكل سياسي في البلد وصراع سياسي في البلد أدواته سياسية وحلوله حلول سياسية وطريقه طريق سياسي من حوار وانتخابات مبكرة واستفتاء واستطلاع رأي عام ولم يمر يوم تحدثنا فيه عن السلاح.
المطلوب للخروج من الأزمة، ولكل الذين يتصلون ويقولون أنهم حريصون على البلد الشكر لكم، الخروج من الإحتقان القائم إلغاء قرارات الحكومة اللاشرعية والذهاب إلى طاولة الحوار. أمّا المعاندة فتذهب بنا إلى مكان آخر، اللعبة التي تُلْعَب لعبة خطرة، نحن حريصين على البلد وهكذا نكون حريصين على البلد ونتجاوز المحنة القائمة الموجودة القائمة في لبنان.
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد