بدء أعمال مؤتمر سياحة الدول الإسلامية
السياحة وسيلة للتقارب بين الشعوب والثقافات، وهي الأقدر على نقل رسالة التسامح وإبراز الصورة الحضارية المشرقة للإسلام لتصحيح المفاهيم المشوهة التي رسختها بعض وسائل الإعلام الغربية حول الإسلام والمجتمعات الإسلامية. بهذه الكلمات المعبرة استهل رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري حديثه خلال افتتاح مؤتمر وزراء السياحة في الدول الأعضاء لمنظمة المؤتمر الإسلامي ناقلاً تحيات سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية للوفود المشاركة ومؤكداً اهتمام سيادته بما سيناقشه المؤتمر من قضايا وموضوعات تلبي التطلعات المشتركة وتسهم نتائجها في تعزيز أشكال التقارب والتواصل بين البلدان الإسلامية انطلاقاً من الروابط المتينة والصلات العميقة والإرث المشترك الذي يجمع بيننا وأن التحديات المماثلة والآمال المشتركة تدعو إلى تعزيز أواصر التعاون بما يصون هويتها وثقافتها ويدعم عملية البناء والتنمية فيها.
ولفت عطري إلى أهمية السياحة باعتبارها أحد أهم ركائز الاقتصاد في بلدان العالم حيث أصبح القطاع السياحي من بين أهم القطاعات التي تعتمد عليها الدول لدعم خزينتها المالية وتوفير فرص العمالة، مشيراً إلى أهمية انعقاد المؤتمر كضرورة لمد جسور التواصل بين البلدان الإسلامية ودفع عجلة الصناعة السياحية.
وبين عطري أننا نتطلع من خلال المؤتمر إلى تقييم الوضع الراهن للسياحة وسبل تطويرها وإيجاد الحلول العملية للمشكلات والمعوقات التي تعترضها وتسهيل إجراءات الدخول إلى جميع البلدان الإسلامية داعياً إلى التعاون لإقامة مشروعات ومدن سياحية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى اهتمام الحكومة السورية بتطوير وتوفير مقومات الصناعة السياحية لتكون سورية مقصداً سياحياً ذا مكانة مميزة على خريطة السياحة الإقليمية والدولية باعتبارها عاملاً مهماً في تحسين الميزات التنافسية للاقتصاد الوطني لافتاً إلى أن التسهيلات الإدارية والاستثمارية وتبسيط الإجراءات التعاقدية وزيادة مدة الاستثمار السياحي وطرح صيغ ومشروعات استثمارية جديدة عادت بنتائج إيجابية تعكس تطور القطاع السياحي، وتحسن بيئة الصناعة السياحية السورية حيث ارتفع متوسط عدد السياح القادمين إلى سورية بنسبة 15% خلال السنوات السبع الماضية وحققت سورية مراتب متقدمة على خريطة السياحة الدولية وأحرزت مواقع مهمة في الترتيب العالمي على صعيد تطور سياحة الأعمال ونمو العمالة في اقتصاد السياحة كما أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ازدادت لتصل إلى 156 مليار ليرة سورية بالعام الماضي مقارنة مع 130 ملياراً عام 2006 وبذلك حقق اقتصاد النشاط السياحي نسبة 14.4% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2007 وقد كانت تلك النسبة بحدود 13.4% عام 2006.
- أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أشار إلى المشكلات التي تواجه قطاع السياحة وتحول دون تحقيق تنمية مستدامة للسياحة الدولية في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي ذلك لأن لكل بلد مميزاته السياحية الخاصة به ومستوى التنمية وأولويات وسياسات التنمية الوطنية الخاصة به ويقتضي الأمر تنفيذ إستراتيجيات مشتركة ومنسجمة وطويلة الأجل وخطط وبرامج على المديين المتوسط والقريب ومن المستوى الوطني تصاحبها عملية إحداث بيئة داعمة للتعاون بين منظمة المؤتمر الإسلامي على المستوى الإقليمي.
وأكد أوغلو أهمية إقامة معارض سياحية وتجارية بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي لكونها أداة من الأدوات المهمة لتعزيز التجارة والاستثمار بينها وباعتبارها من أشد الوسائل فعالية في تنمية التجارة كما أنها تزيد من جاذبية البلدان الإسلامية باعتبارها سوقاً دولية للاستثمار وتبادل الأفكار والدراسات عن السواق السياحية.
وأمل أوغلو ختاماً في أن يساهم المؤتمر في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين بلدان المنظمة وليكون طريقاً لتشجيع جهود تنمية السياحة الإسلامية البينية وإعطاء الأولوية للمشروعات السياحية الإقليمية المشتركة.
- من جهته نائب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية د. طالب الرفاعي دعا إلى الاعتراف بالتغيرات التي يشهدها العالم اليوم وضرورة تحديدها والتعامل معها وفقاً لمصلحة شعوبنا مشيراً إلى أن حكوماتنا قد أدركت أهمية السياحة في مجال التنمية وما علينا إلا معالجة جملة من القضايا أبرزها الإجراءات المعقدة والمكلفة للانتقال والتحرك بين الدول وإدراك تغير الاهتمامات السياحية وتغير توازن التأثيرات داعياً إلى مواجهة التحديات الخطرة التي تواجهنا وزيادة قدرتنا التنافسية لدخول الأسواق الدولية بكل ثقة.
- وزير الثقافة والسياحة بجمهورية أذربيجان أبو الفاس قاراييف ورئيس الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة قال: إن توفير المناخ الذي يساعد على التقارب بين الدول السياحية الإسلامية ودعم التعاون بينها في ضوء التحديات المالية التي يواجهها قطاع السياحة في الدول الأعضاء هو الأمر الواجب التركيز عليه مؤكداً أن السياحة تعد واحدة من أهم القطاعات في الاقتصاد العالمي حيث إنها تشكل أداة فعالة لمحاربة الفقر وتحسين مستوى المعيشة للأفراد من خلال استحداث الفرص الوظيفية وتنمية المداخيل.
- وعرض مشروع القرار المقدم جملة من القضايا أبرزها أن السياحة تشكل أحد المجالات ذات الأولوية التي حددت في خطة عمل منظمة المؤتمر الإسلامي لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع التعريف بأحكام المدونة العالمية لآداب السياحة والإقرار بأهمية تركيز منظمة التجارة العالمية على قطاع السياحة باعتبارها أداة لتعزيز الحوار بين الحضارات.
وركز مشروع القرار على ضرورة تسوية الأزمات والصراعات والنزاعات التي تعرقل الحركة السياحية باعتماد الطرق الدبلوماسية بما يكفل حق جميع شعوب العالم في السياحة والتنقل داعياً المجتمع الدولي إلى تحقيق قدر أكبر من التفاهم بين جميع الثقافات على أساس الاحترام المتبادل للشعوب.
كما ندد مشروع القرار بالعقوبات الأحادية المفروضة على بعض الدول الأعضاء داعياً إلى ضرورة التعاون بينها بغية تجنب الآثار الضارة على السياحة الناتجة عن هذه العقوبات.
ودعا مشروع القرار إلى ضرورة الحفاظ على الهوية العربية لفلسطين والحفاظ على التراث المعماري والثقافي لمدينة القدس وتأكيد أن تكون القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009.
هناء غانم
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد