خطة معهد أكسفورد لعملية السلام السعودية - الإسرائيلية
الجمل: تقول التسريبات التي أوردتها صحيفة الوطن السورية نقلاً عن صحيفة التايمز البريطانية، أن مدينة أكسفورد البريطانية تستضيف هذا الأسبوع مباحثات سلام سرية بين السعودية وإسرائيل.
* مباحثات أكسفورد: القراءة في الأبعاد المعلنة:
يتم اللقاء المشار إليه في مدينة أكسفورد وذلك لأن مجموعة بحوث أكسفورد هي المنظمة التي ستشرف على إدارة اللقاء، وبأن اللقاء سيتم تحت رعاية وزارة الخارجية البريطانية. أما عن أطراف اللقاء فهم:
• السعودية: ويمثلها الأمير تركي الفيصل المدير السابق للمخابرات السعودية.
• السلطة الفلسطينية: ويمثلها نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
• إسرائيل: التي يمثلها ألون ليل مدير عام الخارجية الإسرائيلية السابق، وماتي شتاينبيرج المستشار بالاستخبارات الإسرائيلية.
وتضيف المعلومات بأن اللقاء سيستمر ثلاثة أيام وسيركز على محاولة إحياء مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية.
* مباحثات أكسفورد: القراءة في الأبعاد غير المعلنة:
تعتبر منظمة جماعة بحوث أكسفورد من بين المنظمات غير الحكومية البريطانية التي تركز على قضايا الأمن والسلام، بحسب ما هو مشار إليه في موقعها الإلكتروني، ولكن على خلفية الاهتمامات الأمنية للجماعة فإن أنشطتها ترتبط بطريقة أو بأخرى بالسياسة الخارجية البريطانية وبالتالي بوزارة الخارجية، وبالضرورة لابد أن يكون الارتباط قائماً لجهة العلاقة مع المخابرات البريطانية (إم إي - 6)، وتقول المعلومات والتسريبات بأن تراجع النفوذ البريطاني خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية عن مناطق الخليج العربي والعراق والأردن وفلسطين ومصر والسودان ترتب عليه نشوء ظاهرة الفراغ الدولي والذي تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لملئه، ولكن على خلفية إخفاقات السياسية الخارجية الأمريكية وتزايد روح العداء لأمريكا في المنطقة، فإن مخاوف الأمريكيين من أن يتقدم الفرنسيون أو الروس لملء الفراغ الذي يمكن أن ينشأ بسبب التراجع المتوقع في السياسة الأمريكية في المنطقة، قد دفع إلى التفاهم على خط واشنطن – لندن إلى إجراء الترتيبات اللازمة لكي تقوم بريطانيا بالاستعداد لمواجهة احتمالات أن تقوم بدور إقليمي – دولي بالوكالة عن واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وبكلمات أخرى، فإن معطيات الخبرة الجارية تشير إلى أن واشنطن ستحاول التحوّط لاحتمالات انغلاق الباب أمامها استعداداً لاستخدام لندن كنافذة لجهة الإبقاء على وجودها في الشرق الأوسط.
اللافت للانتباه بالإضافة إلى ارتباط جماعة بحوث أكسفورد بوزارة الخارجية البريطانية، يتمثل في ارتباطها بالسعودية وبهذا الخصوص نشير إلى أن هذه الجماعة سبق أن أعدت دراسة بمشاركة سعودية تهدف إلى رسم الدور الوظيفي لدول الجوار الإقليمي العراقي لجهة المساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق مع الإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي – البريطاني.
* مباحثات أكسفورد السرية: الملامح البارزة الأولى:
أعدت جماعة بحوث أكسفورد ورقة دراسية حملت عنوان «من الأزمة إلى الفرصة: مقاربات حصرية للصراع العربي - الإسرائيلي»، ومن الواضح أن الورقة:
• تمثل وجهة نظر جماعة بحوث أكسفورد.
• تم إعدادها بما يمهد للمحادثات المرتقبة.
تمثل ورقة جماعة بحوث أكسفورد المذهبية التي تسعى هذه الجماعة لاستخدامها في مقاربة الصراع العربي – الإسرائيلي ويمكن الإشارة إلى النقاط الآتية التي تمثل الملامح الأساسية البارزة الواردة في الورقة:
• يوجد مساران أو تياران للتعامل مع هذا الصراع:
- الأول يركز على الحوار الإقليمي ضمن ما يعرف بالصراع العربي الإسرائيلي.
- الثاني يركز على الحوار المتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
• مقاربة الجماعة تتضمن محاولة لتقديم الحلول الآتية:
- التأكيد على الخيارات غير العسكرية في حل الصراع.
- تطبيق مبادئ الأمن الإنساني في فهم الصراع.
- مواجهة جذور الصراع من أجل وضع نهاية للعنف السياسي.
- استخدام أساليب الحوار المستمر الدائم.
- وضع البحوث حول التداعيات العملية لتطبيقات حل الصراع.
أبرز الملاحظات على ورقة الجماعة التي ستمثل على الأغلب مذهبية إدارة المحادثات المرتقبة يتمثل في الآتي:
• استخدام المصطلحات الأكاديمية – السياسية بشكل مكثف بما يتيح قدراً أكبر أمام القيام بعملية تقليل المحادثات ودفع الأداء السلوكي التفاوضي باتجاه العموميات.
• استخدام مصطلح "سيمنار" بدلاً عن "محادثات"، ومن المعروف أن السيمنارات هي وسيلة دبلوماسية تستخدم في عمليات استطلاع الآراء والتوجهات وقياس ردود الأفعال وغير ذلك من أساليب الـ"جس" و"الاستشعار عن بعد" لجهة سبر أغوار الإدراك والإدراك غير المتبادل بما في ذلك تمهيد الرأي العام وإعداد المسرح للخطوات القادمة.
حتى الآن، طالما أن الـ"سيمنار" لم يتم عقده بعد وريثما يتم عقده ونشر الأوراق العلمية والمداخلات التي سيتم تقديمها بواسطة أطراف السيمنار الذين ينتمون إلى المخابرات السعودية والمخابرات الإسرائيلية ووزارة الخارجية الإسرائيلية إضافة إلى المشرفين البريطانيين من خبراء جماعة بحوث أكسفورد فإن بعض الأسئلة يمكن الإشارة إليها باعتبارها تساعد في محاولة سبر سيناريو "سيمنار" جماعة بحوث أكسفورد:
• هل من دور بريطاني قادم في حل الصراع العربي – الإسرائيلي، وما هو التنسيق الجاري حالياً على خط لندن – واشنطن – تل أبيب؟
• ما هو الدور السعودي المتوقع في حل الصراع وهل سيكون للسعودية دور خاص خارج إطار الموقف العربي المشترك وإذا كان ذلك كذلك فما هي معالم هذا الدور الجديد الذي ستقون به الرياض؟
• ما هو دور لندن – واشنطن في صياغة وتحديد أو بالأحرى، ما هو دور إسرائيل غير المباشر في "إخراج" سيناريو مسلسل إعادة إنتاج المبادرة السعودية للسلام، ثم دفع الرياض باتجاه التحرك دبلوماسياً بين العواصم العربية لجهة التسويق لسيناريو "المبادرة السعودية المعدلة" إن تعديل مبادرة السلام السعودية ليس أمراً جديداً لأن تحركات جماعة سلام أكسفورد التي تقوم برعايتها وزارة الخارجية البريطانية تأتي ضمن المفهوم الإسرائيلي الذي سبق وأن أشار إليه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز من خلال حواره مع ديفيد ماكوفيسكي الذي نشره الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأضاف إليه بيريز لاحقاً تعليقه القائل بأن على كل الدول العربية أن تتقدم لإسرائيل بمشاريع السلام وهذا معناه بوضوح أن تل أبيب تسعى لفتح أكثر من 20 مساراً للسلام مع الدول العربية على النحو الذي يتيح لها تجاوز ملف الأراضي العربية المحتلة إلى ملف التطبيع!! وهو ما ستركز عليه أوراق سيمنار جماعة بحوث أكسفورد وما ستركز عليه الدبلوماسية السعودية في المرحلة المقبلة بقصد تسويقه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد