الأسـد: كسر حصار غـزة بات حاجة ملحـة
أكد الرئيس بشار الاسد امس، خلال لقائه وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند في دمشق، ان كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، بات حاجة ملحة وان على الدول الأوروبية القيام بدورها في هذا الخصوص، فيما رحب ميليباند الذي أصبح أول مسؤول بريطاني رفيع المستوى يزور دمشق منذ العام ٢٠٠١ في إطار سلسلة زيارات لمسؤولين أوروبيين تكرس عودة سوريا الى الساحة الدولية، بالخطوات السورية تجاه العلاقة مع لبنان، معتبرا انه يمكن التوصل الى رؤية سورية بريطانية مشتركة للسلام في المنطقة.
وكان الأسد بحث مع ميليباند في دمشق تطوّرات الوضع في المنطقة، لا سيما في العراق وفلسطين ولبنان، إضافة إلى المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركية. كما ناقشا سبل تطوير العلاقات بين البلدين والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب الدولي. وأكد الأسد خلال اللقاء ان »اي عملية للسلام في المنطقة تحتاج الى جدية الطرف الاسرائيلي والى راع نزيه والى دور أوروبي فاعل وتضافر الجهود الدولية«. وعبّر »عن قلق سوريا الكبير من الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة جراء الحصار والممارسات الاسرائيلية«، مؤكدا ان »كسر الحصار بات حاجة ملحة وعلى الدول الأوروبية القيام بدورها في هذا الخصوص«.
وبعيد لقائه الأسد، رحب ميليباند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم، بالخطوات »الجيدة« التي اتخذتها دمشق في ما يتعلق بالعلاقات مع لبنان والعراق، آملاً ان »تستمر«. وأوضح »لقد اتخذت إجراءات مرضية خلال الأشهر الاخيرة بشأن
لبنان خصوصا«، مضيفا ان »سوريا بلد مهم ويضطلع بمسؤوليات كبرى.. والمقاربة التي بنينا عليها عملنا خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية، كانت تستند إلى قاعدة من بناء الثقة والاحترام«.
وقال الوزير البريطاني ان »العام ٢٠٠٩ سيكون مهما لتطوير رؤية لسلام شامل في المنطقة«، لافتاً إلى أن »هذه الرؤية التي ناقشناها مع الرئيس الأسد هي رؤية يمكن ان نتشارك وجهات النظر حولها في سوريا وبريطانيا«. وأضاف »كلنا نملك طرقا وأساليب لتحقيق هذه الرؤية حول ترسيخ السلام في الشرق الأوسط«، داعياً »كل اللاعبين في المنطقة الى الاضطلاع بمسؤولياتهم«.
ورحّب ميليباند بالجولات الأربع من المحادثات غير المباشرة التي جرت بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية. وأوضح »نحن ندعم هذه العملية ونقدّم تشجيعنا لكلّ المشاركين.. ان امام سوريا فرصة للاضطلاع بدور يشجع الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط«. وتعليقاً على العلاقة السورية الإيرانية، قال الوزير البريطاني انه »من المهم لكل من يتمتع بالقوة في هذه المنطقة وهي منطقة صراع نفوذ، أن يدعم الاستقرار لا العنف.. أن يدعم الاستقرار لا انتشار الأسلحة النووية«.
وردا على سؤال حول إمكانية ان تحاول لندن إقناع واشنطن بدور سوريا، قال الوزير البريطاني »اعتقد ان انتخاب إدارة جديدة يوفر فرصة جديدة للانخراط في الشرق الأوسط«، مضيفاً ان »إدارة (الرئيس الأميركي المنتخب باراك) اوباما ينبغي أن تشارك في تحقيق السلام منذ يومها الأول، وكل القرارات ينبغي التوصّل إليها من قبل الأطراف المعنية في المنطقة، ومن واجب المجتمع الدولي دعم التوصل إلى تسوية عادلة في الشرق الأوسط«.
وفيما تجاهل ميليباند انتهاك اسرائيل المستمر للتهدئة في قطاع غزة، وحصارها المفروض على القطاع، أدان »العنف الذي تمارسه حركة حماس«، معتبرا ان »إقامة دولة فلسطينية بحدود حزيران العام ١٩٦٧ هي أساس السلام. ويجب ان تعيش هذه الدولة جبنا الى جنب مع دولة اسرائيل«. كما رأى ان »الانقسامات الفلسطينية والعنف الذي تمارسه حماس تضر بالقضية الفلسطينية، وتضر كذلك بسوريا التي تريد إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة«.
وكان ميليباند قال في وقت سابق لشبكة »بي بي سي«، انه يتوجب على سوريا »ان تجيب عن أسئلة تتعلق بتدفق المقاتلين الى العراق، والوضع في لبنان، ومساهمتها في استقرار المنطقة«. الا انه اعتبر ان سوريا تسعى الى تغيير سلوكها، موضحا »اعتقد انه من المهم جدا ان نواصل التعاون مع دول مثل سوريا، التي تريد ان تكون دولة علمانية في قلب شرق أوسط مستقر، وتحاول شرح الدور الذي يمكن ان تؤديه في ترسيخ الاستقرار«.
من جهته، قال المعلم حول التطورات الفلسطينية »اننا نحث كل الأطراف على الالتزام باتفاق التهدئة. ونطالب برفع الحصار عن سكان غزة حتى لا تحدث كارثة إنسانية«.
وحول ايران، قال المعلم ان »الواقع الجغرافي يجعل ايران حقيقة قائمة في منطقتنا وجارة لهذه المنطقة«. واضاف »نحن نعتبر ان علاقة جيدة مع ايران ستساعد على امن واستقرار المنطقة«، موضحا »كما ان للغرب علاقات طيبة مع اسرائيل، نحن نريد الاستثمار في هذه العلاقات لتحقيق سلام شامل في المنطقة«.
وعن العلاقة مع »حزب الله«، قال الوزير السوري ان »الحزب هو حزب سياسي مقاوم لديه نوابه في البرلمان وهو جزء من مكونات الشعب اللبناني والعلاقة معه كالعلاقة مع حركة أمل والقوى الوطنية الأخرى التي نحرص على أن تستمر«. وأعرب عن اعتقاده أن الإجابة عن السؤال »تكون عندما يتحقق السلام العادل والشامل، لا أن نقفز إلى النتائج والأرض ما زالت تحت الاحتلال«.
من جهة اخرى، قال المعلم ان »ذرات اليورانيوم المخصب القليلة التي وجدت (في موقع الكبر)، تشير الى ان التفسير العلمي الوحيد لها هو انها نتيجة القذائف الاسرائيلية لتدمير المبنى«. وأضاف »أنا سعيد بأن أرى (المدير العام للوكالة محمد) البرادعي يطلب من إسرائيل التعاون مع الوكالة للكشف عن هذا الأمر.. ونحن كدولة موقعة على معاهدة عدم الانتشار من واجبنا انتظار تقريره حتى نستطيع الرد عليه«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد