هل يشتعل جنوب لبنان مجدداً؟
الجمل: تحدثت الكثير من التقارير والتسريبات عن احتمالات اتساع نطاق المواجهة من قطاع غزة إلى جنوب لبنان وتزايدت الاحتمالات أكثر فأكثر بعد عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة من جنوب لبنان ضد شمال إسرائيل فما هي التوقعات وما هي طبيعة سيناريو المواجهة المحتملة على ضوء الوقائع الجارية؟
* ماذا تقول معطيات الوقائع الجارية؟
خلال الفترة الممتدة بين لحظة إطلاق إسرائيل لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة ولحظة انطلاق الصواريخ من الجنوب اللبنانية، لاحظ الجميع بأن زعماء قوى 14 آذار قد التزموا الصمت التام على غير العادة، الأمر الذي نظر إليه البعض باعتباره صمتاً لم يأت من فراغ وإنما يتضمن المزيد من الشكوك والنوايا غير المعلنة. وبعد انطلاق الصواريخ بادر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قائلاً:
• إن الحكومة اللبنانية تلتزم بمعرفة الذي قام بإطلاق الصواريخ.
• إن إطلاق الصواريخ يشكل انتهاكاً للقرار الدولي 1701.
ثم تحدث الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مؤكداً الآتي:
• إن إسرائيل قد أطلقت نيران المدفعية على النقطة التي انطلقت منها الصواريخ.
• إن إسرائيل ستقوم بالدفاع عن نفسها عن طريق القصف الجوي في حال تكرار انطلاق الصواريخ من جنوب لبنان.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله قد أعلن رسمياً أنه لم يقم بإطلاق الصواريخ إضافة إلى أنه لن يتردد في الإعلان عن مسؤوليته إزاء أي صاروخ يقوم بإطلاقه فعلاً. واكدت المصادر الإسرائيلية أن التخمينات الإسرائيلية تقول بأن قيام حزب الله بإطلاق هذه الصواريخ هو أمر ضعيف الاحتمال وغير وارد على الإطلاق. ومؤخراً أعلنت الحكومة اللبنانية بأن قوات الجيش اللبناني سبق أن عثرت على بعض العتاد الصاروخي في جنوب لبنان وأعقب ذلك بعض المعلومات القائلة بأن قوات الأمم المتحدة المتمركزة في الجنوب اللبنانية عثرت كذلك على بعض العتاد الصاروخي.
* هل توجد أبعاد غير معلنة إزاء ملف جنوب لبنان؟
نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريراً يقول بأن إسرائيل قدمت شكوى لمجلس الأمن فيما يتعلق بالصواريخ التي استهدفتها وتقول المعلومات أن وزارة الخارجية الإسرائيلية كلفت السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة البروفيسور غابرييلا شاليف بكتابة تظلم رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لجهة إخباره بأن القرار الدولي 1701 لم يتم حتى الآن وضعه موضع التنفيذ وبأن عمليات إطلاق الصواريخ ما تزال مستمرة ضد إسرائيل مما يعطيها الحق في الدفاع عن نفسها وتحقيق أمن مواطنيها في الشمال. وإطلاع الأمين العام على عمليات تهريب السلاح عبر حدود غزة – مصر وعبر الحدود اللبنانية ستظل مصدراً رئيسياً لتهديد أمن واستقرار المنطقة.
الإجراء الدبلوماسي الإسرائيلي الذي تحدث عن عدم وضع القرار الدولي 1701 موضع التنفيذ وتصريح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة القائل بأن عملية إطلاق الصواريخ تشكل انتهاكاً صارخاً للقرار الدولي 1701 هما أمران لا يمكن الفصل بينهما. والتطابق على خط بيريز – السنيورة يشير إلى الآتي:
• تطابق الإشارة إلى القرار الدولي 1701.
• تطابق تفسير عملية إطلاق الصواريخ.
• تطابق التوقيت.
على هذه الخلفية فإن قراءة مجلس الأمن الدولي لرسالة التظلم الإسرائيلي لا يمكن أن تنفصل عن قراءة مجلس الأمن لرسائل حكومة السنيورة وشكاويها السابقة حول القرار 1701 وعراقيل وضعه موضع التنفيذ.
وبإضافة المعلومات القائلة بأن القوات الدولية قد عثرت على مخابئ للعتاد الصاروخي في جنوب لبنان تكتمل الصورة أكثر فأكثر وتأسيساً على ذلك من المحتمل أن يحاول محور واشنطن – تل أبيب الدفع باتجاه توريط مجلس الأمن الدولي في مواجهة دبلوماسية جديدة داخل لبنان وعلى الحدود السورية – اللبنانية، وحتى الآن لم تتضح أبعاد هذه المواجهة المحتملة: هل سيصدر مجلس الأمن قراراً جديداً أم سيتم توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل بحيث تسعى إلى محاولة القيام بنزع سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانية أم ربما إلى قيام "الطابور الخامس" اللبناني بإطلاق المزيد من الصواريخ بما يتيح لإسرائيل المزيد من الذرائع.
حتى الآن، من الصعب التكهن بسيناريو محدد ولكن صمت زعماء قوى 14 آذار السابق كان يؤكد وضوح مقولة أن وراء الصمت كلام خاصة إذا كان الصامتون من شاكلة سمير جعجع.. وهلمجراً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد