المصالحة السعودية المصرية مع سوريا تفتح أبواب قمة الدوحة
خطت العلاقات العربية العربية في الرياض امس، خطوة واسعة نحو مصالحة اضافية في قمة مصغرة، جمعت الملك السعودي عبد الله والرئيس بشار الاسد ونظيره المصري حسني مبارك وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، معلنة بداية مرحلة جديدة تهدف الى الاتفاق على «منهج موحد» للسياسات العربية، بعد طي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات.
وفتحت القمة الرباعية المصغرة، الباب امام تحقيق مصالحات مع أطراف عربية اخرى، وعلى رأسها الدوحة، التي تستضيف القمة العربية الدورية في 30 شهر آذار الحالي، علما ان تقارير اعلامية ذكرت ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لم يدع الى قمة الرياض بسبب «تحفظات مصرية»، وأكدت الرياض ان الجهد سيبقى مبذولا «لتصفية الخلافات» العربية، فيما أعربت القاهرة عن أملها في أن تفتح مصالحة السعودية الطريق لـ«مصالحة أوسع».
وبدأ «يوم المصالحة»، بلقاء ثنائي بين الملك السعودي والرئيس الأسد، الذي كان أول الواصلين الى العاصمة السعودية، في مطار قاعدة الرياض الجوية، «جرى خلاله بحث عدد من الموضوعات التي تهم الجانبين إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات»، علما ان زيارة الأسد إلى السعودية هي الاولى منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفي وقت لاحق، عقد الملك عبد الله والأسد ومبارك، اجتماعا ثلاثيا، انضم إليه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وجرى خلاله «بحث عدد من الموضوعات على الساحة العربية إضافة إلى تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة لتوحيد الصف العربي».
بعد ذلك، انضم إلى الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن، ومن الجانب المصري وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات العامة عمر سليمان، ومن الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ومن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية محمد صباح السالم الصباح ومدير مكتب أمير الكويت أحمد فهد الفهد.
وعقب الاجتماع، صدر بيان جاء فيه ان «هذه القمة تأتي تنفيذاً لإرادة جماعية من قادة الدول الأربع لتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة استكمالاً لما بدأ في قمة الكويت» من دعوة الملك السعودي «لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية».
وأضاف البيان «يعتبر القادة أن اجتماعهم يمثل بداية لمرحلة جديدة في العلاقات تسعى فيها الدول الأربع لخدمة القضايا العربية بالتعاون في ما بينها والعمل الجدي والمتواصل لما فيه خير الدول العربية والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية».
وفي السياق، قال الأمير سعود الفيصل ان «المجهود مبذول وما زال مبذولاً لتسوية كل الأجواء التي خيمت على العلاقات العربية العربية بغية تصفيتها إن شاء الله»، مشيرا الى أنه «سيتم إبلاغ القادة العرب بكل ما جرى في قمة الرياض المصغرة».
من جهته، وصف المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد، القمة المصغرة بأنها «ناجحة»، مشيرا إلى أن القادة الأربعة «اجتمعوا في المطار، ثم في قصر الملك عبد الله، ثم ذهبوا الى عشاء، وبعده عقدوا اجتماعا منفردا مغلقا، ثم اتجهوا لعقد اجتماع موسع حضره اثنان من كل جانب».
وذكر عواد ان مبارك «تحدث كعادته مع الرئيس بشار الاسد بمصارحة كاملة.. وكعادته أكد الرئيس مبارك صدق نيته في المصالحة.. واستعاد ما حذر منه أمام قمة الكويت من الانقسام العربي والانقسام الفلسطيني، وذكر ان طبيعة المرحلة والتحديات التي تواجهها القمة العربية سواء تحديات اقليمية او دولية تحتم تطبيع العلاقات العربية العربية».
وتابع المتحدث المصري ان مبارك «أكد انه ومصر يتطلعان إلى مصالحة حقيقية وليست شكلية»، معربا عن أمله في أن تفتح هذه المصالحة «الطريق لمصالحة أوسع نطاقا تنضم إليها أطراف عربية اخرى تمهد الأجواء لقمة ناجحة في قطر (في 30 آذار الحالي) وترقى إلى جسامة وخطورة التحديات التي يواجهها العالم العربي على المستويين الإقليمي والدولي»، علما ان مصادر مطلعة قالت لقناة «الجزيرة» أن قطر لم تدع إلى القمة المصغرة في الرياض بسبب ما سمّتها «تحفظات من مصر».
وذكر المتحدث المصري ان «انضمام أمير الكويت لا يعني فقط رئاسته للقمة العربية الاقتصادية، كما يترأس الرئيس بشار الاسد الدورة الحالية للقمة العربية، ولكن ايضا تأتى مشاركة أمير الكويت بعد جهود واتصالات متواصلة قام بها قبل انعقاد قمة الكويت بأشهر عديدة لتحقيق المصالحة العربية بوجه عام، وبين القاهرة ودمشق والرياض بوجه خاص».
وأكد عواد أن «المصالحة تأتى بعد تمهيد واتصالات عديدة تمت بين القاهرة والرياض ودمشق»، مشيرا إلى أن «هذه المصالحة لا بد ان تنعكس على مواقف مشتركة تدافع عن قضايا العرب بوجه عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص، وتتحدث بصوت واحد معبرة عن موقف عربي مشترك امام العالم الخارجي وأمام القوى الإقليمية في المنطقة». وختم «يوجد اقتناع بان القاهرة والرياض ودمشق تمثل الأساس لأي عمل عربي مشترك فاعل وبناء».
÷ بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إن القمة المصغرة «خطوة مهمة على طريق معالجة الانقسامات العربية ولإصلاح الموقف العربي». وأضاف «أشعر بالاطمئنان لهذه المسيرة التي جاءت في لحظة مناسبة تماماً»، مشيراً إلى أن «هذه الجهود ستظل مستمرة ليس فقط لعقد قمة ناجحة، في الدوحة، ولكن لإصلاح الموقف العربي نفسه من أجل تحقيق المصلحة العربية العليا ولمواجهة التحديات الخطيرة الموجودة إقليمياً ودولياً».
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
مثلث «دمشق – الرياض – القاهرة» في قمة الرياض المصغرة
نقاط الخلاف واللقاء وحسابات الفرص والمخاطر
إضافة تعليق جديد