خريطة عالم المدونات العربي
نشر مركز بركمان للانترنت والمجتمع في جامعة هارفرد الأميركية تحليلا لعالم المدونات العربي، دراسة حول آراء المدونين العرب في الشرق الأوسط حيال الإعلام، السياسة، الدين، الثقافة والقضايا الدولية.
وقد حدد الباحثون القيمون على الدراسة أولا «شبكة أساسية» من 35 ألف مدونة ثم قلصوا العدد لدراسة 6000 مدونة هي الأكثر نشاطا. بعد ذلك، قام باحثون يتكلمون العربية بدراسة لـ4000 مدونة.
وأظهرت الأبحاث الديموغرافية أن المدونين العرب هم في المقام الأول من الشباب الذكور. وأضافت الدراسة أن معظم المدونات العربية تأتي على شكل مذكرات، وتضم أخبارا وملاحظات شخصية عن الحياة اليومية. لكن حين يتعلق الأمر بالسياسة، يميل المدونون العرب إلى طرح نقدهم تجاه الزعماء السياسيين المحليين والأجانب.
وفيما تحتل الأخبار المحلية الصدارة في المواضيع العامة المنتشرة على المدونات، تسيطر قضية سياسية واحدة على «اهتمام» المدونين عامة في العالم العربي أجمع أي فلسطين. وحسب الدراسة، فإن الدين «موضوع بغاية الشعبية في عالم التدوين». لكن يتم معالجته من وجهة نظر شخصية أكثر منه من وجهة نظر سياسية أو لاهوتية.
الشبكات الفرعية
في ما يتعلق بالشبكات والمحتوى، قسم الباحثون المدونات العربية إلى مجموعات فرعية.
تحتل مصر الموقع الأول من حيث عدد المدونين في العالم العربي، وتضم عدداً من المجموعات الفرعية، مثل المدونين المنتمين إلى الأخوان المسلمين الأكثر نشاطاً على الشبكة. كذلك، تضم مصر أكبر عدد من النساء المدونات، رغم أنهن يملن إلى الكتابة من دون ذكر هويتهن، بحسب الدراسة التي سجلت ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت في مصر خلال العام الماضي، من 10.92 ملايين إلى 13 مليون مستخدم.
إلى جانب حجم عالم التدوين المصري، ذكّرت الدراسة بلعب المدونين المصريين دورا مهما في نقل المعلومات حول قضايا لا تغطيها عادة الوسائل الإعلامية المصرية التقليدية، مثل عنف رجال الشرطة، التحرش الجنسي والتعذيب.
من جهة أخرى، تأتي المدونات السعودية في المرتبة الثانية من حيث عدد المدونين فيها. لكن في المملكة، يميل المدونون إلى مناقشة المواضيع التكنولوجية أكثر من السياسية.
إضافة إلى السعودية، رصدت الدراسة مجموعة «جسر المشرق/ الانكليزي»، المكونة من مدونين يقيمون في منطقة المشرق، وتضم لبنان، فلسطين، الأردن وسوريا، إضافة إلى معظم مدوني العراق. وينضم إليهم ما يسمى بـ«مدوني الجسور» من مختلف أنحاء العالم العربي يكتبون بالانكليزية.
وتقول الدراسة إن هذه المجموعة تتناول مواضيع مختلفة وتهتم بالأخص بالقضايا الدولية. ثم تأتي مجموعة «جسر المغرب/ الفرنسي»، التي تضم بالأساس مدونين من المغرب، ثم مجموعة «التركيز على الإسلام» التي تركز على الدين. هذه المجموعة تضم شبكة كبيرة من المدونين من مختلف البلدان العربية المهتمين بالمسائل الدينية، أهمها الإسلام.
سوريا
قراء المدونات السورية، سيجدون حتما بعض الانتقاد للزعماء المحليين. فقد جاء في الدراسة أن المدونين السوريين هم «الأقل ميلا إلى دعم الزعماء السياسيين المحليين مقارنة بغيرهم».
وتضم سوريا إلى جانب مدوني الأخوان المسلمين أكبر عدد من المدونين الذكور.
ورغم أن الدراسة تستنتج أن التدوين بدأ يؤثر بفعالية على الشرق الأوسط، لكنها تؤكد أن التدوين أو ما يسمى «ناشطي الكنبات» من قبل منتقدي هذه الظاهرة لن يحدث التغيير السياسي وحده.
علماً ان الباحثين يقولون إن موقع «الجزيرة» هو أهم مصدر للمعلومات الصحافية في عالم التدوين العربي، يليه موقعا «بي بي سي» و«العربية»، مع اعتراف الدراسة بوجود مواقع الكترونية ومدونات متطرفة في عالم المدونات العربي.
في الختام، لفتت الدراسة الى أن الدراسات الأكاديمية والتغطية الإعلامية التي تركز فقط على استخدام الإنترنت لأغراض إرهابية، قد تقدم فكرة سلبية وغير دقيقة عن عالم التدوين العربي.
المصدر: موقع «منصات»
إضافة تعليق جديد