سـلطة عبـاس تبـرّر فضيحتـها بروايـة جديـدة
سعت السلطة الفلسطينية، أمس، إلى احتواء الغضب الشعبي الناجم عن تورطها في فضيحة «تقرير غولدستون»، مشيرة إلى أنّ طلبها تأجيل عرضه على مجلس حقوق الإنسان في جنيف استهدف الحؤول دون إصدار قرار ضعيف بشأنه. أمّا حركة فتح فدعت إلى تشكيل إطار وطني فلسطيني ليتابع التقرير، فيما رأت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن الحوار الوطني بات على المحك بعد هذه الفضيحة، رغم أنّ أي قرار بتأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة لم يتخذ بعد.
وقدم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم رواية جديدة لحيثيات تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، حيث أشار إلى أنّ الولايات المتحدة طرحت بعض التعديلات على التقرير تضمنت شطب العنوان والاكتفاء بعبارة «الوضع ما بين جنوب إسرائيل وقطاع غزة»، ثم شطب عبارات «الأراضي الفلسطينية» و«حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني»، وتطبيق اتفاقية جنيف، والإشارة إلى القدس الشرقية.
وأشار عبد الرحيم إلى أنّ عباس «رفض هذه التعديلات رفضاً مطلقاً»، مضيفاً أنّ دولا عديدة، لم يسمها، واصلت التعامل مع التعديلات الأميركية من دون الوصول الى صيغة متفق عليها. ولفت إلى انه «عندما بدأت التدخلات والضغوط من أجل إصدار مشروع قرار ضعيف، بدأت تظهر تبريرات من بعض المندوبين مثل أن حكوماتهم لم يتح لها الوقت للاطلاع على تقرير كبير خلال وقت قصير». وتابع « بتنا أمام خيارين إما الذهاب للتصويت على مشروع قرار الدول الإسلامية وفي هذه الحالة لن يكون واضحاً عدد من سيصوت لصالحه... وإما التأجيل إلى شهر آذار المقبل».
إلى ذلك، قال نائب أمين سر حركة فتح اللواء جبريل الرجوب إنّ الحركة «ترى في تقرير غولدستون شهادة حية ومقنعة لإدانة الاحتلال»، مشيراً إلى انه «هذه مهمة كل الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله، وقيادة حركة فتح قررت أن تدعو حركة حماس وكافة الفصائل الفلسطينية الى تشكيل إطار وطني فلسطيني يضم الجميع».
وأعلنت حركة حماس أنها ناقشت بالفعل مع القاهرة إمكان تأجيل موعد التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية، لكنها أشارت إلى أن القرار في هذا الشأن لا يزال يخضع للمشاورات.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن «موقف سلطة رام الله من تقرير غولدستون أصاب الشعب الفلسطيني والأمة كلها بصدمة كبيرة وهذه الجريمة سممت أجواء الحوار، وهو ما دفع الحركة إلى مناقشة تأجيل الموعد المعلن» لتوقيع اتفاق المصالحة.
وشدد أبو زهري على أن هذه المناقشة تأتي في إطار حرص الحركة على إنجاح الجهود المصرية لتحقيق المصالحة وعدم فشلها، مشيراً إلى أنه «بات من الواضح أن الأجواء ليست ملائمة، ولذلك هناك مناقشات مع القاهرة وداخل الحركة وهي لا تزال مستمرة والحركة ستتخذ القرار المناسب وبالاتفاق مع الأشقاء المصريين، وبما يضمن تحقيق المصلحة الوطنية العليا وتحقيق المصالحة الفلسطينية».
من جهته، اتهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح الرئيس الفلسطيني بنسف كل جهود المصالحة بسبب موقفه من تقرير غولدستون، مشيراً إلى أنّ «مبدأ المصالحة قائم لكن التراجع بالنسبة للتوقيت وارد» بسبب تداعيات هذه الفضيحة.
واعتبر شلح أنّ «الذي اتخذ هذا القرار (سحب التقرير) ليس في قامة الشعب الفلسطيني ولا يصلح لأن يكون وليا للدم الفلسطيني، ولو كنت مكانه لغادرت موقعي غدا وعدت الى بيتي».
وكان مجلس الأمن الدولي رفض، فجر أمس، الاستجابة لطلب ليبيا عقد جلسة طارئة لمناقشة التقرير. وقرر المجلس، بعد اجتماع تشاوري مغلق دام ساعتين، الاستعاضة عن الجلسة الطارئة بتقديم جلسته الشهرية الدورية لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط من 20 إلى 14 تشرين الأول الحالي.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية السويدي كارل بيلت عن دعم بلاده للتقرير. واعتبر أنّ إسرائيل «ارتكبت خطأ» بعدم تعاونها مع فريق التحقيق الخاص بحرب غزة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد