شيخ الأزهر «شرّع» جدار غزة وأيد الاحتلال في العراق
توفي شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي، في العاصمة السعودية الرياض امس اثر ازمة قلبية مفاجئة، قبل ان يدفن جثمانه في البقيع بالمدينة المنورة، على ان تقام جلسة عزاء غدا الجمعة في مسجد عمر مكرم في القاهرة.
وكان طنطاوي (81 عاما) في الرياض للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية. وقالت مصادر في مشيخة الأزهر إن أزمة قلبية فاجأته في المطار لدى استعداده لصعود الطائرة للعودة إلى القاهرة نقل على أثرها إلى مستشفى الملك خالد العسكري حيث فاضت روحه. وقال مستشار طنطاوي، عبد الله النجار، إن الشيخ كان باديا في تمام صحته قبل سفره إلى السعودية.
وقال وكيل الأزهر محمد واصل، إن ابن شيخ الأزهر أحمد، الذي يعمل ضابط شرطة، وافق على دفن جثمان والده في البقيع، حيث دفن النبي محمد وآل بيته وصحابته. وسيحل واصل محل الإمام الراحل في المنصب، الى حين تعيين شيخ جديد للأزهر بقرار يصدره رئيس الدولة طبقا للقانون. ويرأس واصل لجنة حوار الأديان في الأزهر.
وقال الشيخ محمود حمدي مجاهد، وهو أحد علماء الأزهر والعضو في مجلس الشعب حاليا «بالنسبة لاختيار البديل، الحكومة دائما تختار الشيخ الوسطي، ونحن نسألهم أن يختاروا شيخا للأزهر يعمل لمصلحة الشعب ولا ينحاز للحكومة ولكن للحق». وقالت مصادر في الأزهر إن أبرز المرشحين لخلافة طنطاوي هم وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق (66 عاما) ورئيس جامعة الأزهر أحمد الطيب (64 عاما) ومفتي مصر علي جمعة (58 عاما).
وذكر مصدر إن جمعة الذي قطع زيارة لليابان بعد إعلان وفاة شيخ الأزهر، يبدو أقل حظا لأنه بدأ تعليمه الأزهري بعد حصوله على درجة البكالوريوس من كلية التجارة في جامعة عين شمس بالقاهرة. ولا ينتظر تعيين شيخ للأزهر قبل عودة الرئيس حسني مبارك إلى البلاد من ألمانيا حيث يمضي فترة نقاهة بعد عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية.
وولد طنطاوي الذي يلقب بالإمام الأكبر، في محافظة سوهاج بصعيد مصر في العام 1928. وحصل على درجة الدكتوراه في الحديث والتفسير في العام 1966 وعمل مدرسا بكلية أصول الدين ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة أربع سنوات. كما عمل في المدينة المنورة عميدا لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية. وعين مفتيا للديار المصرية في العام 1986 ثم شيخا للأزهر في العام 1996.
ورغم ان هناك اتفاقا بين رجال الدين على سعة علمه واطلاعه الديني، فقد أثار الإمام الراحل الكثير من الجدل في السنوات الماضية، وبخاصة لمصافحته الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر حوار الأديان في جنيف العام 2008، وفي تجاهله للحصار الاسرائيلي المفروض على غزة منذ أعوام، وفي فتواه بشأن شرعية الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر تحت الأرض على حدودها مع القطاع الفلسطيني. كما أفتى بان الفلسطينيين الذين يقومون بتفجير انفسهم ضد أهداف مدنية اسرائيلية ليسوا «شهداء»، وان الاستعانة بقوات أجنبية يجوز شرعا خلال الحرب على العراق.
وفي العام 2003، أثار طنطاوي الجدل بقوله إن لفرنسا الحق في منع الحجاب في المدارس الحكومية. وقبل شهور، قرر منع النقاب في مؤسسات الأزهر ومعاهده حين لا يكون فيها رجال. كما تعرض طنطاوي لانتقادات من بينها أنه مؤيد لسياسات الحكومة. وانتقده ليبراليون كثيرون لقرارات صدرت في عهده من الأزهر بحظر كتب قال الأزهر إن محتواها مخالف للإسلام.
ومن ابرز الفتاوى التي أصدرها ايضا جواز التحاق الفتيات بالكليات العسكرية وبالجيش وجواز تحول الرجل الى أنثى بشرط الضرورة الطبية. وقد أفتى طنطاوي كذلك بوجوب جلد الصحافيين في العام 2007، وحلل التعامل بشهادات الاستثمار وصناديق التوفير.
وتوالت ردود الفعل العربية والإسلامية والمحلية على وفاة شيخ الأزهر. ونعى رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف طنطاوي، ووقف مجلس الوزراء دقيقة صمت. ووجه عدد من القادة العرب والمسلمين برقيات تعزية الى مبارك. كما نعت حركة حماس وفاة طنطاوي، بينما تمنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة «أن يكون خلف شيخ الأزهر نصيراً لقضية فلسطين يؤازر شعبنا الفلسطيني في مواجهة الظلم والطغيان».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد