الاحتلال يخطف شبان الأحياء
تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وعلى تخوم قطاع غزة، في وقت خيّم الهدوء الحذر على القدس المحتلة، حيث وسّع المحتلون حملة الاعتقالات بحق المقدسيين في مختلف أحياء المدينة المقدسة وبلداتها ومخيماتها، فيما تردّد صدى هذه المواجهات في موقف عدد من العواصم، وشهدت دمشق تظاهرة حاشدة نصرة للمسجد الأقصى، واحتجاجاً على ما يتعرّض له الفلسطينيون في القدس.
وذكرت مصادر فلسطينية إن المواجهات تجدّدت، صباح أمس، بين عشرات الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي على حاجزي قلندية وشعفاط بالضفة الغربية، حيث أصيب تسعة بجروح، فيما أصيب ثلاثة آخرون خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في محيط مدينة نابلس، في حين شهدت بلدة بيتا شمالي مدينة الخليل مواجهات مشابهة من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي غزة، وقعت مواجهات بين عشرات الفتية الفلسطينيين وقوة من الجيش الإسرائيلي قرب معبر «كارني» الإسرائيلي شرقي القطاع. وذكرت مصادر فلسطينية أنّ عشرات الفتية رشقوا الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين المتمركزين عند المعبر.
وفي القدس، ذكرت مصادر فلسطينية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية شنّت حملات دهم واسعة النطاق في العديد من أحياء المدينة المحتلة، اعتقلت خلالها عشرات الشبان الفلسطينيين على خلفية المواجهات التي شهدتها المدينة المقدسة أمس الأول. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن حملة الاعتقال تركزت في حارتي باب حطة، وحي السعدية، وشارع الواد، وبلدة العيسوية، ومخيم شعفاط.
وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها رفعت الإغلاق التام الذي كانت تفرضه على الضفة الغربية، وسمحت بالوصول إلى باحة الحرم القدسي لكنها أبقت الشرطة في حال تأهب في القدس خشية وقوع مواجهات جديدة مع الفلسطينيين خلال صلاة الجمعة غداً.
وفي دمشق، شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرة حاشدة انطلقت من «مسجد الوسيم» في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية. وتقدّم المسيرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس موسى أبو مرزوق.
ودعا شلح العرب إلى «إنهاء ما يُسمّى بالمبادرة العربية للسلام وسحبها من التداول والتأكيد على دعم خيارات المقاومة والجهاد في مواجهه العدوان الإسرائيلي وما تتعرض له القدس، وعدم القبول بخيار المفاوضات من اجل المفاوضات»، متوعداً إسرائيل برد قاس «ستتلقاه من جماهير الأمتين العربية والإسلامية بسبب هجمتها العدوانية الشرسة على القدس والمقدسات الإسلامية».
من جهته، دعا أبو مرزوق القمة العربية إلى أن تضع ما يجري في القدس على رأس أولوياتها، مشدّداً على أنّ «القدس يجب أن تبقى عنوان الصراع».
إلى ذلك، دعا الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، في بيان، دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف الجماعي بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس، مطالباً في الوقت ذاته بإرسال قوات دولية للأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل حماية الشعب الفلسطيني.
من جهته، أفتى رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري بوجوب نصرة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية التي تستباح بالقدس، فيما طالب «المؤتمر العام للأحزاب العربية»، في بيان، السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال، داعياً القمة العربية إلى «سحب المبادرة العربية للسلام، والتوقف عن منح الاحتلال مزيداً من الوقت وحرية التحرك».
وأصدرت نحو 400 شخصية مستقلة «بياناً للرأي العام» اعتبرت فيه أنّ «استئناف المفاوضات في ظل الأوضاع الراهنة يشكل خطراً على القضية الفلسطينية»، مطالبة بـ»عدم استئناف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل من دون إلزام إسرائيل بمرجعية واضحة وملزمة ووقفها لكافة أنشطة الاستيطان».
وفي القاهرة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها استدعت القائم بالأعمال الإسرائيلي احتجاجاً على «الإجراءات الاستفزازية» التي اتخذتها الدولة العبرية في القدس. وأشارت الخارجية المصرية إلى أنها «رسالة واضحة للجانب الإسرائيلي مفادها ضرورة توقف إسرائيل بشكل فوري عن الإجراءات الاستفزازية وغير الشرعية التي تغذّي الصراع الدائر».
وفي الرياض، حذّرت دول مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي من مغبة الامتناع عن اتخاذ وقفة حازمة تضع حداً للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، معتبرة أن ذلك «سيقوّض فرص السلام في المنطقة». بدوره، أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلو بناء «كنيس الخراب» على ارض أوقاف إسلامية في القدس، محذراً من «حرب دينية» تدفع باتجاهها الدولة العبرية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد