كوشنير: حدود لبنان ليست غربالاً لكن الوضع خطر
كرر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، أمس، اتهامه سوريا بنقل صواريخ «سكود» إلى «حزب الله»، فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الحدود اللبنانية ـ السورية غير محكمة السد، ولكنها ليست غربالا تعبر من ثقوبه الأسلحة والصواريخ من كل نوع إلى الحزب.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد حذر واشنطن، أمس الأول، من تبني الادعاءات الإسرائيلية حول تسليم سوريا صواريخ «سكود» إلى الحزب. وقال المعلم، ردا على سؤال لوكالة (سانا) حول تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اجتماع اللوبي الصهيوني الأميركي، إنه «في الوقت الذي بات العالم فيه يعترف بالدور البناء الذي تقوم به سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ما زال الرأي العام يتذكر حملة الافتراءات الأميركية قبل الحرب على العراق ويبدو أن الإدارة الأميركية الحالية تحاول تكرار السيناريو ذاته». وأضاف المعلم «إننا نحذر الولايات المتحدة من تبني الادعاءات الإسرائيلية الباطلة، ونؤكد أن ما يزعزع استقرار المنطقة بالفعل هو إتخام الولايات المتحدة إسرائيل بجميع الأسلحة المتطورة ومجاراتها لمزاعم الحكومة الإسرائيلية الباطلة على حسابنا».
وأعربت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، في بيان بعد اجتماعها في القاهرة امس الأول، عن «قلقها العميق من التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد سوريا ولبنان». وحذرت من «تبني المزاعم الإسرائيلية الفاقدة لأي أساس أو مصداقية».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريز قوله، خلال لقائه وزيرة الخارجية الدنماركية لين أسبرسن في القدس المحتلة، «لدى إسرائيل إثباتات حول نقل صواريخ «سكود» طويلة المدى ودقيقة من سوريا إلى حزب الله، ولا يوجد شك في ذلك». وأضاف إن إسرائيل تراقب الوضع «بعيون مفتوحة».
وكرر بيريز تحذيره لدمشق. وقال «على سوريا التوقف عن العمل بطريقة والتحدث بطريقة أخرى. دعمهم للإرهاب لا يمكن إخفاؤه بعد الآن». ووصف كوريا الشمالية بأنها عبارة عن «سوق حرة للصواريخ البعيدة المدى والأسلحة النووية». وتابع «هذه الأسلحة تصل مباشرة إلى إيران، التي تسلح وتقوي الجماعات الإرهابية العالمية، ضمنها حزب الله في لبنان وجماعات أخرى في سوريا».
وفي باريس (محمد بلوط)، اعتبر كوشنير أن الحدود اللبنانية ـ السورية غير محكمة السد، ولكنها ليست غربالا تعبر من ثقوبه الأسلحة والصواريخ من كل نوع إلى «حزب الله».
كوشنير عاد في حديث لإذاعة «أوروبا واحد» للمرة الأولى، إلى الاتهامات الإسرائيلية لسوريا بتزويد «حزب الله» بصواريخ «سكود»، والإخلال بموازين القوى في المنطقة.
الوزير الفرنسي، الذي كان قد سئل عن احتمالات نشوب حرب جديدة، رأى أن «الوضع خطر، وهناك فائض في التسلح، صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى (لدى حزب الله) وربما طويلة المدى». لم يتهم سوريا بشيء لكنه دعاها «لأن تضمن أمن الحدود مع لبنان، لا أقول إنها غربال، لأنه لا دليل على بعض الأشياء، ومع ذلك فالوضع خطر ويعزز التطرف».
إلا أن قوله بوجود مخاوف من نشوب حرب جديدة لا ينبع من معرفة دقيقة بالتطورات، بقدر ما ينبع من تراجع الثقة بالقيادة الإسرائيلية وتسرّب الريبة إلى العلاقات بين الرئيس نيكولا ساركوزي وصديقه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين «بيبي» نتنياهو.
ويعكس تصريحه القصير الاعتقاد بأن كل الاحتمالات باتت واردة في المنطقة، لأن باريس باتت تجهل فعلياً ما يدبره الإسرائيليون.
البرودة في العلاقات بين إسرائيل وفرنسا وتراجع الثقة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يجعلان مصدرا فرنسيا رفيعا يحذر من أن «ما يشغلنا اليوم لم يعد إيران، لكنه التوتر بين إسرائيل وسوريا، ولبنان، وإذا استمرت لعبة التخويف من الحرب قد نصل إلى الحرب نفسها».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد