إسرائيل تنفي تعهّدها التجميد: الاستيطان مستمر بلا إعلان
بعد يوم واحد على اطلاق ما يسمى بمفاوضات التقارب مع السلطة الفلسطينية، نفى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وجود أي تعهد بتجميد الاستيطان في القدس المحتلة، فيما اشار مسؤولون اسرائيليون الى ان مشاريع الاستيطان لم ولن تتوقف لكن جداولها الزمنية لن تعلن، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى حث الإدارة الأميركية على الرد بشكل صارم على هذا التعنت الإسرائيلي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست إن «مكتب رئيس الوزراء أصدر بيانا حول الموضوع في 11 آذار العام 2010، وأثناء زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة جوزف بايدن لإسرائيل، وقد أكد فيه بشكل واضح إنني أطلعت نائب رئيس الولايات المتحدة على أن التخطيط للمشروع في رامات شلومو سيستغرق أكثر من عام على ما يبدو».
وأضاف إن «أعمال البناء في رامات شلومو قد تبدأ بعد سنين عدة. وعندما سألنا الأميركيون حول تقديراتنا حيال بدء أعمال البناء في المكان قلت إنني اقدر أن هذا لن يحدث خلال السنتين القريبتين». وشدد على أنه «لم يتم إصدار أي تعهد، وإنما وصف صحيح ودقيق للحقائق فقط»، نافياً بذلك أنباء ترددت عن أن مسؤولين أميركيين أبلغوا الجانب الفلسطيني بأن نتنياهو تعهد بتجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية بهدف دفع المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.
من جهته، قال الأمين العام للحكومة الإسرائيلية زفي هاوزر، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الحكومة ستبني منازل أكثر لليهود في المناطق المحتلة في القدس وحولها، ولكنها ستمتنع عن تقديم أي جدول زمني محدد للبناء كي تتجنب أن يهدد ذلك محادثات السلام التي بدأت لتوها مع الفلسطينيين. ورداً على سؤال بشأن مواعيد البناء في هذه المشاريع، أجاب هاوزر: «أعتقد أن الأمر سيحدث قريبا. الزمن سيحدد ذلك، مضيفاً أنّ «البناء في القدس يسير وفقا لوتيرته المعتادة».
بدوره، قال المتحدث باسم نتنياهو نير هيفيتز، في تصريحات للإذاعة العامة الإسرائيلية إنّ مناقصات صدرت في كانون الأول الماضي كي يقوم مقاولون ببناء 690 وحدة سكنية في مستوطنات «هارحوما» و«جفعات زئيف» و«النبي يعقوب.»، لكنه لم يعط موعدا لبدء عملية البناء، مكتفياً بالقول إن توقيت عمليات البناء في مشاريع القدس الشرقية «سيتم التنسيق لها بصورة لا تسبب إحراجا دبلوماسيا».
من جهته، أكد رئيس بلدية القدس نير بركات أن البلدية «تواصل تشجيع التخطيط والبناء في المدينة لكل المقيمين فيها من يهود ومسيحيين ومسلمين». وأضاف «نحن واثقون بأن رئيس الوزراء لن يسمح بتجميد (للاستيطان) في القدس لا قولا ولا فعلا»، فيما اعتبر النائب ارييه الداد، الذي ينتمي إلى حزب «الوطن اليهودي» أن «اعلان الولايات المتحدة بان نتنياهو وعد بتجميد البناء في رامات شلومو لسنتين يثبت أن نتنياهو كاذب».
في المقابل، طالب الرئيس الفلسطيني واشنطن بالرد على استمرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع الاستيطاني في القدس، قائلاً إنّ «الإدارة الأميركية أعطتنا وعودا، وقالت لنا كلاما، وقالت للجانب الإسرائيلي كلاما، وبالتالي فإنّ عليها أن تجيبنا وترد على مثل هذا الأمور».
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: «لقد قدمنا احتجاجا رسميا للإدارة الأميركية عما سمعناه من أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على بناء بؤرة استيطانية من 14 مسكن استيطاني في حي رأس العمود في القدس الشرقية»، مضيفاً إنّ «هذا العمل يمثل استفزازا كبيرا ويأتي مناقضا للثقة بين الجانبين».
بدوره دان امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه «البناء الاستيطاني في القدس»، معتبرا انه يشكل «امتحانا لمدى جدية الادارة الاميركية في تعهداتها باتخاذ اجراءات ضد الجهة المستفزة».
يأتي ذلك، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال اقتحمت حي سلوان، حيث رد الشبان الفلسطينيون في المنطقة برشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية الحارقة والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي.
وتأتي هذه المواجهات في أعقاب سماح الشرطة الإسرائيلية لوفد يضم 43 من الحاخامات المتشددين، ومعظمهم من مستوطنات الضفة الغربية، بالتوجه إلى باحة المسجد الأقصى، تمهيدا لإحياء الذكرى الثالثة والأربعين لما تسميه إسرائيل «يوم القدس»، وهي ذكرى «إعادة توحيد» المدينة، بحسب التقويم العبري، أي ذكرى استكمال احتلالها للشطر الشرقي من المدينة.
إلى ذلك، ذكر تقرير نشرته «رابطة حقوق المدنية في إسرائيل» أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية فقراء. وأشار التقرير إلى أنّ نحو 95 ألف قاصر في القدس الشرقية (حوالى 74 في المئة) يعيشون تحت خط الفقر مقارنة بحوالى 45 في المئة من القصّر الذين يعيشون في الضواحي اليهودية.
وأضاف التقرير أنّ ما يقرب من ثلثي العائلات الفلسطينية تعاني من الفقر مقارنة بما يقرب من ثلث العائلات اليهودية. وأشار التقرير إلى «حال التفرقة والإهمال الشديدين» في القدس الشرقية التي يسكنها أكثر من 300 ألف فلسطيني، موضحاً أن الخدمات البلدية سيئة في القدس الشرقية عنها في القدس الغربية.
في هذه الأثناء، أظهر استطلاع «مؤشر الحرب والسلام» الأكاديمي الشهري أن الجمهور الإسرائيلي يعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤولا عن الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لكن رغم ذلك رأى معظم الإسرائيليين أنه موضوعي ومحايد وصديق للدولة العبرية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد