باراك يهاجم زملاءه «المستفزّين»

14-05-2010

باراك يهاجم زملاءه «المستفزّين»

دافع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن سياسة هدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، منتقداً سلطة الرئيس محمود عباس على المواقف التي رأت فيها أن هذه الأفعال الإسرائيلية ستؤثر سلباً على المفاوضات غير المباشرة. وتذرع ليبرمان بتطبيق القانون لتبرير موقفه، مشيراً الى أن «هناك قانوناً واحداً في إسرائيل ونحن لا نستطيع ألا أن نستجيب لقرانزاع بين فلسطيني ومستوطن يهودي في القدس الشرقية أول من أمس.رات المؤسسة القضائية». ورأى ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، أن إسرائيل قدمت الكثير من مبادرات حسن النية تجاه الفلسطينيين، لافتاً إلى أنها تلقت في المقابل ارتفاع معدل «العمليات الإرهابية» وتسمية الشوارع بأسماء مناضلين فلسطينيين «يحيى عياش ودلال المغربي»، إضافة الى «محاولات التحريض في الساحة الدولية». وكرر ليبرمان القول إن محمود عباس «اتصل بنا شخصياً ومارس ضغوطاً لمواصلة العملية العسكرية لإسقاط حركة حماس»، في إشارة الى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع العام الماضي.
وعبر وزير الخارجية عن عدم اكتراثه بموقف رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، بشأن إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد في حال عدم التوصل الى اتفاق تسوية، معتبراً أن «هذه التصريحات هي للاستهلاك المحلي» يريد منها فياض «بناء قوته السياسية المستقلة»، لكونه يمتلك «طموحات سياسية».
وشكك ليبرمان بجدية فياض في إقدامه على خطوة إعلان الدولة من جانب واحد. ودعاه الى أن يكف عن مثل هذه التصريحات، وخصوصاً أنه «يعلم أكثر مني ومنك بأنه الخاسر من إجراء كهذا». لكنه عاد وهدد بأن لدى إسرائيل «مستودعاً كبيراً» من الخطوات التي قد تقدم عليها من جانب واحد.
وعبّر ليبرمان عن شعوره بالاعتزاز جراء التهديد السوري والمصري بمقاطعة مؤتمر دول البحر المتوسط إذا شارك فيه بنفسه. ورأى أنه لو تم تجاهله «لشعرت بأن شيئاً ما ليس على ما يرام».
ووصف ليبرمان لقاء الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في دمشق بأنه «خطوة سلبية للغاية»، لكنه أشار إلى أنه «لا جديد في ذلك... فقد زار (مشعل) موسكو والتقى وزير الخارجية (سيرغي) لافروف أيضاً».
كذلك أثارت دعوة الرئيسين الروسي والتركي ميدفيديف وعبد الله غول الى إشراك «حماس» في العملية السياسية، غضب الخارجية الإسرائيلية التي أصدرت بياناً وصفت فيه «حماس» بأنها «منظمة إرهابية بكل ما للكلمة من معنى، اتخذت لنفسها هدفاً هو تدمير دولة إسرائيل». وأضاف البيان إن إسرائيل «لا ترى أي فارق بين إرهاب حماس المستخدم ضد إسرائيل وبين إرهاب الشيشان المستخدم ضد روسيا».
وفي مؤشّر على الإمعان في سياسة تهويد القدس، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي، إيلي يشاي، لصحيفة «يوم ليوم»، الناطقة باسم حزب «شاس» الديني، أن لجنة التخطيط والبناء في القدس ستعقد اجتماعاً في أسرع وقت ممكن، لإطلاق أعمال البناء في رامات شلومو. وأشار يشاي الى أن «هذه المحادثات لن تجرى خلال زيارات مسؤولين أميركيين لإسرائيل»، إلا أن «الحكومة الإسرائيلية لم ولن تتراجع أمام الولايات المتحدة وستواصل أعمال البناء في كل أنحاء القدس».
وفي الإطار نفسه، رأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أن موقف يشاي ليس شخصياً وإنما «يعكس الموقف الرسمي للحكومة»، مؤكداً أن «لا أحد يمكنه أن يوقف البناء في القدس».
بدوره، أكد نائب رئيس الحكومة، وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، كلام نتنياهو بأن القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية. وأن أي حديث عن تقسيمها هو مجرد «سراب».
ورداً على هذه المواقف، حذر وزير الدفاع إيهود باراك من التصريحات التي وصفها بالاستفزازية، مشيراً الى أن المرحلة الحالية «هي مرحلة حساسة جداً». ولفت الى أن هذه المواقف قد تلحق ضرراً بالعملية السياسية و«تمسّ بمصالح إسرائيل مع الولايات المتحدة والعالمً»، موضحاً أنها قد تؤدي الى تحميل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة. ودعا المسؤولين الإسرائيليين الى «التصرف بمسؤولية والامتناع عن إطلاق تصريحات منفلتة واستفزازية».
ولم يتأخر وزير الأمن الداخلي، إسحاق أهارونوفيتش، من حزب «يسرائيل بيتنا»، في محاكاة وزير الدفاع بالقول «من المحزن مشاهدة جهات سياسية تستغل سلطة القانون لألاعيب سياسية رخيصة». إلا أن المواقف التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون تركت أصداء سريعة في واشنطن، حيث قالت مصادر أميركية لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، «نحن ندعو الطرفين الى الامتناع عن نشاطات استفزازية في القدس». وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لن تتردد في تحميل أي طرف المسؤولية عن إفشال محادثات التقارب. كما أوضحت مصادر في إدارة أوباما أن أي خطوات تستهدف المحادثات «لن تدفع الإدارة الى التراجع عن تصميمها في دفع المحادثات».
ولفت موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني الى أن المسؤولين في واشنطن يقولون إن «سياستنا لا تزال كما هي» تجاه القدس، التي ينبغي أن تحدد مكانتها خلال المفاوضات بين الطرفين حول قضايا الوضع النهائي. ولفت موقع «يديعوت» الى أن بلدية القدس لم تنفذ أوامر هدم في الأحياء العربية في شرق المدينة المحتلة، بسبب الوضع السياسي الحساس ونتيجة ضغط رئيس الحكومة. وأشار الى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كليتنون سبق أن هاجمت في الماضي سياسة هدم المنازل في القدس الشرقية، ودعت إسرائيل الى وقف هذه الأعمال التحريضية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وجهت رسالة واضحة الى إسرائيل، دعت فيها الى الوقف الفوري للعنف الذي يمارسه المستوطنون تجاه الفلسطينيين على قاعدة «جبي الثمن» من الفلسطينيين، رداً على كل خطوة لإخلاء بؤر استيطانية.

علي حيدر

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...