مصر: مطالبة شعبية بطرد السفير وفتح معبر رفح
تظاهر مصريون أمس، احتجاجا على القرصنة الإسرائيلية ضد «أسطول الحرية»، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي وفتح المعابر مع غزة، فيما اكتفت السلطة وكعادتها بالاستنكار والإدانة، بالرغم من أن قوات الاحتلال أسرت نائبين عن جماعة الإخوان المسلمين كانا ضمن الناشطين المتوجهين لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتظاهر مئات السياسيين والنشطاء أمام مقر وزارة الخارجية، مطالبين حكومة الرئيس حسني مبارك بطرد السفير الإسرائيلي اسحق ليفانون. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على احدها «الشرفاء الأوروبيون يُقتلون من أجل فلسطين وسفير إسرائيل يبقى (في القاهرة) رغم أنف الجميع». وردد المتظاهرون، الذين رفعوا علمي تركيا وفلسطين وصور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هتافات «يا للذل ويا للعار مصر مشاركة في الحصار» في إشارة إلى رفض القاهرة فتح معبر رفح الحدودي مع غزة.
وقدم وفد من نواب «الإخوان» والمستقلين إلى وزارة الخارجية مطالب القوى السياسية والوطنية، والتي تتلخص «بطرد السفير الصهيوني، واستدعاء السفير المصري، وعرض اتفاقية كامب ديفيد على الشعب المصري، وفتح المعابر، وسحب مبادرة السلام العربية».
وتوعد أكثر من 5 آلاف شخص، تظاهروا امام احد أكبر مساجد القاهرة، إسرائيل بمعركة فاصلة في يوم من الأيام. وهتف المتظاهرون «يا يهود يا يهود بينا (بيننا) وبينكم يوم مشهود». ورفع بعض المتظاهرين، وغالبيتهم اعضاء في جماعة «الاخوان»، المصاحف وهتفوا «على غزة رايحين شهداء بالملايين».
كما تظاهر عشرات الصحافيين أمام مبنى النقابة.
وأعلنت حركة «كفاية» أنها قررت تحويل التظاهرة التي كانت ستقوم بها اليوم أمام البرلمان في القاهرة ضد قانون الطوارئ إلى تظاهرة ضد المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل. ودعت إلى توقيع بيان يطالب الحكومة «بطرد السفير الإسرائيلي، وفك الحصار عن غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم، ووقف بناء الجدار العازل بين مصر وفلسطين، ووقف تصدير الغاز إلى إسرائيل». واعتبر أن «سكوت الحكومة المصرية يعتبر مشاركة في الجريمة ويجعلها مرة أخرى تحجم عن تمثيل موقف الشارع المصري وإرادته».
وأثارت الجريمة الرأي العام المصري. وقال مساعد رئيس اتحاد المحامين العرب سيد شعبان، إن مقتل الكثير من المدنيين يتسق مع أفعال الإسرائيليين في السابق، مضيفا أن الوقت حان كي يتحرك العالم. واعتبر حسن يوسف إن الوقت حان كي تقوم الدول العربية والإسلامية بعمل أكثر قوة للدفاع عن الفلسطينيين.
كما دعت «الإخوان»، في بيان، القاهرة إلى فتح معبر رفح «لإثبات براءتها من جريمة الحصار الظالم». وطالبت «الجامعة العربية سحب موافقتها السابقة على إجراء مفاوضات مع العدو الصهيوني، وإعلان سحب المبادرة العربية التي لم يقبلها العدو الصهيوني ولم يحترمها».
وحذّر حزب «الغد» المعارض، في بيان، «من النتائج العكسية لهذا الهجوم على عملية السلام والاستقرار في المنطقة».
وقال الرئيس حسني مبارك، في بيان مقتضب، انه «يستنكر لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء»، مضيفا انه «يؤكد تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي أن الوزارة تجري اتصالات مع اسرائيل لمعرفة وضع نائبين مصريين ينتميان إلى «الإخوان» كانا على متن إحدى سفن الأسطول.
وأعلن زكي أنه «تم استدعاء السفير الإسرائيلي، حيث تم التعبير عن إدانة مصر لما قامت به القوات الإسرائيلية من أعمال قتل واستخدام مفرط للقوة ضد ناشطين دوليين مشاركين في قافلة الإغاثة المتوجهة إلى غزة». وقال «تم التأكيد للسفير الإسرائيلي على رفض مصر الكامل لاستمرار الحصار الحالي على قطاع غزة ومطالبتها برفع هذا الحصار بشكل فوري وكامل».
كما أدان مجلسا الشعب والشورى وشيخ الأزهر احمد الطيب الجريمة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد