عكيفا الدار: المحادثات مع الفلسطينيين: عشر سنوات ضائعة
بعد عشر سنوات بالضبط من لقاء خلفه، ومع الأيام يد يمينه ايهود باراك، بياسر عرفات في كامب ديفيد، فان بنيامين نتنياهو يناشد، بل ويستجدي تقريبا، خلف عرفات، بان يصافحه. بدون موافقة محمود عباس على الشروع في مفاوضات مباشرة، سيكون من الصعب حتى المتعذر لي ذراع ممثلي الائتلاف والليكود، الذين يعارضون استمرار تجميد البناء في المستوطنات. فكيف سيبرر رئيس الوزراء النكث بعهده لإزالة القضاء، في الوقت الذي لا يمكن للفلسطينيون استعدادا حتى للحديث معه؟ في 5 حزيران 2000، عندما حل باراك ضيفا لدى بيل كلينتون في كامب ديفيد جرت الأمور لدى المستوطنين كالمعتاد. فمن انتبه إلى مثل هذه الصغائر، حين كان يلوح وكأنه سرعان ما سيوقع اتفاق دائم، بما في ذلك تقسيم القدس؟
تعلم الفلسطينيون منذئذ بان الإسرائيليين متمسكون بنظرية دافيد بن غوريون: ليس مهما ما يقوله الاغيار – مهم ما يفعله اليهود. هكذا، في أيلول 1993، حين وقع اسحق رابين على اتفاق أوسلو، كان في الضفة 110 ألاف مستوطن. في حزيران 2010 باتوا يعدون أكثر من 300 ألف نسمة. وعليه، فان عباس (باسناد من الجامعة العربية) لا يسارع إلى التنازل للاسرائيليين (وللامريكيين) عن التجميد. ولكن، الرفض الفلسطيني للمفاوضات لا يتركز على مسألة التجميد المؤقت للاستيطان؛ فهو يكمن عميقا في المسائل اللباب للنزاع.
عشر سنوات وآلاف القتلى والجرحى بعد أن تحدث باراك مع عرفات على الحدود الدائمة، الحرم واللاجئين، فان عباس لا يسمح لنفسه بان يبدأ من نقطة الصفر. بعد أن عرض عليه ايهود اولمرت 98.1 في المائة من الضفة وتقسيم معقول لشرقي القدس، فان عباس، مثلما يقول نتنياهو، سيخرج إمعة، إذا ما وافق على أن يشرح معه في مفاوضات على زيادة المساحة التي تحت سيطرة السلطة من 40 إلى 60 في المائة (العقيد احتياط شاؤول ارئيل الذي كان رئيس مديرية السلام لدى باراك، فحص ووجد بان هذا التغيير المتواضع سينطوي على إخلاء أكثر من 50 ألف مستوطن.
الموقف الفلسطيني المبدئي لم يتغير بالإجمال في السنوات العشر الأخيرة. عمليا، بقي على حاله منذ قرار المجلس الوطني الفلسطيني منذ 1988 للاكتفاء بدولة مستقلة في الأراضي التي احتلها في حزيران 1967. وتلقى هذا الموقف تعزيزا في 2002 في مبادرة السلام للجامعة العربية، التي أسقطت أيضاً العبارة المهددة "حق العودة" واستبدلتها بحل "عادل ومتفق عليه" وفقا لقرار الأمم المتحدة 194. مجال المناورة لدى عباس – مثلما هو لدى عرفات – يسمح بتبادل الأراضي على نطاق ضيق وبنسبة 1:1 مع تعديلات طفيفة (استبدال جزء من الأرض بممر حر بين غزة والضفة). من ناحية الفلسطينيين فان المفاوضات في مسائل الحدود ترمي إلى الاهتمام بالعثور على الأراضي التي سيتم تبادلها وبالترتيبات الخاصة في البلدة القديمة من القدس.
من الصعب المعرفة اذا كان نتنياهو يهرب من البحث في الحدود، لاعتبارات إيديولوجية، أم لدوافع ائتلافية. مهما يكن من أمر، فانه عندما يكون رئيس الوزراء مطالبا بان يتقدم بخريطته للتسوية الدائمة، فانه يحتبىء خلف حائط الأمن. نتنياهو يدعي بأنه لا يمكن ترسيم حدود قابلة للدفاع قبل الاتفاق على الترتيبات الأمنية. وستكون لنتنياهو مشكلة في تكرار ذلك في الحديث مع اوباما وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس: في لقاء أجراه الأسبوع الماضي مع الصحفيين الإسرائيليين، أعلن عباس بأنه يوافق مسبقا، دون مفاوضات، على أن يستضيف في فلسطين قوة دولية تحمي سلامة إسرائيل.
عباس وضع أوراقه على الطاولة وكشفها أمام كل العالم. ليس لديه توقعات كبيرة في أن يعرض نتنياهو الآن مواقفه. الزعيم الفلسطيني وضع (لا يزال) أمله في الرئيس الأمريكي. إن لم يكن هذا الأسبوع فلعله في تشرين الثاني. بعد الانتخابات للكونغرس.
عكيفا الدار- يديعوت احرنوت
الجمل قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد