نتنياهـو يصـالح الأردن لإقناع عباس بالتفاوض المباشر
سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى فرض مزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. وبعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الأسبوع الماضي، انتقل نتنياهو امس إلى الأردن، وذلك في زيارة مفاجئة وسريعة بحث خلالها مع الملك عبد الله الثاني سبل «إيجاد بيئة كفيلة بإطلاق المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين»، وأشاد بعدها بانخراط عمّان في عملية التسوية، في ما بدت محاولة لإعادة الدفء الى العلاقات الإسرائيلية - الأردنية التي وصلت مؤخراً إلى أدنى مستوى لها منذ توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994.
وأعلن الديوان الملكي الأردني، في بيان، أن مباحثات الملك عبد الله مع نتنياهو ركزت على «سبل تحقيق تقدم في الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة وشعوبها»، مشيراً إلى أنّ الجانبين «بحثا التحركات الهادفة إلى دفع الجهود السلمية إلى الأمام، وإيجاد البيئة الكفيلة بانطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية مباشرة وجدية وفاعلة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي».
ونقل البيان عن الملك الأردني ان «اتفاق سلام يضمن حقوق جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يستدعي تكاتف جميع الجهود ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تعيق الوصول إلى حل الدولتين، الذي يشكل شرطاً لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي»، مشدداً على «ضرورة استغلال الفرصة المتاحة لتحقيق السلام، الذي يشكل مصلحة استراتيجية لجميع الأطراف».
كذلك، ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان نتنياهو والملك عبد الله «ناقشا ضرورة ضمان مفاوضات مباشرة وجدية وفاعلة بين إسرائيل والفلسطينيين تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وتفضي إلى حل دولتين لشعبين يعيش فيهما الفلسطينيون والإسرائيليون في سلام دائم وآمن»، واصفاً هذه المحدثات بأنها كانت «بناءة».
وقال نتنياهو، بعد عودته إلى القدس المحتلة، إنه «يقدّر» انخراط الملك عبد الله في الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وأضاف: «لقد تباحثنا في سبل تشجيع فرص السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وكل الأطراف في المنطقة»، مشيراً إلى أنّ ذلك يمكن تحقيقه من خلال «دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بوجود دولة يهودية».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أردني بارز قوله إنّ «اجتماع الملك عبد الله ونتنياهو، الذي دام أكثر من ساعتين، كان جديا وبحث بشكل أساسي الخطوات الهادفة لتحريك عملية السلام، وقد تمت خلاله مناقشة كافة المواضيع بوضوح وصراحة».
واعتبر وزير أردني سابق إنّ «ذلك يعني بالمفهوم الدبلوماسي ان اللقاء ساده التوتر، لأنه عندما يتحدث الجانبان بصراحة فإن مواقفهما تكون متباينة كليا»، مضيفاً أنّ «الزيارة تبعث مع ذلك على الاهتمام لأنها تعني انه رغم التوتر الذي تتسم به العلاقات بين الدولتين إلا أنهما على استعداد للقيام بخطوة إلى الأمام على طريق السلام».
ورأى الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية محمد المصري أن «كل الأمور تدعو إلى الاعتقاد أن الأردن يستعد للقيام بدور اكبر في مفاوضات السلام المقبلة، وهو دور تسهيل الأمور، على غرار الدور المصري»، وقال «بالنسبة لإسرائيل، فان الأردن يمكن أن يقدم ضمانات لا يستطيع الفلسطينيون توفيرها لها، وخصوصا في المجال الأمني».
يذكر أنّ الأردن يدرب مئات من العناصر في أجهزة الأمن الفلسطينية منذ العام 2008، وذلك في اطار برنامج تموّله الولايات المتحدة، علماً بأنّ هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها نتنياهو الملك الاردني منذ انتخابه رئيساً للحكومة الإسرائيلية العام الماضي.
وبالرغم من تواجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية، حيث اجتمع أمس الأول مع الملك عبد الله، إلا أنّه لم يلتق نتنياهو، بحسب ما أوضح مسؤول فلسطيني لوكالة «آكي الإيطالية»، مشيراً إلى أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيلي يرسل الرسائل مع كل من يلتقيه طالبا بدء المفاوضات المباشرة... غير أن الرئيس عباس يرى أن الظرف ليس مؤاتيا بعد لبدء هذه المفاوضات بانتظار الموافقة الإسرائيلية على وقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، بما في ذلك في القدس، وأن تكون هناك مرجعية واضحة للمفاوضات على أساس حدود العام 1967».
وفي السياق، ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أنّ الرئيس حسني مبارك تلقى اتصالا من الملك عبد الله استعرض خلاله ما أجراه من مشاورات مع نتنياهو حول بدء المفاوضات المباشرة.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أشارت إلى أنّ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تلقى دعوة من مبارك للقائه في القاهرة يوم الأحد المقبل. يذكر أنّ مبارك اجتمع الأسبوع الماضي مع نتنياهو، الذي طلب منه أن يحث عباس على القبول بالتوجه إلى المفاوضات المباشرة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد