ميتشل يواصل بحث إنقاذ المفاوضات
واصل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سلسلة لقاءات يجريها بالمنطقة بهدف تذليل العقبات أمام استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط تأييد عربي ودولي للموقف الفلسطيني الرافض لمواصلة المفاوضات في ظل تمسك إسرائيل بعدم تجميد الاستيطان.
وحسب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط فإن ميتشل قدم في القاهرة اليوم تقريرا للرئيس المصري حسني مبارك بالجهود التي بذلها في جولته الحالية، كما بحث معه الصعوبات التي تواجه المفاوضات المباشرة والجهد الأميركي والدولي للتوصل إلى وقف للاستيطان بالأراضي المحتلة.
وأكد الوزير المصري تفهم بلاده للموقف الفلسطيني الذي "يطالب بتهيئة المناخ المناسب والظروف الملائمة لكي تتم المفاوضات وتستمر، وأن الظروف الحالية ليست مواتية، وبالتالي طلبنا من الولايات المتحدة أن تستمر ببذل جهودها، وستمضي مصر بالتوازي لتحقيق هدف وقف الاستيطان".
وكان ميتشل الذي من المقرر أن يتوجه اليوم إلى عمان للقاء الملك الأردني عبدالله الثاني شدد أمس بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على أن "تحقيق السلام بالمنطقة وقيام دولة مستقلة قابلة للحياة يمكن التوصل إليهما بطريقة واقعية عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين".
بدوره شدد موسى على أن المفاوضات والمستوطنات لا يمكن أن يسيرا معا، وأشار إلى أن ملف المفاوضات ستناقشه لجنة المتابعة العربية، في اجتماعها المقرر في 8 أكتوبر/تشرين الأول في سرت بليبيا.
والتقى ميتشل في القاهرة أمس أبو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، بعد أن استعرض في الدوحة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني نتائج مباحثاته مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وفي سياق الموقف الدولي من الاستيطان دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله إسرائيل لوقف بناء المستوطنات بالأراضي المحتلة.
وشدد في تصريحات لصحفية بيلد آم زونتاغ على أن تجميد الأنشطة الاستيطانية سيساهم بشكل كبير بالتوصل إلى تحقيق هدف السلام، وأضاف "أناشد جميع الأطراف بالمنطقة عدم ارتكاب الخطأ التاريخي بوقف مباحثات السلام".
وأمام التعنت الإسرائيلي بشأن مواصلة الاستيطان، أكد الجانب الفلسطيني رفضه العودة للمفاوضات في ظل مواصلة إسرائيل الاستيطان بالضفة الغربية.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل شعث إن السلطة الفلسطينية لا تستطيع الذهاب لمفاوضات جديدة مع إسرائيل، شعارها الأرض مقابل السلام بهدف إنهاء الاحتلال بينما الأرض تسرق والاستيطان يتعمق.
وحمل شعث في تصريحات صحفية إسرائيل مسؤولية تدمير عملية السلام، وقال "لا مصداقية لعملية سلام ترعاها الولايات المتحدة، وهي لا تستطيع فرص التزام رئيسي على إسرائيل بالكف عن مزيد من الاحتلال".
في هذه الأثناء كشف مسؤول بالسلطة الفلسطينية أن الفلسطينيين سيواصلون اتصالاتهم مع الإدارة الأميركية سعيا لحل لأزمة الاستيطان يتيح استئناف المفاوضات المباشرة للسلام مع إسرائيل.
ووفقا للمسوؤل الذي طلب عدم الكشف عن هويته فإن السلطة لم تغلق باب المفاوضات بشكل نهائي، وتؤكد استعدادها لاستئنافها شرط استجابة إسرائيل لمطالب تمديد تجميد الاستيطان.
وحسب المصدر نفسه، ستجري اتصالات ثنائية بين الإدارة الأميركية والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدة، "أملا بإيجاد ضغط أميركي حقيقي وجدي على إسرائيل للتوصل لوقف للاستيطان والعودة للمفاوضات".
يذكر أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح قررتا أمس وقف المفاوضات المباشرة بسبب رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي انتهي الأحد الماضي.
وأكدت القيادة الفلسطينية في اجتماع برام الله لقيادتي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح برئاسة محمود عباس، أنه "لا مفاوضات مع إسرائيل في حال واصلت الاستيطان".
واتهم بيان للرئاسة الفلسطينية إسرائيل بالسعي لاستخدام المفاوضات "غطاء لمواصلة ذات النهج الاستيطاني وتغيير عالم الأرض الفلسطينية وتقرير مصيرها بقوة الاحتلال والعدوان".
في المقابل دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفلسطينيين إلى مواصلة مفاوضات السلام "بدون انقطاع", وقال في بيان إن "الطريق من أجل اتفاق تاريخي بين شعبينا يقضي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وخوضها بجدية".
وذكر نتنياهو بأن "الفلسطينيين فاوضوا إسرائيل على مدى 17 عاما في حين كان البناء مستمرا" في الضفة الغربية المحتلة، مبديا أمله بـ"ألا يديروا ظهورهم للسلام الآن".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد