"اللوبي" يستبق خطاب نتنياهو في الكونغرس بحملة "ماكياج"
أصيب أمس عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب الذين تظاهروا ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري في عدد من مناطق الضفة المحاذية للجدار، حيث هاجمتهم قوات الاحتلال بقنابل الغاز المدمع والعيارات المطاطية، وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح، أمس، في قصف مدفعي “إسرائيلي” استهدف محيط معبر المنطار (كارني) التجاري، شرق مدينة غزة، في وقت بدأ اللوبي “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة، حملة استباقية لتجميل صورة رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن الشهر المقبل ويلقي كلمة أمام الكونغرس، ويطلق فيها ما يسميها “خطة سلام” .
وبدأ اللوبي “الإسرائيلي” في واشنطن حملة استباقية تهدف إلى تحسين صورة “إسرائيل” ورئيس حكومتها قبيل وصوله الشهر المقبل لإعلان مبادرته للتسوية أمام مجلس الشيوخ والنواب (الكونغرس الأمريكي) . وشملت الحملة التقليل من إمكانية قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطرح تنشيط عملية التسوية “الإسرائيلية” الفلسطينية .
وفي تأكيد لما نشرته “الخليج” قبل أسبوعين، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها نشر أمس، أن رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري جون بوينر وجه الدعوة لنتنياهو لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس بعد قيام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون بإعلان نية أوباما إلقاء خطاب مهم خلال أسابيع، يشرح فيه ويعلن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا على خلفية الحركات الثورية الحادثة في المنطقة (العربية) المهمة للولايات المتحدة، وخلص تقرير “نيويورك تايمز” إلى أن الدعوة التي وجهت لنتنياهو تحرج أوباما وتلقي الضوء على التوتر الحاصل بينه وبين نتنياهو وعلى أساس قناعة البعض في واشنطن بأن من سيطرح رؤيته أو أفكاره أولاً سيكون المسيطر على خطة “السلام” المرتقبة .
وكان مسؤولون في إدارة أوباما كشفوا عن اتصالات مكثفة بين واشنطن و”تل أبيب” حول الأمر، وحيث أكدت واشنطن ل “إسرائيل” بأن إدارة أوباما مازالت تفكر ولم تصل لقرار بعد حول خطة جديدة “للسلام”، وأن البيت الأبيض مازال يعمل على دراسة مقترحات عدة، إلا أنهم لم يتوصلوا لقرار بعد حول مدى التفاصيل المقترح طرحها في خطاب أوباما، الذي يرتكز في هذا الشأن على أربع مرجعيات أساسية هي:
- الحل النهائي .
- أن تقبل “إسرائيل” بدولة فلسطينية على حدود ،67 فيما سيطلب من الفلسطينيين التخلي عن حق العودة للاجئين للفلسطينيين إلى أرضهم المحتلة عام 48 ، وتركوها أو أجبروا على تركها .
- القدس عاصمة للدولتين “الإسرائيلية” والفلسطينية .
- حماية أمن “إسرائيل” أساسي وأولوية مطلقة .
ويأتي ذلك، فيما يستعد نتنياهو لما وصف بخطاب “تاريخي” سيطرح فيه خطة سلام، ويدعو حسب مصادر “الخليج” إلى تفعيل سلام “إسرائيلي” عربي شامل وليس مع الفلسطينيين فقط . وهي النقطة التي مازالت تخضع للدراسة “إسرائيليا” بحكم ما يحدث في سوريا الآن، وبحكم التغييرات الحادثة في المنطقة، وأن نتنياهو سيركز على أمن “إسرائيل” وطلب المزيد من المساعدات لتعزيزه، مع نيته الإشارة إلى أن التغييرات الحادثة في المنطقة تؤثر في أمن “إسرائيل” وميزان القوى لا سيما علاقات “إسرائيل” بالجيران وبالتركيز على مصر .
واعترف مسؤولون أمريكيون بتصاعد الشد والجذب بين “إسرائيل” وواشنطن حيث وصل التوتر إلى قمته الأسبوع الماضي، وبدا واضحاً توجه اللوبي “الإسرائيلي” في أمريكا إلى وضع المزيد من الضغط على أوباما بانتقاده بشكل غير مباشر، وتسريب أخبار حول عدم موافقة واحد من مساعديه (وهو دنيس روس) على نية أوباما لإعلان استراتيجية في مقابل تعضيد آخرين مثل هيلاري كلينتون، وبدأ اللوبي حملات ضد اعتزام أمريكيين معروفين بمناهضتهم لسياسات ونفوذ “إسرائيل” بالولايات المتحدة مثل ستيفن والت وجون مرشماير بالتظاهر وعقد مؤتمر مواز لمؤتمر “ايباك” كبرى منظمات اللوبي “الإسرائيلي” السنوي والذي سيعقد في مركز المؤتمرات في واشنطن بين 21 24 من مايو/ أيار المقبل، وهو المؤتمر الذي أعلنت ما قرب من 155 منظمة حقوقية ومعنية بالحريات ومؤيدة للفلسطينيين بمشاركتها فيه، وأدت أولى المصادمات إلى إعلان هيلين توماس والتي كانت من المقرر أن تكون أحد المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر المناهض ل “إيباك” إلغاء كلمتها أمام المؤتمر بعد أن طلب منها منظمو المؤتمر ذلك لإجهاض خطة مضادة أعدتها “إيباك” للمتاجرة بموقف هلين ضد “إسرائيل” لإجهاض أجندة عمل المؤتمر المناهض ل “إيباك” .
حنان البدري
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد