طليعة البصاصين في دمشق غداً والنتائج تظهر خلال أسـبوع
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، أن طليعة فريق المراقبين العرب ستتوجه إلى سوريا غدا الخميس تمهيدا لوصول المراقبين، الذين سيكونون بقيادة ضابط سوداني، مكلفين الإشراف على تنفيذ الخطة العربية، موضحا انه «في غضون أسبوع من بداية العملية سنعرف ما إذا كانت سوريا تمتثل للاتفاق»، مشيرا إلى أن دول الخليج وافقت على إرسال 60 مراقبا من أصل 150، كما ان لبنان تلقى طلبا من الجامعة للمشاركة في المهمة.
في هذا الوقت، شنت القوات السورية حملة عسكرية واسعة على محافظة ادلب في شمالي غربي البلاد، في الوقـت الذي كشفت فيه السلطات السورية عن إجراء مناورة جوية وبحرية لاختبار «جاهزيتها في التصدي لأي اعتداء».
وتلقت وزارة الخارجية اللبنانية كتابا من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تطلب فيه من الدول الأعضاء المشاركة في بعثة المراقبين الذين سيتوجهون إلى سوريا تنفيذا للبروتوكول الموقع من قبل دمشق مع الجامعة، على ألا تكون مشاركة كل دولة اقل من 10 أفراد. وقال مصدر دبلوماسي لبناني لـ«السفير» ان لبنان يستمزج الآراء السياسية بغية اتخاذ قرار المشاركة في بعثة المراقبين، ومن المرجح في حال اتخذ مجلس الوزراء قرارا بهذا الخصوص اليوم أن تشمل المشاركة اللبنانية مراقبين عسكريين وقانونيين وأكاديميين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.
الجامعة العربية
وقال العربي، في مقابلة مع وكالة «رويترز» في القاهرة، ان مجموعة صغيرة تمثل طليعة فريق المراقبين يرأسها مسؤول كبير من الجامعة العربية ستتوجه إلى دمشق غدا للتحضير للمهمة، ومن المقرر وصول بقية أفراد فريق المراقبين الذي يتألف من 150 فردا بنهاية كانون الأول.
وأضاف «إنها مهمة جديدة تماما ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومثلما هو الحال مع كل اتفاقية في العالم فانها تتوقف على التنفيذ بحسن نية». وتابع بشأن البروتوكول الذي تبلغ مدته شهرا مع احتمال التمديد «في غضون أسبوع من بداية العملية سنعرف (ما إذا كانت سوريا تمتثل للاتفاق). لا نحتاج الى شهر».
واعلن العربي ان الدول الخليجية وافقت امس الاول على ارسال 60 مراقبا، ليصبح العدد الاجمالي نحو 150 حتى الآن. وأضاف ان «المراقبين يتوقعون ان تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في انحاء البلاد».
واكد العربي ان العقوبات العربية على سوريا ستبقى سارية المفعول الى ان يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية وأسبوعية سيتم اطلاع سوريا عليها، لكنها لن تفحصها، موضحا إن هذه الإجراءات «تبناها اجتماع للوزراء العرب وهو الجهة التي لها سلطة إنهاء العقوبات».
وأعلن العربي ان الجامعة رفضت طلبات سورية في وقت سابق بإدخال تعديلات كان من شأنها أن تغير جوهر المهمة، موضحا ان تعديلات حصلت عليها سوريا في وقت لاحق لا تمس الجوهر. مضيفا انه بمجرد أن ضمنت الجامعة العربية أن طبيعة المهمة لن تتأثر «فلن تغير كلمة هنا أو هناك شيئا». واشار الى ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد له، لدى توقيع البروتوكول امس الاول، أن سوريا سحبت الوحدات العسكرية من أغلب المناطق السكنية وستسحب الباقين قبل وصول المراقبين.
وفي الأسبوع الماضي حذرت قطر التي قادت جهود الضغط على سوريا لقبول الخطة دمشق من أن الدول العربية يمكن أن تطلب من مجلس الأمن الدولي التدخل وتبني الخطة. وقال العربي «هذه عملية عربية قررها مجلس وزراء الجامعة العربية. لكننا نبقي الأمم المتحدة على اطلاع»، مضيفا انه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كتابيا أن سوريا وقعت البروتوكول.
وقال مساعد الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي، في القاهرة، إن «مقدمة من المراقبين بقيادة (المصري) سمير سيف اليزل ستتوجه إلى دمشق الخميس».
وقالت الجامعة إن الفريق الأولي سيضم مراقبين أمنيين وقانونيين وإداريين وخبراء، كما يتوقع أن يليه فريق من الخبراء في حقوق الإنسان. وأعلنت، في بيان، «الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية». والدابي شخصية عسكرية ودبلوماسية سودانية وعمل منسقا بين الحكومة السودانية وقوات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي العاملة في دارفور.
ورحب مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في ختام اجتماعه الطارئ في القاهرة، «بتوقيع سوريا والجامعة على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى دمشق».
وأكد المجلس، في بيان، «الأهمية القصوى لالتزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل لبنود البروتوكول من أجل تحقيق الهدف المتمثل في توفير الحماية للمواطنين السوريين العزل وإنجاح خطة العمل العربية في إطار الحفاظ على امن سوريا ووحدتها وتجنيبها التدخلات الخارجية».
وقال سفير قطر لدى مصــر صالح عبد الله البوعينين، الذي رأس اجتماع المندوبين، ان «هناك حرصا عربيا على إنجاح المبادرة العـربية والحفاظ على وحدة واستقرار سوريا أرضا وشعبا، باعتبار سوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية».
مناورات سورية
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) انه «استنادا لخطة التدريب العملياتي للعام 2011 نفذت القوى الجوية والدفاع الجوي بيانا عمليا بالذخيرة الحية، شاركت فيه تشكيلات من سلاح الطيران المقاتل والمقاتل القاذف ومروحيات الدعم الناري وتشكيلات الدفاع الجوي بمختلف أنواعها، بهدف اختبار القدرة القتالية لسلاح الطيران ووسائط الدفاع الجوي وجاهزيتها في التصدي لأي اعتداء يستهدف ارض الوطن وحرمة أجوائه».
وأضافت «أظهرت التشكيلات المشاركة في البيان مستوى عاليا من التنسيق والتعاون في ظروف شبيهة بظروف المعركة الحقيقية، حيث اظهر رجال دفاعنا الجوي خبرة متميزة وقدرة نوعية على استثمار السلاح الحديث والمتطور في كشف الأهداف المعادية وملاحقتها والتعامل معها برمايات صاروخية حقيقية وتدميرها. وتضمن البيان عملية إنزال جوي ناجحة لعناصر القوات الخاصة أظهرت المستوى النوعي في التدريب والقدرة على تنفيذ المهام في مختلف الظروف».
وأضافت «أثنى وزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة على أداء رجال سلاحنا الجوي ودفاعاتنا الجوية، مؤكدا جاهزية قواتنا المسلحة الدائمة للدفاع عن حدود الوطن والذود عن حياضه برا وبحرا وجوا».
وأشارت الوكالة إلى أن القوات البحرية نفدت، بحضور رئيس هيئة الأركان العماد فهد جاسم الفريج، «مشروعا عملياتيا تكتيكيا بالذخيرة الحية شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية في ظروف مشابهة لظروف الأعمال القتالية الحقيقية، وتمكنت من إصابة الأهداف البحرية المعادية المفترضة بدقة تعكس المستوى العالي للتدريب القتالي والكفاءة التي يتمتع بها رجال بحريتنا في استخدام السلاح البحري الحديث والمتطور وقدرة قواتنا البحرية على ردع أي عدوان وفي مختلف الظروف».
من ناحية أخرى، ذكرت «سانا»، ان الرئيس بشار الاسد اصدر قانونا يقضي باعدام الذين يدانون بتوزيع الاسلحة «بقصد ارتكاب اعمال ارهابية». واوضحت ان القانون يقضي «بأن يعاقب بالاعدام من وزع كميات من الاسلحة او ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب اعمال ارهابية»، على ان «يعاقب الشريك والمتدخل» بالاعدام ايضا.
ورحّب وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والصين يانغ جيتشي بالاتفاق بين السلطات السورية وجامعة الدول العربية على نشر مراقبين في سوريا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان لافروف وجيتشي رحبا، في اتصال هاتفي بينهما، «بالاتفاق بين السلطات السورية والجامعة العربية حول إرسال مراقبين إلى سوريا، وأكدا وحدة الموقف تأييداً لتسوية الوضع في هذا البلد على أساس مبادرة الجامعة العربية من دون تدخل خارجي».
وأعربت واشنطن عن شكوكها في صدق سوريا في وعدها بالسماح بدخول المراقبين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «أعطى النظام السوري وعودا عديدة ثم خلفها... لذلك لسنا مهتمين حقا بالتوقيع على قصاصة ورق بقدر ما نريد خطوات لتنفيذ الالتزامات التي قطعوها».
المصدر: السفير+ وكالات
التعليقات
من اجل فهم ما يجري يجب توسيع
إضافة تعليق جديد