تمشيط الأحياء القديمة في حماة مستمر وفي حمص قذائف وشهداء وجثث مجهولة
استشهد أمس سبعة عناصر من الجيش بينهم ضابط عندما استهدفت مجموعة مسلحة حافلة مبيت تقل عناصر من إدارة الإشارة بريف دمشق في حين سقطت عشرات قذائف الهاون على أحياء في مدينة حمص التي استهدف فيها مسلحون حواجز حفظ النظام في أحياء أخرى ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين العسكريين، في وقت واصلت الجهات المختصة عمليات تمشيطها لأحياء حماة القديمة من المسلحين.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا»: إن مجموعة مسلحة استهدفت صباح أمس حافلة مبيت تقل عناصر من إدارة الإشارة بريف دمشق ما أدى إلى استشهاد سبعة بينهم ضابط برتبة ملازم أول.
وأوضحت الوكالة أن المجموعة استهدفت الحافلة بين عدرا ودوما مقابل شركة قصار، ما أدى إلى استشهاد الملازم أول ياسر محمد كاسو والمساعد أول حمزة سليمان ديب والرقيب أول علي محمود إبراهيم والرقيب رامي سليم جويهرة والعريف علي حاتم القاضي والمجند محمد صخر بهاء الدين التكريتي والمجند أحمد محمد المصطفى حيث نقلت جثامين الشهداء إلى مشفى تشرين العسكري.
وفي حمص ذكر شهود عيان أن عشرات قذائف الهاون سقطت على أحياء النزهة - عكرمة الجديدة - مساكن العمران- طريق الشام- وادي الذهب، موضحين أنها أطلقت من قبل مسلحين في أحياء باب السباع- المريجة- باب عمرو- النازحين. وأسفرت هذه القذائف عن أضرار مادية جسيمة في المنازل السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات العامة والخاصة التي كانت واقفة أمام منازل أصحابها بينها سيارة المحامي العام بحمص يوسف يونس.
وفي سياق متصل قال مصدر مطلع: إن «مسلحين استهدفوا حواجز حفظ النظام في أحياء ومناطق المحافظة «العباسية- باب السباع- دوار الفاخورة- عشيرة- النازحين- باب الدريب- الرستن- تلبيسة- الحولة» مستخدمين الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والـ«آر.بي.جي» مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين العسكريين.
كما حاول مسلحون قطع الطريق الدولي بين محافظتي حلب- حمص وعند محاولة الجهات المختصة فتح الطريق فتح مسلحون النار بشكل كثيف عليهم من جانبي الطريق ما أسفر عن استشهاد أربعة وإصابة ستة عناصر آخرين وتم بعدها فتح الطريق، في حين أطلق مسلحون في حي الخالدية النار على ميكروباص يعمل على خط الكورنيش الشرقي ما أسفر عن استشهاد سائقه منير محمود وإصابة مدنيين آخرين.
وأسفر إطلاق قذائف هاون على قسم شرطة المحطة من قبل مسلحين بحي جورة العرايس المتاخم للقسم عن إصابة أربعة عناصر من القسم أسعفوا جميعاً إلى المشفى العسكري بحمص.
ومن جهة أخرى أكد مصدر مطلع، أن الأجهزة المختصة بحمص ضبطت سيارة شاحنة صغيرة في شارع الستين بداخلها أربعة مسلحين ومجموعة من الأسلحة والذخائر، في حين داهم مسلحون المستشفى العمالي بحي الدبلان وقاموا بسرقة بعض الأجهزة والمعدات وتحطيم بعضها الآخر.
وبحسب مصدر في المشفى العسكري بحمص وصلت إلى المشفى جثامين ثلاثة شهداء من العسكريين و14 عنصراً أصيبوا بطلقات نارية من قبل مسلحين بأحياء ومناطق «الرستن- المحطة- القصير- باب عمرو- تلدو- كرم الزيتون» بعضهم بحالة حرجة أما الشهداء هم: المجند مصطفى محمد العساف والمجند علاء محمد ناصر مصطفى اللذان استشهدا في منطقة الرستن والشهيد العريف المجند عماد يوسف الحمدان الذي استشهد في منطقة الحولة. وكشف مصدر في الطبابة الشرعية بحمص: وصل إلى براد المشفى الوطني بحمص تسع جثث بينها جثة مسنة بالعمر وابنها تدعى ندى ضياء الدين المصري 66 عام وابنها عبد اللـه صفوان الطرشة بسبب إطلاق نار عليهما بحي الدبلان، وجثة عبد اللـه العياش الذي عثر على جثته في مساكن التأمينات بحي البياضة مصاباً بطلق ناري ووعليه آثار تعذيب بالإضافة إلى جثة الضابط المتقاعد عبود عبدو السعود، فضلاً عن خمس جثث أخرى من ضمنها اثنتان مجهولتا الهوية عليهما آثار تعذيب.
وانقسم أعضاء لجنة المراقبين العرب بحمص إلى ثلاث مجموعات الأولى بقيت في مقر الإقامة بالفندق والثانية زارت محطة جندر «الشركة السورية الإيرانية لتوليد الكهرباء» في المدينة الصناعية بحسياء والتقت بعض العمال والمدير، وأما المجموعة الثالثة فقامت بجولة في المستشفى الوطني بحمص وعاينت الجرحى والمصابين الذين وصلوا إلى المشفى إثر استهدافهم من قبل المجموعات المسلحة في بعض أحياء المدينة ووثقت ذلك بالصور والوثائق».
أما في حماة فقد أكد مصدر أن حملة التمشيط مستمرة حتى تحقيق هدفها في تنظيف أحياء المدينة من المسلحين، وإنهاء سطوتهم عليها وعلى المدينة بشكل عام التي شُلَّتْ الحياة فيها خلال الأيام.
وظلت المدينة مغلقة لليوم الخامس على التوالي ولم تلحظ فيها أي حركة، كما استمر إغلاق المدارس والجامعات والدوائر الرسمية والأسواق التجارية والمخابز العامة والخاصة الأمر شكل ضغطاً كبيراً على مخبز مدينة سلمية الآلي.
والجهات المختصة عثرت أثناء حملتها في حي الحميدية بمنطقة الحاضر المعروف بسخونته على مشفى ميداني في «مخبز الحميدية الخاص» وبداخله أسطوانتا أوكسجين، وصناديق من السيرومات والسيرنكات، وعلى ثقوب في جدران المخبز كان يمد المسلحون منها بنادقهم لقنص عناصر حفظ النظام والقوى الأمنية. كما ضبطت في بيوت بالحي ذاته، كميات كبيرة من الأسلحة ومناظير وأدوات طبية وسماد مطبوخ وأسيد، ومواد كيماوية معدة لتصنيع المتفجرات، بالإضافة سيارات مدنية وحكومية سرقها المسلحون من أصحابها وسائقيها.
وفي حي الفراية اكتشفت الجهات المختصة، منزلاً قديماً وبداخله عبوات ناسفة وبنادق روسية وواق من الرصاص يخص عنصراً من حفظ النظام خطفه المسلحون ثم قتلوه.
أما في حي باب قبلي، فقد تم العثور على قنابل مولوتوف وبدلات عسكرية، وقطع أثرية!!.
حمص - نبال إبراهيم، حماة - محمد أحمد خبازي،
إضافة تعليق جديد