سوريا: لافروف إلى القاهرة والجيش يسيطر على مركز عين البيضاعلى الحدود التركية
وسّعت القوات السورية حملتها الأمنية ضد المسلحين، وشنّت هجمات على الرستن، التي أعلن «الجيش السوري الحر» انسحابه منها، والقصير ودرعا، بعد أيام من سقوط حي بابا عمرو في حمص، حيث قامت عناصر من الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري بتوزيع مساعدات على الفارين من الحي.
وأعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في أعمال المجلس الوزاري العربي التي ستنطلق في الجامعة العربية يوم السيت المقبل في 10 اذار الحالي، وأعرب عن أمله بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي هذا الاسبوع بوقف العنف في سوريا وادخال المساعدات الانسانية.
ولا يزال حي بابا عمرو في حمص ينتظر دخول المساعدات الانسانية التابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر، التي أشارت مصادر أمنية مؤخرا الى أن القوات السورية تمنع الدخول اليه بسبب «مخاوف أمنية» على حياة أفراد اللجنة ووجود ألغام و«شراك خداعية».
ويتوقع كثيرون من المعارضين أن تكثّف قوات الجيش السوري هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير الحدودية مع لبنان التي يسيطر المسلحون على جزء كبير منها. وأعلن قائد «الجيش السوري الحر» رياض الأسعد أن «قواته قامت بانسحاب تكتيكي من الرستن بهدف حماية المواطنين من بطش النظام». وقال «إن قواتنا ستلقّن النظام السوري ضربات قاسية في حرب عصابات»، مشيراً الى أن «النظام لا يسيطر على كل حمص». وأضاف «نحن نقوم بانسحابات تكتيكية لحماية المدنيين من بطش النظام».وذكر الأسعد أنه سيلتقي مع «المجلس الوطني السوري لتنسيق الرؤى».
ويأتي ذلك بالتزامن مع بدء اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوزيع المساعدات الانسانية على قرية نزح اليها بعض سكان حي بابا عمرو. وقال المتحدث باسم اللجنة صالح دباكة إن «اللجنة بدات توزيع المساعدات في قرية ابل الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من حي بابا عمرو والتي نزح اليها عدد كبير من سكان هذا الحي». وتضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية وادوات النظافة والاغطية.
وتوقع أن «تمتد عمليات توزيع المساعدات الى حي الانشاءات» المجاور لبابا عمرو» مشيرا الى أن «المناقشات لا تزال جارية لدخول بابا عمرو».
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) «باشرت الأجهزة المعنية والجهات الخدمية في محافظة حمص بإزالة مخلّفات وآثار الخراب والدمار التي ألحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة بالممتلكات الخاصة والعامة في حي الإنشاءات وتأمين احتياجات المواطنين كافة بعد إعادة الأمن والهدوء إليها من قبل الجهات المختصة».
واقتحم الجيش السوري قرية عين البيضا بالقرب من الحدود التركية. ونقلت وكالة «الاناضول» التركية عن شهود ان نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا)، أمس الاول، أن «إرهابيا انتحاريا فجّر سيارة يقودها في منطقة درعا البلد، ما ادى الى استشهاد اثنين من المواطنين واصابة 20 من المدنيين وقوات حفظ النظام». واضافت إن الانفجار اسفر ايضا عن «اضرار مادية لحقت بالمباني المحيطة بدوار المصري والمحال التجارية».
وكانت الطائرة التي تنقل جثماني الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا في 22 شباط في حي بابا عمرو في حمص، حطت امس، في مطار شارل ديغول في باريس. وكان الهلال الاحمر السوري سلم الجثتين الى دبلوماسيين فرنسيين وبولنديين في دمشق امس الاول.
وقال الفيصل، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، إن «الجهود الدولية فشلت للاسف الشديد، ولم نلمس نتائج منشودة لوقف نزيف الدم والمجازر في سوريا».
وحول تسليح المعارضة، قال الفيصل «لم اقل شيئا لا يريده السوريون، فهم لا يريدون النظام الذي يصر على البقاء عبئا على الشعب. ان رغبة السوريين في التسلح دفاعا عن انفسهم حق لهم. لقد استخدمت اسلحة في دك المنازل تستخدم في حرب مع الاعداء».
وحول الموقف الروسي من الازمة السورية، قال الفيصل «اصابتنا خيبة امل جراء الموقف الروسي، وعندما طرحوا الحوار مع مجلس التعاون قلنا لهم ان المشكلة عربية وليست خليجية. الخلاف بين روسيا والخليج واسع، ولا توجد قواسم مشتركة»، الا انه استدرك انه «بالامكان الحوار مع روسيا حول امور اخرى».
وتابع الفيصل «اذا كان هناك من اصدقاء لسوريا فيجب ان ينصحوهم بوقف البطش والقتل. نتمنى على روسيا وغيرها ان ينصحوهم. نريد الحرية للشعب السوري وهذه مبادئ تنسجم مع مبادئ» موسكو.
ورفض الفيصل تشبيه ما يجرى في سوريا بما يجري في القطيف شرق السعودية. وقال «هل سمعت أن مذابح حصلت في القطيف، كيف يمكن أن تقارن بين هذا وذاك؟»، مضيفا إن في القطيف «مشاغبين، وهم قلّة لا يمثلون إلا أنفسهم، تعاونوا مع إيران ويقومون بالشغب».
وكان المجلس الوزاري الخليجي رحّب، في بيانه الختامي، «بالبيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بتاريخ 12 شباط في القاهرة، وما صدر عنه من قرارات تدعو إلى إجراءات فاعلة لوقف المجازر التي تفاقمت في سوريا. وفي هذا الصدد أعرب المجلس الوزاري عن خيبة أمله في إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار لدعم المبادرة العربية، مناشدا المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل كافة الجهود، وبكل الوسائل الممكنة، وعلى كافة الأصعدة، لإيجاد حل للأزمة السورية».
ورحّب المجلس الوزاري «بانعقاد المؤتمر الدولي الأول لأصدقاء الشعب السوري في تونس. وفي هذا الإطار ناشد المجلس الوزاري المجتمع الدولي والمنظمات المدنية العالمية باتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة لدعم إرادة ومطالب الشعب السوري الشقيق في التغيير، والإسراع في رفع معاناته، وحقن دمائه، ومراعاة الوضع الإنساني المتدهور». وجدد المجلس الوزاري «تأكيده على التزامه الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها».
وذكرت وكالة الانباء السعودية (واس) أن امير قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني سيزور الرياض اليوم للاجتماع مع الملك السعودي عبد الله. وقالت مصادر سياسية إنه سيتم بحث التطورات في سوريا.
وأعرب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «عن أمله في صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ووقف العنف في سوريا، وفتح المجال للمعونات الإنسانية خلال أسبوع»، لافتا إلى أن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في أعمال المجلس الوزاري العربي التي ستنطلق في الجامعة العربية في 10 اذار الحالي».
وقال العربي، في مؤتمر «الاستجابة الفورية للحاجات الإنسانية للمتضررين من أبناء الشعب السوري» في مقر الجامعة في القاهرة، إن «هناك مؤشرات إيجابية لتغيير في الموقفين الصيني والروسي تجاه الملف السوري»، مشيرا إلى أن «هناك اتصالات تجريها الجامعة العربية مع الجانبين». وأكد «أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة وإغاثة الشعب السوري الذي بات في حاجة لمساعدات عاجلة في ظل الوضع المتأزم الراهن».
وأوضح أن «هناك اوراق ضغط استخدمت، كما أن هناك أفكارا طرحتها الجامعة العربية، والآن هناك اهتمام بصدور قرار من مجلس الأمن بوقف العنف، وفتح المجال للمعونات الإنسانية خلال أسبوع».
ودعت بكين الحكومة السورية وسائر «الاطراف المعنيين» الى وقف اعمال العنف، مؤكدة رفضها اي تدخل في الشؤون السورية الداخلية «بذريعة قضايا انسانية».
ودعا مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الصينية، في بيان، الى «حوار بين السلطات السورية والجهات التي تعبر عن تطلعات سياسية». وحض «الحكومة السورية والاطراف المعنيين على وقف كل اعمال العنف فورا، وفي شكل كامل وغير مشروط، وخصوصا العنف بحق المدنيين الابرياء».
وشدد المسؤول على رفض الصين اي تدخل أجنبي في سوريا. وقال إن «الصين ترفض اي تدخل عسكري وأي ضغط لتغيير النظام في سوريا». واضاف «نرفض ان يتدخل اي طرف في الشؤون الداخلية لسوريا بذريعة قضايا انسانية».
واعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، امس الاول، ان سوريا ترتكب «جريمة» بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد.واعلن ان تركيا تجري استعدادات لتنظيم اللقاء الثاني لمجموعة «اصدقاء سوريا» خلال اذار الحالي.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد