أنان ينقل إلى الأسد اليوم مبادرة ثلاثية للحل ولافروف يبلغ الوزراء العرب ثوابت موسكو
تنتظر الأزمة السورية اليوم اختبارين مهمين: اللقاء الذي يجمع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مع الرئيس بشار الأسد صباحا في دمشق، واجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات ثلاثية جرت بين الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأنان.
ويحمل أنان معه الى دمشق ما يعتقد أنه الخطوط العريضة للتسوية التي حاول ان يحشد لها تأييدا عربيا ودوليا من خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها في العاصمة المصرية خلال اليومين الماضيين، سواء مع العربي او وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وصولا الى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، بالاضافة الى رئيس الحكومة القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.
وإلى القاهرة أيضا التي بدا كأنها تحولت الى محور النشاط الدبلوماسي المتعلق بالأزمة السورية، وصل لافروف للقاء الوزراء العرب، حاملا ما تؤكد موسكو أنه ثوابتها حول الملف السوري: رفض التدخل الخارجي، ومعارضة اي تدخل عسكري «مهما كانت الذرائع»، وتحميل طرفي الأزمة مسؤولية وقف العنف بشكل متساو. وأجرى لافروف في العاصمة المصرية محادثات مع انان قبل توجه المبعوث الدولي العربي الى العاصمة السورية.
وقال بان كي مون، في نيويورك، إن أنان سيلتقي الأسد اليوم، مضيفا انه يخطط أيضا للقاء المعارضة السورية قبل مغادرة دمشق غدا الأحد.
وأوضح بان كي مون انه اجرى امس اتصالا هاتفيا مثلث الاطراف شارك فيه اضافة اليه كل من انان والعربي، تم التطرق خلاله الى تفاصيل مهمة انان. وقال ان الثلاثة حددوا «ثلاث اولويات» مشتركة هي «ان اي عنف يجب ان يتوقف اكان من جانب القوات الحكومية او من جانب قوات المعارضة»، مضيفا «طلبت من انان ان يعمل للحصول على وقف فوري لاطلاق النار». والاولوية الثانية «يجب ان تكون للتوصل الى حل سياسي شامل». وأعلن انه طلب من انان «التشديد لدى الرئيس الأسد لضمان وصول المساعدات الانسانية».
وقال صباح، في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد اللقاء مع انان، انه «اكد لأنان أهمية تطبيق خطة العمل العربية، وأهمية العملية السياسية في سوريا والبند الأول فيها وقف العنف الفوري»، مشددا على ان «هذا ما يحتاج اليه الوضع في سوريا». وأضاف ان «انان متفهم لخطة العمل العربية وللعملية السياسية، ومتفهم للنقطة الأولى منها وهي وقف العنف الفوري وتقديم المساعدات للشعب السوري، وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار لسوريا والشعب السوري».
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) ان انان التقى الشيخ حمد و«تم خلال اللقاء استعراض آخر تطورات الأوضاع في سوريا».
وبحث الفيصل مع أنان «تطورات الأوضاع في سوريا وسبل وقف الصدامات وإنهاء العنف وإفساح المجال لإطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى الحل السلمي للأزمة السورية بما يلبي تطلعات الشعب السوري».
وأعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مقابلة مع «اسوشييتد برس»، رفضه دعوة أنان للحوار بين السلطة والمعارضة، معتبرا ان «لا جدوى من هذا الحوار طالما تواصلت المجازر». واعتبر ان «انان خيب آمال الشعب السوري». وتابع «لن ينجح أي حل سياسي إذا لم يوازه ضغط عسكري على النظام».
وأكدت مسؤولة العمليات الانسانية للامم المتحدة فاليري آموس، بعد اجتماع مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في انقرة، انها توصلت الى اتفاق مع السلطات السورية على تشكيل «بعثة تقييم انسانية اولية في مناطق النزاع»، موضحة ان هذه البعثة ستضم وكالات اممية وممثلين عن السلطات السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصري عمرو رشدي ان وزير الخارجية محمد عمرو ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون «اتفقا، في اتصال هاتفي، على أهمية تنفيذ خطة الجامعة العربية المعتمدة فى22 كانون الثاني الماضي» والتي تدعو الى تنحي الأسد. وأضاف «أكد عمرو لكلينتون ضرورة استبعاد الحل العسكري وتفادى تدويل الأزمة وإبقائها فى إطار الحل العربي، وأهمية توحيد المعارضة السورية لصفوفها فى الداخل والخارج، حتى تتمكن من الدخول كطرف فاعل فى جهود حل الأزمة، وتساهم فى تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري».
واستبقت موسكو الاجتماع العربي مع لافروف في القاهرة بالتشديد على موقفها من الازمة السورية. وأكد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، في رسالة الى ملك المغرب محمد السادس سلمها مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، موقف روسيا المبدئي المتمثل بعدم قبول التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وقال «ان ذلك أمر مبدئي، وهو في أساس مواقفنا من تسوية الوضع في سوريا وحولها. اننا نعارض التدخل الخارجي، ناهيك عن التدخل العسكري في الشؤون الداخلية لسوريا، مهما كانت الذرائع لذلك».
وأضاف ميدفيديف «اننا لا نزال ندعو الى وقف العنف في هذا البلد من قبل كل اطراف النزاع. وننطلق من ان الخروج السلمي من الازمة الحالية هو الحل الذي لا بديل له. ونشدد على ضرورة بدء الحوار الوطني الواسع من دون شروط مسبقة».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لأنه «غير متوازن كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف».
وأوضح ان موسكو تلقت تقارير مفادها ان مجلس الامن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الإثنين. ودعا الدول الكبرى الى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار الى التصويت، علما انه سبق لروسيا ان استخدمت مع الصين حقهما في النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور مشروعي قرارين يدينان دمشق. وقال «ليس مقبولا ان يتم ربط إقرار اي نص بمهلة محددة. ان عامل الوقت ليس العامل الاهم». وأضاف «اهم شيء هو التوصل الى نص واقعي خال من الغموض ويرمي الى إيجاد تسوية دائمة».
وبحسب نسخة من مشروع القرار المطروح فإن النص يقول ان مجلس الامن الدولي «يطالب» الحكومة السورية بأن توقف «فورا» كل اعمال العنف و«يدعو» مجموعات المعارضة الى «الامتناع عن كل اشكال العنف» ما ان تتحقق هذه الشروط.
وأعلنت واشنطن انها «ليست متفائلة كثيرا» بإمكانية اتفاق اعضاء مجلس الامن على مشروع قرار جديد حول تقديم مساعدة انسانية الى سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «صراحة لسنا متفائلين كثيرا إزاء امكانية التوصل الى نص يرضي الجميع في المستقبل القريب».
وقالت كلينتون انها ستحث لافروف الاثنين على هامش جلسة لمجلس الامن حول «الربيع العربي» على اظهار المرونة حيال «المساعدة في إنهاء العنف والعمل للتوصل الى حل سياسي انتقالي في سوريا». ورحبت كلينتون «بتزايد الانشقاقات في الجيش السوري». وقالت «نحث الجيش السوري على عدم توجيه سلاحه الى شعبه».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن باريس لا تستطيع أن تقبل قرارا لمجلس الأمن بشأن سوريا يوجه اللوم عن أعمال العنف بشكل متساو للحكومة ومعارضيها.
وأعلنت بكين إرسال مبعوث جديد الى السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين ان الدبلوماسي الرفيع المستوى تشانغ مينغ سيقوم بجولة تستغرق سبعة ايام يستهلها في السعودية ثم مصر، على ان يزور باريس من 14 الى 16 آذار الحالي.
وأضاف ويمين أن تشانغ «سيتبادل وجهات النظر بشأن القضية السورية مع المسؤولين بجامعة الدول العربية والدول الأخرى لحثهم على التوصل الى حل عادل وملائم». وتابع قائلا إن المحادثات ستركز على البيان الذي أصدرته الصين مطلع الأسبوع الحالي والذي حذر القوى الأخرى من استغلال المساعدات الانسانية لسوريا «للتــدخل» في البــلاد بيــنما حث على الوحدة داخل مجلــس الأمن الدولي. وقال «نأمل أن يستــغل انان حكمته وخــبرته لحث جميع الاطراف في سوريا على وقف العنف وبدء محادثات السلام».
وأكد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني ونظيره الفرنسي آلان جوبيه، في الرباط، رفضهما لأي تدخل عسكري في سوريا. وكرر العثماني موقف الرباط «الداعي الى الحوار والحل السياسي وفق مبادرة السلام العربية»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية تفضل دوما الحل السياسي».
وفي كوبنهاغن، حذر وزراء الخارجية الاوروبيون من تداعيات اي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين ان تدخلا من هذا النوع يمكن ان يشعل «حريقا واسع النطاق».
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه إن «اي نقاش حول تدخل عسكري محتمل في سوريا لن يكون بناء». وأضاف «لا بد من تجنب حريق واسع النطاق تكون له تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الناس والعالم».
وأعلن عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ان «على المجتمع الدولي فرض المزيد من العقوبات للضغط على النظام السوري مع ارسال مساعدات انسانية الى المدنيين».
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت رئيس بلدية اللطامنة في ريف حماه». وأضافت «اصيب طفلان بانفجار عبوة في حي ابي الفداء كما انفجرت ثلاث عبوات زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة بجانب جامع السرجاوي واقتصرت الاضرار على الماديات».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد