وساطة أميركية يائسة: قسد تستأنف الحوار مع دمشق
أيهم مرعي:
أيهم مرعي:
بعد بضعة أشهر من اختفائه من الساحة السورية، ظَهر أخيراً قائد جماعة «أجناد القوقاز»، «عبد الحكيم الشيشاني» أو رستيم آزيف، في أوكرانيا، حيث انضمّ وجماعته إلى «الفيلق الدولي» الذي أسّسته كييف لاجتذاب المقاتلين الأجانب إلى صفّها. وإذ تتطلّع الاستخبارات الأوكرانية، من وراء نشر فيديو ترحيبي بـ«الشيشاني» إلى استقطاب نظرائه المتمترسين في سوريا، فإن خروج المزيد من هؤلاء إلى «ساحة المعركة الجديدة» يبدو محتوماً (سرتْ أنباء بالفعل عن مغادرة مُقاتلين من «جماعة الألبان» أيضاً إدلب).
وسط أنباء عن قيام وفد استخباراتي من الإدارة التركية بزيارة إلى دمشق وبحث ملف عودة اللاجئين، وإمكانية إعادة قسم منهم إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، أعربت أنقرة عن أملها أن تسهم المحادثات بين تركيا وسورية بإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، موضحة أن موعد اللقاء بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان لم يُحدد بعد.
وتحدثت مواقع إلكترونية داعمة لـ«المعارضات» والتنظيمات الإرهابية عن أن وفداً من المخابرات التركية زار دمشق الأحد الماضي.
كمال خلف:
زياد غصن:
يذهب معظم توقعات السياسيين اليوم إلى إمكانية حدوث تطور لافت على صعيد العلاقات السورية السعودية، بالاستناد إلى 3 مؤشرات أساسية هي:
– الأول يتمثل بالرسالة الخطية التي بعثها وزير الخارجية الإماراتي لنظيره السعودي بعيد عودته من دمشق، إذ يعتقد كثيرون أن القيادة السعودية ليست بعيدة عن مضمون الاتصالات الإماراتية بالقيادة السورية، وربما تكون حاضرة فيها أيضاً، وخصوصاً في ضوء الموقف التركي المستجد حيال العلاقة مع سوريا.
أعلن مجلس الأمن الدولي، الاثنين، تبنيه بالإجماع قرارا يمدد عمل آلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر، حتى 10 يوليو.
ويمدد القرار الذي تم تبنيه اليوم الاثنين، القرار الخاص بآلية المساعدة عبر الحدود الذي تم الإعلان عنه في 12 يوليو 2022، وتحافظ على تشغيل الحاجز الوحيد للمساعدات الإنسانية عبر المنفذ الحدودي “باب الهوى” على الحدود السورية التركية.
ووفقا للقرار، يجب على الأمين العام للأمم المتحدة، تقديم تقرير خاص عن الاحتياجات الإنسانية في سوريا في موعد أقصاه 10 يونيو.
في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى إعادة العلاقات مع دمشق، دعا مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، أثناء حديثه عن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، إلى عودة حلب إلى سيطرة تركيا.
وقالت وسائل إعلام تركية إن أقطاي، وهو مستشار رئيس “حزب العدالة والتنمية” أطلق دعوة مثيرة للاهتمام بالتزامن مع الجهود التي يبذلها الحزب الحاكم إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد سنوات عديدة من القطيعة.
وفي حديثه في برنامج بثته قناة “أولكي تي في”، قال أقطاي إن “تركيا تدخلت آنذاك في حلب لمنع وقوع مجازر كبيرة. ولو لم تتدخل تركيا لكانت هناك مذابح كارثية للغاية”.
علاء حلبي:
في وقت تتسارع فيه الخطوات السورية – التركية في اتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد قطيعة تجاوزت العقد من الزمن، تَبرز في مقابل ذلك معوّقات عديدة، سواءً على صعيد إمكانية تنفيذ التفاهمات الأمنية والميدانية، أو على الصعيد السياسي في ظلّ محاولة واشنطن المستمرة تثبيت الخريطة الراهنة التي توفّر لها وجوداً مريحاً في المناطق النفطية السورية. ولئن استطاعت أنقرة إلى الآن «تكييف» الفصائل المعارضة التابعة لها مع المسار الجديد، فإن التحدّي الأبرز أمامها يتمثّل في «هيئة تحرير الشام» التي بدأت مفاوضات معها من أجل فتح طريق «M4»، توازياً مع اتّخاذها خطوات ميدانية للغرض نفسه
أشاد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، بالدور الإيراني المهم في دعم صمود الشعب السوري وفي مساعدة سورية من خلال دورها الفاعل على مختلف المستويات، وخاصة في اجتماعات صيغة أستانا، التي حققت إنجازات على أرض الواقع.
وخلال اتصال تلقاه أمس من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بحث الوزيران العلاقات الثنائية الإستراتيجية بين البلدين والتنسيق العالي القائم بينهما على مختلف المستويات لما فيه مصلحة الشعبين في سورية وإيران.
يبدو أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الأخيرة إلى دمشق لم تحمل دفعاً لمسار التقارب التركي- السوري فقط، وسط تأكيد معلومات متقاطعة عن توافق البلدين على العرض الإماراتي لاستضافة اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في أبو ظبي، فإنها حملت معها أيضاً رسائل متبادلة بين دمشق والرياض عبر الضيف الإماراتي.
صحيفة “الخليج” الإماراتية أفادت في افتتاحيتها بالأمس بأن “زيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان واجتماعه بالرئيس الأسد، تأتي في سياق موقف إماراتي ثابت يعمل من أجل عودة سوريا إلى حاضنتها العربية، والسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.