الأمم المتحدة تعلن 22 كانون الثاني موعد جنيف2 ولافروف يحمل المعارضة مسؤولية تأخر عقد المؤتمر
أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 سيعقد في 22 كانون الثاني المقبل.
وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إن "الأمين العام ينتظر من المندوبين السوريين أن يحضروا إلى جنيف مع نية جدية بوقف الحرب".
ونقل نيسيركي عن كي مون قوله لدى إعلانه موعد المؤتمر إنه "مهمة تبعث على الأمل" لافتا إلى أن "النزاع مستمر منذ فترة طويلة وسيكون أمرا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما".
وأشار كي مون إلى أن "العنف في سورية تسبب بوقوع عشرات آلاف الضحايا وتشريد الملايين من منازلهم ..وأثار الاضطراب في المنطقة".
ونقل نيسيركي عن كي مون "شكره العميق" لحكومتي روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول والمبعوث الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي على "العمل النشط الذي أوصلنا إلى هذه اللحظة".
وأعلنت سورية مرارا استعدادها للمشاركة في المؤتمر دون شروط مسبقة إلا أن المحاولات المتكررة لعقد المؤتمر المشار إليه اصطدمت بموقف "المعارضة الخارجية" المنضوية داخل "ائتلاف الدوحة" التي تجاوزت الإجماع الدولي وأرادت وضع شروط مسبقة لأنها لم تستطع الخروج من عباءة مموليها ومسلحيها في الغرب والمنطقة وبقيت مرتهنة للقرار السعودي القطري إقليميا والفرنسي الأمريكي خارجيا ولم تتخذ قرارها بالمشاركة إلا بعد أن رأت رعاتها يتسابقون لإعلان موافقتهم على عقد المؤتمر بعد أن يئسوا من تحقيق اختراقات على الأرض كانوا يراهنون على حصولها على مدى أكثر من عامين ونصف العام.
وفي السياق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من روما أن "جنيف 2 سيعقد في 22 كانون الثاني" معربا عن أسفه لعدم انعقاد المؤتمر في وقت سابق وحمل لافروف "المعارضة السورية" مسؤولية ذلك مشيرا إلى أن المؤتمر لم يعقد لأن "المعارضة طرحت شروطا مسبقة وكانت تطالب برحيل القيادة السورية".
ووصف لافروف سلوك "المعارضة السورية" بـ "الأنانية السياسية" داعيا "كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات".
وكان انطلق في جنيف في وقت سابق اليوم لقاء تشاوري جمع الإبراهيمي مع مسؤولين أمريكيين وروس بخصوص التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 وتحديد موعده.
شارك في هذا اللقاء إلى جانب الإبراهيمي نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف وكذلك مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وفي حديث لوكالة نوفوستي الروسية عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيطاليا أكدت وزيرة الخارجية الإيطالية ايما بونينو أنه لا يوجد بديل للحل السياسي للأزمة في سورية معربة عن دعم بلادها للجهود الرامية إلى عقد المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف 2" .
وقالت بونينو "إن روما ترى وشأنها في ذلك شأن روسيا أنه لا يوجد بديل للحل السياسي للأزمة في سورية ولذلك تدعم الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف2" .
كما نوهت الوزيرة الإيطالية بالاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأسلحة الكيميائية السورية وأضافت إن بلادها ستساهم في عملية إتلاف هذه الأسلحة .
ودعت بونينو إلى ضرورة تقديم المساعدات إلى المهجرين السوريين معربة عن أملها في أن تلعب موسكو دورا مهما في تقديم هذه المساعدات عبر قنوات مختلفة .
من جهة أخرى أكدت بونينو أن روما تنوي استخدام رئاستها في الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام المقبل من أجل المساهمة في تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا .
وأشادت بونينو بالحوار المستمر بين إيطاليا وروسيا بشأن العديد من القضايا بما فيها قضايا آسيا الوسطى وافريقيا والشرق الأوسط وخاصة الأزمة في سورية مشيرة إلى تطابق موقفي البلدين بشأن إصلاح منظمة الأمم المتحدة.
وفي مقابلة مع صحيفة لاستامبا رحبت وزيرة الخارجية الإيطالية بالاتفاق المرحلي الذي وقعته إيران مع مجموعة الدول الست بشأن برنامجها النووي معتبرة أنه "يفتح نافذة ملائمة علينا أن نحرص على تركها مفتوحة".
ووصفت بونينو الاتفاق المبرم في جنيف بأنه اتفاق "حذر" وقالت "بعد فترة طويلة من الجمود فهو بالتأكيد خطوة أولى هامة ونتيجة جزئية لكن ملفتة.. فإن استمرينا في هذا الاتجاه فذلك يمكن أن يسهل أيضا ملفات أخرى قائمة حول الشرق الأوسط" مشيرة خصوصا إلى سورية .
وأضافت الوزيرة الإيطالية "مع كل الحذر المطلوب فإن تقييمي إيجابي للغاية" معتبرة أن اتفاق جنيف يشكل الإشارة الثانية إلى مرحلة دبلوماسية جديدة بعد قرار الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية بشأن تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية في سورية.
وقالت بونينو "أمام التعددية الفعالة فرصة نادرة علينا ألا نسمح باختفائها فالاتفاق يفتح نافذة ملائمة علينا أن نحرص على تركها مفتوحة" .
من جهته أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين عزم بلاده مواصلة جهودها لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل مشيرا إلى أن الاتفاق بين إيران ومجموعة السداسية حول ملفها النووي سيؤثر ايجابا على الأجواء العامة في المنطقة وخاصة في موضوع بدء الحل السياسي للوضع في سورية.
وجدد زاسبيكين اثر مباحثاته مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور في بيروت التي تناولت الخطوط العريضة للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد موقف روسيا المتضامن مع لبنان في مكافحة اللإرهاب والتأييد للأمن والاستقرار فيه.
وقال السفير الروسي في لبنان إن "الاتفاق حول ملف إيران النووي لا يتعلق فقط بالبرنامج النووي وجوهره والاعتراف بحق إيران في استخدام الطاقة النووية السلمية بل سيؤثر إيجابا على الأجواء العامة في المنطقة والتقدم في المواضيع الأخرى ولا سيما في موضوع بدء التسوية السياسية للوضع السوري وسنواصل الجهود من أجل إقامة منطقة خالية من سلاح الدمار الشامل في الشرق الأوسط".
وتابع أن طعلى الاطراف المعنية تحديد موقفها من بيان جنيف الذي تم التوصل اليه في الثلاثين من حزيران العام الماضي والاتفاق على تطبيقه لكن إذا حصل تقدم إيجابي في قضية كبيرة مثل البرنامج النووي الايراني فإن هذا يشكل حتما عاملا مساعدا".
وأوضح زاسبيكين أن روسيا تريد ان يساعد الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني على تنقية الأجواء وزيادة الثقة بين الأطراف في المنطقة .
ولفت زاسبيكين إلى أنه "أبلغ الوزير منصور قرار الحكومة الروسية بتقديم المساعدة الإضافية للمهجرين من سورية وأنها سترسل 3 طائرات محملة بالمواد الغذائية والأدوات المنزلية والاحتياجات الأخرى".
وكان الكرملين أفاد في بيان له امس بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد "أفضى إلى الاقتراب من حل إحدى أصعب العقد في السياسة العالمية" وأن "هذا الاتفاق يمثل بنفسه قائمة متوازنة من التدابير وبدون شك سيؤثر إيجابا على تطور الوضع الدولي وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط".
ويتضمن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بشأن الملف النووى الإيراني أمس الاعتراف بعملية تخصيب اليورانيوم وتواصل النشاطات في المنشات النووية الإيرانية وذلك بعد مفاوضات طويلة عقدها الجانبان لعدة أيام في مدينة جنيف السويسرية ولاقى هذا الاتفاق ترحيبا دوليا.
وكالات
إضافة تعليق جديد