لافروف: الأولوية للاستقرار من أجل التسوية وسجال سوري ـ أميركي حول غارات حلب
استمر القصف الجوي على تجمعات المسلحين في مدينة حلب لليوم العاشر على التوالي وقد تحولت هذه الهجمات الى مادة للسجال الاعلامي بين دمشق وواشنطن، فيما أكدت روسيا على موقفها بأن الأولوية يجب أن تكون «لمكافحة الإرهاب الدولي خلال مؤتمر جنيف 2» وأن الأولوية هي لمنع «الجهاديين» من الاستيلاء على السلطة في سوريا.
ودافعت دمشق، عبر وكالة (سانا)، عن الغارات الجوية على حلب منذ أيام ردا على انتقادات واشنطن، معتبرة أن هذه المناطق تحولت «جبهة قتال» تضم مقاتلين عربا وأجانب.
واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض «تعامى عن جرائم الإرهابيين، وغالبيتهم من أولئك المسلّحين الأجانب، عندما دان ما سماه الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية بلا تمييز في مدينة حلب». وأضافت «إذا كان (المتحدث باسم البيت الأبيض جاي) كارني وصف المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية السورية بأنها مناطق مدنية فهذا صحيح بمعنى أنها أحياء سكنية، ولكن السؤال كيف تحولت إلى جبهة قتال يستخدم فيها الطيران، وهل أولئك الذين داخلها هم أصحابها أم انهم عبارة عن مجموعة من السعوديين والقطريين والشيشانيين والأفغان والباكستانيين والليبيين».
واعتبرت أن المسؤول الأميركي لم «يسأل نفسه كيف واجهت بلاده الإرهاب في أفغانستان»، منتقدة صمت الولايات المتحدة إزاء «مجازر» ارتكبها المسلحون في عدرا ومعلولا. واعتبرت أن واشنطن تبدو «كقرصان بعين واحدة».
وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس، إن «تحقيق الاستقرار في سوريا مهمة ذات أولوية»، مشددا على أن «الحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات في سوريا جديدة له أهمية ثانوية».
واعتبر أن «شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة». وقال إن «تحقيق الاستقرار في البلاد هو السبيل الوحيد الذي يوفر ظروفا لبناء نظام ديموقراطي وضمان حقوق جميع شرائح المجتمع والأقليات».
وأضاف لافروف أن «التصريحات السابقة لبعض الزعماء الغربيين عن أن الأسد لم يعد يمثل سوريا كانت سابقة لأوانها، علما بأن الأسد مازال يمثل قسما كبيرا من الشعب السوري». وأعلن أن «على طرفي النزاع في سوريا أن يتفقا في جنيف على سبل تنفيذ بيان مؤتمر جنيف 1».
واعتبر لافروف أن «موقف الدول الغربية من سوريا أصبح أكثر واقعية بعد إدراكها لخطر الإرهاب هناك، وبعد أن رأت انتهاكات حقوق الأقليات على يد المجموعات المسلحة». واستغرب أن «الغرب بدأ يغازل الجبهة الإسلامية، على الرغم من صلاتها الواضحة مع جماعة جبهة النصرة المرتبطة بدورها بتنظيم القاعدة».
ودعا إلى «العمل على ضمان حقوق وأمن جميع الأقليات»، موضحا أن «عدد الهجمات التي تستهدف مسيحيي سوريا في ازدياد». وقال «كان يعيش في سوريا قبل بداية الأزمة نحو مليونين من المسيحيين، والآن بقي مليون أو أقل. وعلى الرغم من أن هذه الإحصائيات ليست أكيدة، أعتقد أن نحو مليون شخص أصبحوا لاجئين». وأضاف أن «المسيحيين في سوريا والمنطقة بشكل عام أبلغوا الجانب الروسي من خلال الاتصالات التي جرت معهم بقلقهم العميق، علما بأن حياة المسيحيين الموجودين منذ ألفي سنة في منطقة الشرق الأوسط، باتت الآن مهددة».
وأعلن أن «موسكو ما زالت قلقة بسبب الموقف الذي قد تتخذه المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2» الذي من المقرر أن يفتتح في 22 كانون الثاني المقبل في مدينة مونترو السويسرية. وقال «للأسف الشديد، ما زال هناك قلق في ما يخص الموقف الذي قد يتخذه معارضو النظام الذين اتحدوا تحت لواء الائتلاف الوطني. ما يثير الشك، هو بوادر تدل على الانعدام التام للوحدة في صفوف الائتلاف، وإصراره على القول إن تغيير النظام يجب أن يكون النتيجة الوحيدة للمؤتمر أو حتى شرطا مسبقا لانعقاده. كما أن تأثير الائتلاف مثير للشكوك، وحسب تقييماتنا، لا يتمتع الائتلاف بتأثير يذكر على المقاتلين الذين يحاربون النظام في الميدان، كما أن هذا التأثير لا يشمل جميع المقاتلين».
وكرر لافروف أن «مكافحة الإرهاب الدولي يجب أن تمثل موضوعا رئيسيا خلال مناقشات جنيف 2، باعتباره أكبر خطر يهدد سوريا وكل دول المنطقة».
وتابع «يقال إن إيران تلعب دورا غير بنّاء ولم توقّع بنود بيان جنيف 1 الذي يعقد على أساسه جنيف 2. على الرغم من ذلك توجد في قائمة الدول المدعوة للمشاركة في جنيف 2، والتي لا يعارضها الغرب، دول لا توافق على أهدافه، بل تعمل على إحباط المؤتمر. وبالتالي فإن ضرورة مشاركة إيران واضحة بالنسبة لنا، وهي واضحة في جوهر الأمر بالنسبة للجميع، إذ أيد ذلك الأوروبيون وأعرب العرب عن استعدادهم لذلك».
(سانا، روسيا اليوم، ا ف ب، ا ب، رويترز)
إضافة تعليق جديد