فقدان الاتصال بالراهبات مع تقدم الجيش في القلمون
في الوقت الذي كانت القوات السورية تتقدم في عملياتها للإطباق على يبرود في القلمون، أعلن مصدر مطلع على ملف التفاوض مع خاطفي راهبات معلولا فقدان الاتصال بهن، مرجحا نقلهن إلى منطقة بين يبرود والحدود اللبنانية، بينما سقط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات في حماه وحمص.
وفي الوقت الذي تسربت فيه أنباء عن إمكان عقد تسوية في الاحياء المحاصرة في حمص، يشير مصدر معارض إلى أن الموضوع ما زال في طور البحث لدى القائمين على وضع الإحياء المحاصرة، غير أن الهدنة تلقى رفضاً شديداً من مجموعات عديدة، أبرزها «كتائب شهداء البياضة» التي يتزعمها عبد الباسط الساروت، وكذلك من «جبهة النصرة» و«المكتب الإعلامي الموحد في حمص».
وأعرب محافظ حمص طلال البرازي عن قناعته بأن القسم الأكبر من النساء والأطفال وكبار السن المحتجزين في حمص القديمة باتوا خارجها، مشيرا إلى أن التسوية التي بدأت منذ عدة أسابيع متواصلة، وأدت إلى خروج 1400 مدني تقريبا، متوقعا وجود آخرين.
وقال البرازي، ان «آخر دفعة، خرجت منذ عشرة أيام تقريبا، كانت مجموعة من 14 مسيحيا، كانوا محتجزين في كنيسة، وقاموا بمحاولة الهروب بتنسيق مع قوى الأمن الداخلي السوري». وأضاف أن المجموعة تعرضت لإطلاق النار أثناء توجهها نحو المنطقة التي تسيطر عليها الدولة، وأن شخصا أصيب، وتراجع اثنان، وتمكن 11 شخصا من الوصول إلى نقطة الجيش.
كما كشف البرازي، أحد ابرز المدافعين عن نهج المصالحات المحلية في حمص، أن «عددا يتراوح بين خمسة وتسعة مسلحين يخرجون يوميا من القسم المحاصر، ليسلموا أنفسهم للجيش، بهدف تسوية أوضاعهم». وأوضح أن السلطات أفرجت أمس عن مجموعة جديدة من الشباب، الذين تلقوا دعما نفسيا، وتمت تسوية أوضاعهم. وأشار إلى أنه من بين 528 شابا من «المحررين من حمص القديمة» بقي 92 فقط، وهؤلاء لديهم ظروف خاصة، نتيجة تخلف قسم كبير منهم عن تأدية الخدمة العسكرية وتجري تسوية قضاياهم.
إلى ذلك، قال مصدر مطلع على ملف التفاوض مع خاطفي راهبات معلولا، لوكالة «فرانس برس»، ان «الاتصال مع الراهبات المتواجدات في يبرود قد انقطع»، مرجحاً «نقلهن إلى مكان بعيد عن القصف والعمليات العسكرية التي تتصاعد» بعد سيطرة الجيش السوري على مرتفع القطري المطل على يبرود وكذلك بلدة ريما والمزارع المحيطة بها.
وأضاف المصدر «الأرجح انه تم نقلهن إلى خارج يبرود، نحو منطقة تقع بين يبرود والحدود اللبنانية». وتابع «الاتصالات جارية لمعرفة مصيرهن وتأمين أمنهن، وستصدر السلطات الدينية قريبا بيانا حول هذه المسالة الإنسانية المصيرية».
وأشار إلى انه كان، منذ خطف الراهبات من دير مار تقلا في بلدة معلولا على يد مجموعة من «جبهة النصرة» بزعامة رجل يطلق على نفسه اسم أبي مالك الكويتي، على اتصال بالراهبات اللواتي احتجزن في منزل في يبرود. وأوضح أن المحتجزات هن 13 راهبة لبنانية وسورية، بالإضافة إلى ثلاث نساء يعملن في الدير الذي كان يعنى بالأطفال اليتامى.
وقتل 13 شخصا، وأصيب 30، في انفجار سيارة في حي الأرمن، الذي يقطنه موالون للنظام، وسط حمص، بينما فجر انتحاري سيارة عند مؤسسة الدواجن وبالقرب من مبنى تابع للاستخبارات العسكرية في حماه، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص.
وقال شهود عيان ان قذيفتي هاون سقطتا بالقرب من السفارة السعودية في حي أبو رمانة الراقي وسط دمشق، وبالقرب من حديقة المدفع المجاورة لمكتب فاروق الشرع وسوق الشعلان الرئيسي.
أما في مخيم اليرموك، فقد أعلن مصدر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة اقتحام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) للمخيم واعتقال عدة أشخاص. وقال، في حديث لقناة «سما» من دمشق ان «هذه الجريمة تأتي بأوامر مباشرة من النظام السعودي للضغط على سوريا، وإفساد أجواء المصالحة فيها من خلال استباحة مخيم اليرموك وتعريض حياة أهله للخطر» في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين الفصائل ومسلحي المعارضة نت دون أي أنباء جدية عن إعادة التهدئة أو الاتفاق على شروط جديدة للتسوية.
زياد حيدر- طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد