ليبيا: غارات جوية متبادلة بين الجيش و"الميليشيات"

 مع التصعيد الجديد في معارك جوية متبادلة حول مصافي النفط الساحلية في ليبيا، حذر وزير الخارجية الليبي محمد الديري، أمس، من تحالف جماعات إسلامية تسعى للسيطرة على النفط، بينما شنت مقاتلات الجيش الليبي، اليوم، لأول مرة منذ بداية النزاع غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي ميليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية، بعد ساعات من إغارة هذه الميليشيات على مرفأ السدرة النفطي حيث تشتعل النار في 7 خزانات للنفط.
وقال الديري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، إن "هناك تخوفاً لنا كليبيين أولاً وقبل كل شيء ولكن للمجتمع العربي المحيط بنا والمجتمع الدولي من رغبة الجماعات الإرهابية المتطرفة للوصول إلى منابع وعوائد النفط."
وأضاف: "هناك قلق لدينا في ليبيا من تنامي وجود داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) في بلدنا وللأسف بالإضافة إلى أنصار الشريعة التي- كما تعلمون جميعاً- انضمت إلى بعض قوات فجر ليبيا وقامت بالهجوم الشرس العدواني على الهلال النفطي."
من جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال المؤتمر الصحافي، لقد "تناولنا أيضا الجهود الأممية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون لخلق إطار من الحوار الوطني بهدف التوصل إلى حل سياسي للوضع في ليبيا يؤدي إلى تحقيق مصلحة الشعب الليبي ويؤكد الشرعية القائمة والعمل على حل سياسي جامع وفقاً للتخلي عن الخيار العسكري من قبل العناصر المتطرفة وأيضاً الدخول في نبذ العنف."
وتشهد ليبيا قتالاً بين الجانبين اللذين شكل كل منهما حكومة ونصب برلماناً.
واضطرت الحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبد الله الثني، إلى الانتقال إلى شرق ليبيا منذ سيطرت جماعة "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في آب الماضي ونصبت حكومة وبرلماناً منافسين.
ميدانياً، تبنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي الغارات الجوية على الميليشيات الإسلامية في مصراتة، بحسب المتحدث الرسمي باسمها العقيد أحمد المسماري، الذي قال لوكالة "فرانس برس"، إن "هذه الغارات جاءت بعد محاولة ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية الإغارة على مرفأ السدرة النفطي في منطقة الهلال النفطي".
وقال مسؤول محلي في مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتراً شرق ليبيا "غارات جوية استهدفت ثلاثة مواقع حيوية في مدينة مصراتة لأول مرة في تاريخ الصراع الليبي بعد سقوط معمر القذافي" أواخر العام 2011، مؤكداً أن هذه الغارات "أخطأت أهدافها ولم توقع خسائر مادية أو بشرية".
وقال شهود عيان في المدينة إن "هدير الطائرات، التي حلقت على ارتفاع شاهق، سُمع في المدينة قبل أن تطلق صواريخها باتجاه الكلية الجوية الملاصقة لمطار المدينة الدولي، إضافة إلى الميناء البحري، ومصنع الحديد والصلب".
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "صواريخ المضادات الأرضية الكثيفة أطلقت باتجاه السماء وتعاملت مع الهجوم ما منع الطائرات المغيرة من الاقتراب وإطلاق عبواتها بدقة على الأهداف التي هاجمتها".
وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي في منطقة "الهلال النفطي" شرق البلاد هددت ميليشيات فجر ليبيا باستهداف مواقع في مدينة مصراتة منبع هذه المليشيات، ما لم تعد إلى مدينتها في غرب ليبيا توقف هجماتها.
وأوضح المسماري إن "ميليشيات فجر ليبيا أغارت صباح الأحد (اليوم) على مرفأ السدرة النفطي بمقاتلة ميغ 23 استخدمتها للمرة الأولى اليوم".
وأشار إلى أن "هذه الطائرة التي استولت عليها هذه الميليشيات من تركة نظام القذافي العسكرية انطلقت لتنفيذ غارتها على السدرة من مطار الكلية الجوية في مصراتة وهو ما جعلنا نستهدفه إضافة إلى مواقع أخرى تتمركز فيها هذه الميليشيات".
وقال "إنهم حوروا طائرات تدريب إلى مهام قتالية وأجروا صيانة مقاتلات معطوبة من تركة النظام السابق"، مهدداً بـ"تنفيذ غارات أخرى للجيش على أهداف في مدينة مصراتة ما لم تكف عن هجماتها".
ولفت إلى أن "غارة ميليشيات فجر ليبيا أخطأت أهدافها في السدرة نتيجة للدخان الكثيف من خزانات النفطية التي تسببوا في احتراقها منذ هجومهم على المرفأ الخميس الماضي"، معلنا أن "عدد الخزانات المحترقة بلغ حتى الآن سبعة خزانات".
وامتدت النيران المشتعلة منذ الخميس الماضي الى 7 خزانات نفطية، اليوم، في مرفأ السدرة، أكبر مرافيء النفط الليبية في منطقة "الهلال النفطي"، في حريق ضخم دفع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً الى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليه.
واندلعت النار في أول صهريج، الخميس الماضي، جراء قذيفة صاروخية أطلقتها ميليشيات "فجر ليبيا" من زورق بحري باتجاه المرفأ، ثم امتدت الى الخزانات المجاورة. وباتت النيران مشتعلة الآن في سبعة خزانات، من أصل 19 خزاناً في منطقة "فارم تانك"، بحسب مسؤول تقني في شركة الواحة للنفط التي تقوم بادارة المرفأ.

المصدر: وكالات