لافروف يضع الكرة في ملعب الأميركيين والسعوديين لحل الأزمة السورية
وضع رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف الكرة في ملعب نظيره الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير فيما يتعلق بحل الأزمة في سورية. وقبل اللقاء الثلاثي الذي ضم لافروف وكيري والجبير حرص كيري على تكرار أسطوانته حيال سورية، معلناً أن «الرئيس بشار الأسد يجب أن يرحل لأنه فقد الشرعية»، وداعياً إيران إلى تغيير موقفها في سورية.
اللقاء الثلاثي الذي استضافته الدوحة شكل واحداً من لقاءات عدة حصلت في العاصمة القطرية تحت عنوان طمأنة دول الخليج العربي من الاتفاق النووي الإيراني، وحلحلة أزمات المنطقة وبناء نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط.
وخلال افتتاح اللقاء وجهت صحفية أميركية سؤالاً إلى وزير الخارجية الروسي حول ما ستفعله روسيا لتسوية الأزمة السورية، فرد لافروف، مشيراً إلى كيري والجبير «آمل أن يقدم هؤلاء السادة المساعدة»، وعقّب كيري قائلاً: «الفعالة»، قاصداً المساعدة.
وعقد لافروف في الدوحة التي وصلها أول من أمس، اجتماعاً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونظرائه القطري خالد بن محمد العطية والعماني يوسف بن علوي، والكويتي صباح خالد الحمد الصباح.
وبحث لافروف مع أمير قطر عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ناقشا توحيد جهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول المناسبة للأزمات السورية والعراقية واليمنية والليبية، إضافة إلى التصدي لخطر الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما اجتمع الوزير الروسي مع الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب من أجل بحث تطورات الأزمة السورية.
وفي حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية، ذكر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن لدى المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا «أفكاراً حول كيفية تنظيم عمل سياسي سيسمح بمناقشة، بل واتخاذ خطوات عملية لتشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب، كتلك التي اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيلها»، مبيناً أن محادثات لافروف مع كيري ستركز على هذا الموضوع بالذات.
وفي وقت سابق من يوم أمس، انعقد الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الأميركي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري بعد الاجتماع، أكد كيري أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه الوضع في سورية واضحة، وقال إن «الرئيس بشار الأسد يجب أن يرحل لأنه فقد الشرعية ويستمر في تنفيذ أعمال العنف، ويجب أن نجد حلاً سياسياً للأزمة لأنه لا يوجد حل عسكري لها».
وأضاف: «نحن ندعم المعارضة السورية مع شركائنا في مجلس التعاون ونريد أن نقضي على أي فرصة لتكاثر تنظيم داعش الإرهابي»، مشيراً إلى قرب عقد اجتماع بين الولايات المتحدة والسعودية لبحث الوضع في سورية. وأعرب عن أمل بلاده في أن تغير إيران من سياستها في المنطقة وخاصة أن الولايات المتحدة تعلم بدعم «طهران» للميليشيات في العراق واليمن وحزب اللـه ولا توافق على هذا الدعم، مؤكداً أن بلاده ستتصدى بقوة لأي محاولات لزعزعة استقرار حلفائها في الشرق الأوسط.
وبين أن الولايات المتحدة «ستسرع» بيع الأسلحة لدول الخليج. وأضاف «توافقنا على البدء بعمليات تدريب محددة جداً… بهدف تبادل وتقاسم المعلومات الاستخباراتية».
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أيضاً عن استمرار المشاورات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين حول «كيفية دمج أنظمة الصواريخ البالستية لدول المنطقة» فضلاً عن «زيادة عدد التدريبات (العسكرية) التي نقوم بها معاً». وتابع «إنها بعض الأمثلة عن رؤيتنا لكيفية تعزيز أمن المنطقة وتحسين التعاون».
من جهته اعتبر العطية أن الاتفاق مع إيران «كان أفضل خيار بين خيارات أخرى للتوصل إلى حل لقضية البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار»، لكنه أضاف «إن دول مجلس التعاون الخليجي رحبت بالاتفاق النووي على أساس قدرة أميركا وأوروبا على مراقبة ومنع طهران من الحصول على سلاح نووي وتطويره».
وحول الملف السوري كرر العطية موقف قطر باعتبار أن الرئيس الأسد «فاقداً لشرعيته»، مبيناً أن بلاده «تسعى لإيجاد حل سياسي في سورية يخرج الشعب من أزمته التي امتدت لخمس سنوات».
في كلمته التي افتتح بها أعمال الاجتماع الخليجي الأميركي المشترك، طالب وزير الخارجية القطري الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بـ«تكثيف الجهود المشتركة لوقف العنف وحقن الدماء وتحقيق إرادة الشعب السوري في الوحدة والأمن والاستقرار وفق مقررات جنيف (1)».
وقال مسؤولون أميركيون: إن مساعي كيري الدبلوماسية في الدوحة هي استكمال لقمة مع قادة دول الخليج استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد خلال شهر أيار ولم يحضرها ملكا السعودية والبحرين.
وخلال هذه القمة رد أوباما على مخاوف دول الخليج من الاتفاق النووي مع إيران وتعهد بدعمها ضد أي «خطر خارجي» وبأن الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها.
لكن أوباما لم يصل إلى حد عرض معاهدة دفاع رسمية كانت بعض دول الخليج تسعى لإبرامها. لكنه أعلن بدلاً من ذلك عن إجراءات تتضمن دمج أنظمة الدفاع الصاروخية وتعزيز الأمن البحري وأمن الإنترنت.
ووافقت وزارة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء على بيع صواريخ باتريوت الاعتراضية للسعودية بتكلفة متوقعة تصل إلى (5.4) مليارات دولار إلى جانب ذخيرة لعدد من أنظمة الأسلحة بقيمة 500 مليون دولار.
(رويترز – قنا)
إضافة تعليق جديد