دي ميستورا في دمشق ووفود المعارضات تتلقى دعوات بصفة «مفاوضين»
يصل المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى دمشق اليوم، من أجل التحضير للجولة المقبلة من المحادثات السورية – السورية في جنيف.
والأسبوع الماضي، زار دي ميستورا موسكو التي يبدو أنها نصحته بضرورة زيارة دمشق وطهران قبل انعقاد الجولة الثالثة للمحادثات. واستبق المبعوث الأممي جولته في المنطقة بتأجيل جديد للمحادثات إلى 13 نيسان الجاري، وهو ذات التاريخ الذي ستجري فيه الانتخابات التشريعية. وكانت الأمم المتحدة تخطط لعقد المحادثات في التاسع من الشهر الجاري (أمس) ثم أجلتها إلى الحادي عشر (غداً). ويبدو أن دي ميستورا يتحفظ عن تأجيل المباحثات إلى ما بعد الانتخابات بحسب ما طالب الوفد الحكومي الرسمي، كي لا يسبغ شرعية على الانتخابات، حيث سبق وأعلن أنه لا يعترف إلا بالانتخابات التي يجريها مجلس الأمن الدولي.
وبالترافق مع هذه التحركات للمبعوث الأممي، بدا أن الأمم المتحدة سحبت البساط من تحت «الهيئة العليا للمفاوضات»، مع دعوتها وفد معارضة الداخل بصفة «مفاوض»، وكذلك لوفود معارضة أخرى من خارج «الهيئة العليا للمفاوضات»، ولم تعد الأمم المتحدة تتحدث عن صفة استشارية لهؤلاء.
وخلال الأسبوع الماضي، كثفت موسكو من ضغوطها من أجل «توحيد» المعارضة في إطار وفد مشترك يخوض «مفاوضات مباشرة» مع الوفد الحكومي في الجولة الجديدة التي من الممكن أن تستمر أسبوعين. ومن المقرر أن يستقبل نائب وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم اليوم الأحد دي ميستورا في مقر وزارة الخارجية، تمهيداً لاستئناف محادثات جنيف الأربعاء المقبل.
وعشية زيارته السورية، أعرب المبعوث الأممي عن «رضا فريقي «مجموعة دعم سورية» عما تفعله روسيا من أجل محاربة تنظيم داعش في سورية»، داعياً إلى «ضرورة قطع الإمدادات المالية للتنظيم»، لافتاً إلى أن «أعضاء الفريقين بحثوا خلال اليومين الماضيين نتائج تحرير مدينة تدمر». ودعا دي ميستورا القوى الدولية إلى «محاربة التنظيم باستخدام القوة العسكرية وليس من خلال الكلام فقط». كما أشار إلى «ضرورة قطع جميع إمداداته التي يحصل عليها عبر الدعم المادي». وقال عضو وفد معارضة الداخل الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم: «تبلغنا (وفد معارضة الداخل المؤلف من 15 شخصية) دعوة جديدة من مكتب المبعوث الأممي في جنيف للجولة الثالثة لمحادثات جنيف بصفة مفاوضين»، موضحاً أن الوفد سيتوجه إلى جنيف بعد الانتخابات التشريعية المقررة في الـ13 من الجاري.
وأوضح الملحم أمين عام حزب الشعب المرخص أن تعديلاً جرى على وفد معارضة الداخل حيث تم استبدال ثلاث شخصيات بثلاث شخصيات جديدة، مشيراً أنه من الشخصيات الجديدة، مروة أيتوني ومصطفى قلعجي، وأن من الشخصيات التي تم استثنائها من الوفد أمين عام حزب سورية الوطن مجد نيازي، وماهر الأحمد.
وتسرب قبل أيام نص الدعوة التي وجهتها الأمم المتحدة إلى ممثلي «إعلان القاهرة». ووفق الدعوة التي بعثها المبعوث الدولي، فإن أعضاء «إعلان القاهرة» مدعوون إلى «الانضمام في جنيف في مسار المفاوضات التي تشمل مشاورات حول كيفية إنهاء النزاع ووضع أسس لتسوية مستدامة، بموجب بياني فيينا الصادرين في 30 تشرين الأول 2015 و14 تشرين الثاني 2015 من المجموعة الدولية لدعم سورية وقرار مجلس الأمن 2254». ونصت الدعوة أيضاً على أن جدول أعمال المفاوضات، يتضمن «إقامة حكم ذي صدقية يشمل الجميع ولا يقوم على أسس طائفية، وجدولاً زمنياً وعملية لصياغة دستور جديد في غضون فترة مستهدفة مدتها ستة أشهر، وانتخابات حرة ونزيهة تجرى عملاً بالدستور الجديد في غضون 18 شهراً تحت إشراف الأمم المتحدة» على أمل «التوصل إلى هذه المخرجات في خلال الإطار الزمني الذي تم تحديده» في ستة أشهر. وذكرت مواقع معارضة أن وفد «إعلان القاهرة» إلى جنيف سيشمل كلاً من (بشير السعدي، جمال سليمان، جهاد مقدسي، قاسم الخطيب، وفيق عرنوس، فراس الخالدي وفيصل اليوسف).
وبحسب ما نقلت المواقع عن مصدر مطلع على أعمال لجنة «إعلان القاهرة» فإن المدعوين من الإعلان ومنتدى موسكو سيجلسون على «طاولة واحدة، لكن بوفدين منفصلين يعبر كل منهما عن مواقفه بشكل منفصل». وينص القرار الدولي (2254) على دعوة وفد معارض ليس فقط من مؤتمر الرياض بل أيضاً من منصتي القاهرة وموسكو، في إشارة إلى «اجتماع القاهرة للمعارضة السورية» (حزيران 2015) و«منتدى موسكو».
ومن الرياض حيث تعقد «الهيئة العليا للمفاوضات» اجتماعات منذ أيام لتحديد موقفها من الذهاب إلى الجولة الثالثة لمحادثات جنيف، أكد المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط ضرورة مناقشة عملية الانتقال السياسي في الجولة المقبلة. وقال المسلط، بحسب ما نقل موقع «العربية نت»: «على النظام أن يفهم أن المباحثات سترتكز على الانتقال السياسي، ولا يمكن إنهاء الأزمة السورية والتوصل إلى حل إذا استمر (الرئيس) بشار الأسد في السلطة»، مؤكداً أن «الشعب السوري وحده من يحدد مستقبل بلاده».
من جهته، أعلن رئيس الائتلاف المعارض أنس العبدة، رفضه أي حلٍ سياسي يكون للرئيس الأسد دور فيه، سواء في «المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية»، وفقاً لما نقلته وكالة «الشرق الأوسط» المصرية للأنباء.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد