بعد زيارة ظريف لأنقرة.. بغدانوف اليوم في طهران وتسارع ديبلوماسي دولي لحل الأزمة السورية
يتواصل زخم رحى الدبلوماسية الدولية بشأن الأزمة السورية حالياً، فنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سيحط اليوم في طهران وهذه الأزمة على رأس الملفات الدولية والإقليمية التي سيبحثها مع المسؤولين الإيرانيين، وذلك بالترافق مع المساعي الإيرانية من أجل إطلاق تنسيق روسي إيراني تركي مشترك حول هذه الأزمة، بعد القمة الروسية – التركية التي دفعت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى زيارة أنقرة التي أبدت نوعا من التفاؤل إزاء سورية.
وانعقدت قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، وبحثت بالتفصيل الأزمة السورية، وقرر الزعيمان في نهاية مباحثاتهما تشكيل آلية ثلاثية مشتركة من ممثلي وزارتي الخارجية والجيش والاستخبارات. وعلى الفور فعلت العاصمتين هذه الآلية حيث زار وفد مكوّن من هيئة الاستخبارات ووزارة الخارجية وهيئة الأركان التركية روسيا لمناقشة آخر التطورات السورية على الصعيدين الميداني والسياسي. وتلا القمة بيومين زيارة ظريف إلى تركيا ولقاؤه أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو. وأظهرت تصريحات المسؤولين الروس والإيرانيين والأتراك تقارباً بشأن حل سياسي للأزمة السورية، والحفاظ على وحدة سورية. وتريد طهران تنظيم قمة إيرانية روسية تركية لمناقشة الأزمة السورية. واستقبلت أنقرة هذا الطرح بطرح بديل، يجمع الدول الإقليمية في المنطقة (إيران – تركيا – السعودية – قطر) مع روسيا وأميركا فقط، مستبعدةً بذلك دول الاتحاد الأوروبي والصين.
ويوم أمس نقلت وسائل إعلامية إيرانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقي، اليوم الاثنين 15 آبفي طهران، بوغدانوف، وأنه من المقرر أن يبحث الطرفان عدداً من الملفات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية. كما من المخطط أن يلتقي بوغدانوف في طهران نظيره نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر أنصاري.
وحسبما تحدث مصدر إيراني متابع للازمة السورية فإن إيران من «حيث المبدأ لا تبخل بأي جهد يساعد على إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة في سورية»، مشيراً إلى أن الحراك الإيراني الأخير يأتي في هذا الإطار، وأن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى أنقرة ربما جاءت لحثها على ضرورة العمل بشكل إيجابي للوصول إلى أرضية مناسبة للحل.
ولم يستبعد المصدر، أن «يحصل اجتماع ثلاثي إيراني – روسي – تركي للبحث عن صيغة للحل»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن هذا الاجتماع لن يكون في القريب المنظور لأنه «يحتاج إلى ترتيبات وجهود كثيرة وكبيرة».
وبعد أن لفت المصدر إلى الإشارة التي أرسلتها طهران إلى أنقرة بعد الانقلاب الفاشل وتضمنت موقف إيران بأنها «مع الشرعية (في تركيا) وفي الوقت نفسه تدعم الشرعية في سورية»، أوضح أن المراقبين يعولون على أن يكون لدى أنقرة «ميول إلى طهران وموسكو على ألا يكون ذلك على حساب علاقات أنقرة مع الغرب».
واعتبر المصدر، أن سير الأحداث في حلب سيكون بمثابة اختبار لنوايا تركيا، وقال: «إذا أردنا أن نقول إن تركيا فعلت شيئاً إيجابياً تجاه سورية فعلينا أن ننتظر إلى ما ستسير عليه الأمور على الأرض في حلب».
وأول من أمس، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم وخلال زيارة ظريف: إن بلاده تتوقع حدوث تطورات «في غاية الأهمية» في سورية خلال الأشهر الستة المقبلة. وسبق ليلدريم أن تحدث بعد قمة بوتين أردوغان عن «تطورات جميلة» ستشهدها سورية، من دون أن يوضحها.
وبحث بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي، في العاصمة الأذرية باكو، تفاصيل تفاهم مشترك حول إمكانية تقديم الدعم لموقف أردوغان داخل تركيا مقابل تغيير مواقفه من أزمات المنطقة. وبين القمة الروسية التركية وزيارة ظريف إلى أنقرة، تواصل وزيرا الخارجية الإيراني والروسي من أجل استكمال البحث في ما اتفق عليه بوتين وروحاني.
وفي طهران قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري في تصريح لوكالة مهر اليوم: إن «إيران ومنذ بداية الأزمة في سورية دعمت الحل السياسي كحل وحيد» مشيراً إلى أن بعض الدول التي تتدخل في سورية تحاول الوصول إلى أهدافها من خلال «الأدوات السياسية بعد أن فشلوا عن تحقيقها من خلال الطرق العسكرية».
وكالات
إضافة تعليق جديد