جدل بعثي حول العمل الحزبي والوطني (2 من 2 )
الجمل ـ د. عيسى درويش:
عودة إلى الشأن الحزبي، مازلت أقول أن حزب البعث حركة نهضوية، ولها فروع في كل بلدان الوطن العربي، ومن حقّ كل عربي أن يعمل على تحقيق الوحدة العربية في إطار من الحرية، والديمقراطية، والعدالة الإجتماعية، وأقول لا معنى لأي شعار بدون دولة وطنية تمارس فيها الديمقراطية وحرية الرأي، وتكفل فيها حرية المواطنين، وحقوق الإنسان. وأرى من الخطأ إلغاء الدور القومي للحزب وأتساءل كيف يمكن للأخوان المسلمين أن يشكلوا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وللشيوعيين أن يشكلوا رابطة الأحزاب الشيوعية، وللأحزاب الإشتراكية في أوروبا والعالم أن يشكّلوا ما يسمى بالاشتراكية الدولية ويُحرم البعثيون في الأقطار العربية من عقد مؤتمرات سنوية أو دورية لمناقشة حال الأمة، ومن أراد الإطلاع على أرائي حول الموضوع فليرجع إلى مقالاتي في مجلة الفكر السياسي عدد 55 / 2015 حول المواطنة بين النظرية والتطبيق. وفي جريدة البعث في عام 2011 حول النظرية و الممارسة في حزب البعث و الملاحظات حول قانون الأحزاب إلخ ...
وأذكر الرفيق عبد اللطيف عمران بأن انهيار الأمة و دولتها المركزية في العصر العباسي وما بعده و نشوء الدويلات كان سببه تفشّي التدخلات الخارجية و فساد الحكم وبعد الشعب عن المركز. وهو ما أدى إلى وقوع الوطن العربي تحت الاحتلال العثماني ومن ثم الاحتلال الأوروبي لاحقاً وقيام دولة اسرائيل قاعدة للصهيونية والإمبريالية في المنطقة كما أن الشعب العربي عندما أتيح له العمل السياسي و العمل الثوري معاً، ووجود قيادات مخلصة استطاع أن يحقق الإستقلال الوطني للدول العربية وبكل أسف لم يستطع النظام العربي أن يتابع تطلعات الشعب في بناء وحدته القومية وكانت الجامعة العربية وميثاقها أكبر عنوان لهذا الإخفاق والفشل.
وعلينا أن نقوم بنقد ذاتي للسلبية ولا يجوز الخلط مرة أخرى في المصطلحات بحيث يحمل الفكر القومي مسؤولية ما يجري للأمة العربية تاركين المشروعية للرجعية والإمبريالية الصهيونية أن تقوم بدورها التخريبي.
2 ـ العمل الحزبي الوطني و القومي
العمل الوطني لا يقتصر على العمل الحزبي فقط، فالعمل الوطني أعمّ وأشمل ولا يمكن لحزب سياسي مهما كان من الإتساع أن يستوعب كل العمل الوطني أو يشمل كل المواطنين و صدقت الآية التي تقول: " و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة " ..
لكل مواطن الحق أن يعمل من أجل الوطن في الاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، بل أن كل مواطن يعرف الحق والواجب، وعليه أن يقوم بواجبه نحو وطنه ليعطيه الوطن ما له من حقوق. و ليس شرطاً على المواطن الذي يخدم وطنه ويقوم بواجبه أن يكون حزبياً، و لكن يشترط في كل حزبي أن يعمل من خلال حزبه في سبيل الوطن وأن يكون وطنياً ولا تعارض بين العمل الحزبي، والعمل والوطن، وكلاهما يقوي الآخر والتعددية سمة من سمات المجتمعات الديموقراطية المتحضرة، تقول الآية: " و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". والتقوى هي القيام بالواجبات دون إخلال حقوق الآخرين.
أما العلاقة بين الوطني و القومي، فلا تعارض بذلك إطلاقاً إذا كنا نؤمن حقاً بأن أي إنجاز وطني مهما كان نوعه اقتصادياً أو سياسياً أو تكنولوجياً هو في خدمة العمل القومي. وهل يشك أحد بأن العرب أمة واحدة ؟؟
وإذا كنا كذلك فكيف نستطيع الفصل بين النضال الوطني، والنضال القومي، وهل يستطيع قطر واحد من أقطار الأمة العربية أن يقوم لوحده بإنجاز أي هدف من أهداف الجماهير المتطلعة إلى الوحدة والحرية والعدالة ؟
العمل الحزبي هو اختيار إيديولوجي لفكرة ما، ويرى المواطن أن تحقيق هذا الاختيار ينصبّ في الإنتماء السياسي لحزب معين ويرى في برنامج هذا الحزب التعبير عما يحمله من أفكار وآمال يمكن تحقيقها من خلال النضال في أرض الواقع، ولكن الإنتماء الوطني هو هوية تلازم المرء منذ ولادته وتترسخ هذه الهوية في الوجدان وتزداد قوة الهوية بالممارسة والتضحية والعيش المشترك، والهوية الوطنية هي مستقبل ومصير ومصالح مشتركة تشمل الأمن الوطني، والأمن القومي معاً، وتشمل الاجتماعي والاقتصادي، وهي مجموعة مصالح مشتركة بغض النظر عن الطابع الإيديولوجي لهذا الحزب أو ذاك و فشل العمل الحزبي في بعض الأقطار العربية يعود إلى نشأة هذه الأحزاب في أحضان النظام العربي الرسمي الذي عرف عنه وقوفه ضد تطلعات الجماهير في الديموقراطية والعدل الإجتماعي وتحقيق التنمية الإقتصادية في إطار العمل القومي وهذا ما سبّب فشل قيام السوق العربية المشتركة، ومجلس الوحدة الإقتصادية العربية الذي أنشئ قبل قيام السوق الأوروبية بالإضافة إلى تخلي النظام العربي عن قضية فلسطين من خلال مبادرات التصفية الممنهجة للقضية الفلسطينية من خلال مفاوضات السلام الفاشلة. ومما تقدّم ليس العيب في أهداف الأحزاب القومية، ولكن العيب في الممارسة وعدم وجود القادة المخلصين لهذه الشعارات وهذا لا يعني بأي شكل التخلي عن العمل القومي والنضال القومي، وأذكر أن القائد الراحل حافظ الأسد طرح شعار التضامن العربي كحدّ أدنى للحفاظ على وضع عربي قادر على مواجهة التحدّيات وأعطى الأولوية لشعار تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة وأرى أن سورية قد حافظت على الأمن القومي العربي من الانهيار وحققت حرب تشرين التحريرية وزادت في دعم المقاومة الفلسطينية، والمقاومة اللبنانية وتحرير الجنوب اللبناني ودعم حركات التحرر الوطني وفي طليعتها دعم الثورة الإسلامية في إيران، وزاد هذا الدعم من قبل الرئيس بشار الأسد وتجلى ذلك في حرب المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل ودعم المقاومة في غزة 2008 ، ومن أجل ذلك تقوم الحرب ضد سورية لصالح الصهيونية العالمية واسرائيل والإمبريالية العالمية وصنيعتها الرجعية العربية ولا يجوز ترك الساحة القومية ليعبث بها الرجعيون والتكفيريون وأسيادهم الامبرياليون الأميركان ..
إن ساحة حزب البعث هي ساحة الوطن القومي، وعلى البعثيين أن يتّحدوا داخل القطر و خارجه ويسارعوا لإقامة تحالف وطني وقومي على مستوى الوطن العربي يضمّ كل الأحزاب العربية الوطنية والتقدمية المناهضة للمشروع التقسيمي للوطن العربي ولمشروع الشرق الأوسط الجديد ولا يجوز التخلي عن العروبة والمقاومة لأنها سلاحنا وطريقنا للخروج من الأزمة الراهنة، لايمكن أن يكون الإستراتيجية وطنية ذات أبعاد قومية، وقد أطلق أحد الخليجيين تصريحاً يقول بأن لا علاقة له بالعرب، ودعا إلى انسحاب دول الخليج من الجامعة العربية.
وقد ردّ عليه أحد الكتاب قائلاً له إذا لم تكن عربياً فماذا يمكن أن تكون؟ وختاماً نحن لم نقم بتصدير الثورة، والثورة تقوم عندما تتوفر مقوماتها لدى الشعوب، ولا يمكن لحزب أن يثور نيابة عن شعب آخر وأن ما يقال عن تصدير الثورة هو كلام في غير محلّه فالثورة الإيرانية على سبيل المثال لم تقم بتصدير الثورة وإنما تروّج لذلك اسرائيل وبعض الأنظمة الرجعية العربية، والثورة الإيرانية وضعت القضية الفلسطينية في أولوياتها.
وحول العمل الحزبي نتفق مع من يقول بتطوير العمل الحزبي في سورية ولكن تطوير العمل الحزبي شيء، وتطوير العمل باتجاه الدفاع عن الوطن والقضاء على الإرهاب التكفيري والمرتزقة الذين دخلوا إلى سورية بمئات الآلاف تنفيذاً لمخطط دولي وإقليمي تشارك فيه الولايات المتحدة واسرائيل وبعض دول الاقليم المعروفة شيء آخر، ويجب وضع العمل الوطني في خدمة النصر وهزيمة العدوان وهذا العصر هو عصر المصالح وليس عصر الايديولوجيا، وعلى العاملين في الأحزاب الوطنية إدراك مصالح الجماهير ومطالبها قبل فوات الأوان. وأقترح الدعوة إلى مؤتمر قومي لحزب البعث لوضع المهام المرحلية للنضال والدعوة بعد ذلك إلى مؤتمر أوسع وأشمل لجميع الأحزاب والحركات العربية المقاومة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري في المنطقة ..
إقرأ أيضا:
العمل الحزبي الوطني والقومي: د. عبد اللطيف عمران جريدة البعث 27/7/2016
التعليقات
( مُقارَباتٌ عن " حزب البعث
( مُقارَباتٌ عن " حزب البعث العربي الإشتراكي " )
( كتب د . بهجت سليمان )
لولا حزب البعث العربي الاشتراكي ( الذي يريد البعض ذهابه للجحيم!!! ) ..
لذهٓبَتْ سورية للجحيم فعلاً ، لا مجازاً.
* لأنّ الجيش السوري الصامد ، هو جيشٌ عقائدي ، يحمل عقيدةَ حزب البعث .
* ولأنّ أسد بلاد الشام : الرئيس بشار الأسد هو الأمين القطري للحزب ..
* ولأنّ عقيدة الحزب عقيدة قومية عربية.
ولا يعني ذلك عدم وجود مئات السلبيات ، داخل صفوف قيادات وكوادر حزبية ..
ومع ذلك يبقى ( البعث ) - بِعُجَرِهِ و بُجَرِهِ - هو الحزب العلماني الأهمّ والأعمق والأوسع في الوطن العربي .
( 1 )
* ف كتبَ الكاتبُ والأديب والإعلامي السوري )
( أُبَيّ حسن Obai Hassan )
( شاء من شاء وأبَى من أبى ، لِ حزب " البعث " أيادٍ بيضاء على كلّ سوري ..
يكفي أنّه لولا هذا الحزب ، لما كان بمقدور غالبية السوريين ، لا التعلّم ولا التطبب ..
وربما كانت ماتزال الغالبيةُ عبارةًعن أقنانٍ عند بضع عائلات إقطاعيّة..
نسوق ذلك مع معرفتنا بمئات السلبيّات التي اعترت وتعتري مسيرة البعث. )
( 2 )
* و كتب الناشط والكاتب والإعلامي المغترب. )
( المهندس رياض مرعي Riad Merie )
ما كنت يوماً بعثياً ولم ولن أنتمي لأي حزب في حياتي... وإنتمائي ما كان إلا للدولة الوطنية ....
لكني ومع شرفاء هذا الوطن أقول وعبر هذه المحنة التي تمر به سوريتنا أقول بأننا كلنا كنّا بعثيّين بالفطرة .....
لكننا اليوم نحن وبالفم الملآن ...بعثيّون بالفطرة والإرادة ....هذا ما يتطلبه واقعنا وهذا ما تفرضه علينا وطنيتنا.
( لدينا الكثير الكثير من المآخذ والملاحظات على هذا الحزب في الممارسات والسياسات والأنظمة والشعارات ، وكل هذا يمكن إصلاحه وتقييمه ...
ويكفي بأنه حزب الفلاح والعامل والموظف وإبن الشعب العادي ...
ويكفي بأنه علماني من الطراز الأول ...
ويكفي بأنه ثبّت العقائدية للجيش العربي السوري ....
وما الكمال إلا لله سبحانه وتعالى ...)
ملاحظة : كم أتمنى أن أرى حزب البعث وحزب القومي السوري في بوتقة واحدة ... فالتشابه كثير والتناقض ضئيل ... وهذا تَمَنٍ مِنِّي )
( 3 )
* وكتب الناشط العربي الفلسطيني الأستاذ )
( فادي عادل )
( ولحزب البعث أيادٍ بيضاء علينا ، كفلسطينين وعرب ..
ففي اللحظة التي لم تكن البلدان التي نعيش فيها ، نستطيع إكمال دراستنا الجامعية ، كانت الشام ملاذاً وحضناً جامعياً شامخاً ، وبالمجان ..
لن ننسى وسنبقى مخلصين أوفياء لها . )
( 4 )
* و كتب العربي الأصيل الأستاذ )
( محمد العربي )
قال لي عميد سابق لكلية الطب في جامعة دمشق:
الله يرحم الدكتور محمود سعدة ( كان من مؤسسي حزب البعث ووزيراً سابقاً للصحة ) .. فلولاه هو ورفاقه ، لما وجدت في سورية طبيباً إلا من بيت البيك أو الباشا أو الآغا.......( مع احترامنا لكل وطني شريف من هذه العائلات ) .
( 5 )
* و كتب الأستاذ : ملهم حبيب الشاعر )
( كان في بلدي والبالغ تعداد سكانها الخمسين ألفا ، طبيبان من عائلة إقطاعية وطبيب حلبي أرمني فقط.
أما الآن ، ففيها اكثر من تسعين طبيبا بشريا من كافة الاختصاصات ، ومعظمهم من عائلات فقيرة أو ميسورة ، إضافة لعشرة دكاترة جامعيين ..
وهذا كله بفضل عطاءات وأنجازات حزب البعث ..
شكرا حزب البعث وشكرا للمثقفين الثوريين الأبطال . )
( 6 )
* وكتب الناشط والكاتب والمحامي والإعلامي السوري الميداني :
( باسل ديوب Basel Dayoub )
لايمكن حذف البعث من تاريخ سورية و العراق .. اثبتت كل الوقائع منذ 2003 ، أن البعث كان خلاصا شعبيا ومشروعا أرقى من كل الخصوم ..
بنى دولتين وطنيتين حديثتين .. و مكن شرائح فقيرة و مقهورة من الصعود الاجتماعي ، وإن كان بعضهم تحول الى حيتان مال .
( 7 )
* كما كتب الأستاذ : ( فوزي أحمد Fawzi Assef Ahmad )
حزب البعث هو من حول سورية من مزارع اقطاعية الى دولة مؤسسات ، و بنى جيشها العظيم ..
و كان للبعثيين الحظ الأوفر في تقديم الضباط و الجنود و الشهداء في حرب الدفاع عن سورية ..
و عن العروبة أعتقد ان التاريخ كفيل أن يجيب عن السؤال .
( 8 )
* وكتبت الناشطة العربية الأصيلة :
( جنان أحمد أحمد )
أنا لست بعثية ...ﻻشكّ أنّه لكلٌ حزبٍ حاكم ، إبجابيات وسلبيات ..
أول إيجابيّة تهمّني بفترة الحرب ، أنّه حتى الفاسد من هذا الحزب ، يحاول أن يؤدي دوره في الدفاع عن سوريا ..
ولوﻻ هذا الحزب ، لما كُنَّا قد رأينا فعالياتٍ على اﻻرض ، و لما بقي هذا الجيش متماسكا.
حبذا ، لو نعرف هذه اﻻحزاب الوطنية التي قدَّمت للشعب أكثر من البعث ، بحق !! ..لأنّ عملها ﻻيمكن أن يكون بالسرّ ..
وَأَمَّا " خروج مئة الف بحماة " أو " أتباع للعرعور " فهذا مُخْزٍ ؛ لأن الكثير في شعبنا أثبت أنه يدمن أفيون الدين أو أفيون عقدة النقص ، أمام الأمريكي ..
وهاهو " سيخوزقهم " إن شاء الله .
( 9 )
* وكتب الكاتب والأديب السوري البارز :
( المهندس نور الدين محمد )
قواعد البعث بغالبيتها قواعد نظيفة وفقيرة ..
والضباط الذين استُشهدوا بعثيون. .
ولكن من الضروري جداً جداً، أن يقف البعث ويُعيد النظر بالكثير من الأمور والأهداف ، أو على الأقل في آليات النضال وعدم الاهتمام بالأهداف الاستراتيجية على حساب التكتيك....
في عام 1967 عندما انتسبنا لحزب البعث ، قال لنا أمين الفرقة يومها : ( البعثي أول من يموت وآخر من يأكل....) ، وهذا ما يجب الرجوع له.
( 10 )
* كما كتب عن " حزب البعث " الكاتب الأستاذ :
( علي سلمان Ali Salman )
دعنا نقولها بكل صراحة . . حزبُ البعث ليس أشخاصاً ، هو فِكْرٌ ، و هو ليس حتّى مِلْكَ مَنْ أسّٓسَهُ ، ولا من ابتكر فكرته .. هو مِلْكُ كل من بقي يؤمن به ..
نعم هو اصبح حزباً سلطوياً ، وقفز الكثير من الوصوليين الى مركبه ، وكانوا أوّل الهاربين منه عند الهجوم عليه ..
وهناك من حرف مسار الحزب .. نعم هناك من أدْخٓلَ البراغماتية في تعاطيه مع كل ما يناقض فكره ..
نعم هناك من ساير وتراجع وهادن ، وذلك كُلُّه صحيح ..
ولكن هل أصبح فِكْرُ البعث من الماضي ؟
وهل باتت مبادئه غير صالحة لزمننا ؟
بالطبع لا .. وهنا واجبنا ، نحن البعثيين ، أن نقوم بإعادةِ إحْياءِ هذا الفكر ، بأُسْلوبٍ أكثرَ حزماً ورفضاً وأقلَّ مجاملةً للرجعيين والطائفيين والوصوليين ..
هل نقوم بهذا الآن ؟ بالطبع لا .. معركتنا الآن هي معركة وجود سورية والمحافظة على بقائها ، كبلدٍ علماني ثوري قومي عربي..
إنْ سقطت سورية ، سقطت الأمّةُ كُلَّهَا في جحيم التذابح الطائفي والمذهبي والإثني . .
لذلك نصمت الآن .. وَأَمَّا غداً فسنكون من أشدّ المعترضين والغاضبين والرافضين لكل تراخٍ عن ترسيخ مبادئ الحزب ، بأساليب ذكية بعيدة عن عملية التلقين ، التي أثبتت فشلها ..
هل نعترف بأخطائنا أو خطايانا ؟
نعم نعترف أنٰنا ارتكبنا كوارث .. ولكن لنا الفخر أنّنا نعترف وأنّنا ننوي الاصلاح وأنّنا لم نُضَيِّعْ البوصلة ..
واجب كل عربي أن يقف مع البعث .. واجب كل سوري وكل من يريد لهذه الامة أن تتطور إلى الأفضل ، أن يجعل من سورية ، القدوة والنموذج ..
بهذا فقط نفي دماء الشهداء حقها .. بهذا فقط نعيد للحزب أَلَقٓهُ ..
حزبنا العظيم ترنّح ، ولكنه لن يسقط ، ولن ندعه يسقط أبداً .
( 11 )
( كما كتب - عن " البعث " - المحامي العروبي الأردني )
( أ . حاتم شريدة Hatem Shuriedeh )
أيها الأصدقاء ..علينا أن نميز بين " البعث " الحزب ، وبين من تسللوا الى الحزب ، وبين من اتخذوا من الحزب سلما لتنفيذ برامجهم وأهدافهم..
وهذا الجزء لا علاقة له بالحزب ، ولا يجوز أن نحمل الحزب أوزارهم ..
الحزب كحالة فكرية ، لا خلاف عليها ولا اختلاف ، بأن صمود الدولة السورية ، على الأقل طيلة الست سنوات الماضية ، يدل على أن هناك جيلا لا بأس به ، تربى بشكل عقائدي جيد ..
ولكن هذا لا يعفي من مسئولية وضرورة الوقوف والنقد من اجل تنظيف الذات ، لا جلدها لدرجة الإساءة للحزب وما أنتجه في كثير من المواقع ..
كذلك يجب ان يكون هناك مراجعة لكثير من الأشياء والأشخاص ، الذين كانوا في مراحل كثيرة ، هم من يضعون العصي في دواليب الحزب ..
والبعض هم من أساء للحزب وأعطى للمتربصين المبرر لجلد الحزب والحزبيين ..
وأما حول بعض من كتبوا ...
فبعضهم صادق السر والسريرة ..
وبعضهم ناصح لا مطمع له ..
ولكن البعض هو ممن تربصوا في مرحلة سابقة ، وهو يدعي الحرص على الحزب ( النظرية) ، كما يدعي الحرص على العمل القومي ، وهو أقل من إقليمي وأقل من طائفي ، ونعرف مساره ، فهو غير صادق فيما يقول ، ولكنها فرصته للتجريح من باب ادعاء الحرص على الفكرة ، وهو صاحب هوى.
الفكرة المطروحة جميلة ورائعة وتستحق الحوار ، وتستحق أن يعقد لها ورشات عمل ومراجعة ، ولكن ليس في مضمون الفكرة والنظرية ، بل لتطوير بعض المحاور ولضرورة أخذ القرار ببعض الأمور والشوائب التي لحقت بالكوادر .
من حيث النتيجة ، كل حالة فكرية مطروحة ، بحاجة بين فترة واُخرى ، الى وقفة مع الذات لأخذ الدروس والعبر ، من أجل وضع خطة للتطوير.
شكراً لمن طرح الفكرة ..
وويل للمتربصين والحاقدين والمدعين...
والحديث في هذا الموضوع طويل.
عاشت سورية ، وعاش البعث ، وحمى الله الوطن من أعداء الداخل والخارج.
( 12 )
* كما كتب الخبير العربي والدولي ورئيس منظمة " صُنَّاع الجودة العرب " المغترب :
( حسان حموي Hassan Hamwi )
( لو لم أكن صوفياً ، لكُنْتُ بعثياً ! )
هنا أتكلّم بعين الخبير العربي و الدولي في مجال تحليل و بناء و تقييم و تحديث المنظومات اﻹدارية وأفخر بنعمة ربي عليّ ، أن جعلني شامياً ربانياً وطنياً عروبياً ، فيمن اختار لهم شعوبهم وقبائلهم ، لترتقي اﻷمم الى أكرمكم عند الله ...
الصوفية الكونية مدرسة فلسفية، ترتقي عبر الذوق والتهذيب و سلخ تعلق النفس بالجسد ، وتغتال الشهوات و اﻷنا و تجعل المقيم على التراب زاحفاً على بطنه ، عسى يعود ماللتراب للتراب ، و ما للروح لله ..
مقدمة ﻻ بُدّ منها ، لمن قد ﻻيقدّر استقلال ما سأقول ونزاهة ما سأقيّم ، وأنا أهلٌ له !
" أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة "
" وحدة ... حرية ... إشتراكية "
سياسة أداء اطلقت منذ اكثر من 50 عاما ، تتطابق مع المعيار الدولي الصادر عن منظمة التوحيد القياسي في جنيف الشهر الثامن عام 2015م و عناصرها ذوات اﻻرقام من 5.1 الى 5.3 من البند 5 المعنون ب " Leadership " .
معيار دولي قامت بوضعه على مدى اكثر من 5 سنوات ، مجموعات من أرفع خبراء اﻻدارة و السياسة و اﻻقتصاد و المجتمع و الطب والهندسة .....
"يفوق عددهم 1600 مساهم من اكثر من 180 دولة " ..
إذن نستخلص أن منظومة سياسية تختص بإدارة الحكم ، لتضمن مصالح اﻷطراف المعنية و تتعامل مع احتياجات البيئة الداخلية ومقتضيات البيئة الخارجية ومخاطرها وفرصها ، و يكون السطر اﻻول في عنوانها متطابق مع واحد من اعتى المعايير الدولية ، التي تلجأ اليها بل تعتمدها أكثر من مليون ونصف منظمة دولية عامة وخاصة ومجتمعية واكاديمية و مالية وسياسية وحكومية ، وعلى رأسها كبرى مؤسسات الهيمنة اﻻقتصادية الدولية ..
إن هكذا دستور ومنظومة، وضع قبل هذا المعيار بأكثر من 50 عاما !! لجدير أن يوصف بأنه خﻻصة عبقرية اﻹنسان العربي السورية ، باني الحضارات اﻹنسانية ...
وهنا أود أن أبرئ ذمتي أمام الآباء المؤسسين لدستور حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأعترق بأني نلت العشرات من جوائزي العربية و الدولية ، و من قبلها تكريم اﻻب الروحي للتصحيح لي ، و من بعده من هو إسما وفعﻻ " اﻷسد البشار " ..
تلك الجوائز المرموقة و التي لم اكن لأصل لها ، إﻻ بسرقتي المستمرة ﻷفكار و نصوص ومنهجية دستور البعث ..
لقد ايقنت أنه واحد من أرقى منظومات الإدارة السياسية النظرية و المنهجية و التنفيذية المتكاملة في المئة سنة اﻷخيرة...
إنني مازلت بإستمرار ، أرجع له ولمعايير و منهجية التصحيح ، في مشاريع تطوير اﻷداء الحكومي في عدة دول و منها السويد...
إن هذين المرجعين الهامين والرائعين واللذين هما عصارة أدمغة وضمائر واضعيه ... و بكل العقيدة و الإخﻻص واﻹيمان واﻷمل ، بأمة يجب أن تبعث ، بعد أن كانت ثورتها العربية!!! اﻷولى ، لورنسية المذهب ، سايكس وبيكو العقيدة ، و تقسيمية الدين !!
أنصحكم بالحصول على دستور البعث وفكر و منطلقات و منهجيات التصحيح ودراستهم..،
إن أغلبيتكم الساحقة لم تقرأها ، لاعتقادهم خطأ أنهم عايشوها ! او أنساهم إياها فساد الفاسدين و السنون ...
حقيقة ومنطقا، إن أرتباط اسم هذا الدستور بإسم أعضاء فاسدين مفسدين ، ﻻيتجاوز كونه مشاهد موجودة في جميع المنظومات ، حتى الدينية منها .. فﻻ أفراد اليهود يمثلون قيم التوراة الرباني المصدر . . وﻻ أفراد المسيحيين يمثلون دستورهم .. وﻻ المسلمون أيضا !!!
فهل المتملقون على كعب البعث هم استثناء !
وهل الصهاينة المدعون للبعثية ، أو أطلسيو الهوى المدعون للبعثية هم استثناء !
و هل الدواعش المدعون للبعث ، أو المنشقون اليوم عن البعث، جرياً وراء قطرات من زيت ، أقل سواداً من ضمائرهم ، استثناء !!
حقيقة لقد أعددت تطبيقا خاصا بي ، على الكمبيوتر من بداية التسعينات ، أستخدمه فقط للإستخلاص المرجعي اﻻستشاري من نصوص دستور البعث ...
لم أكن لأتكلم و أدلّ المنافسين ، إلى نقطة من نقاط جهدي اﻻستشاري العربي والدولي ، مالم أجد أن حق البعث عليَّ ، أن أعترف له بدستوره
إضافة تعليق جديد