الموصل مقطوعة عن العالم النازحون 71 ألفاً
في خطوة تُعد مفصلية في معركة تحرير الموصل من تنظيم «داعش»، تمكنت القوات العراقية من عزل المدينة عن باقي محافظات العراق، قاطعة بذلك طرق الإمداد الخارجية للتنظيم بشكل كامل عنها، ما من شأنه أن يسرِّع في عملية تحريرها من قبضة الإرهابيين، خاصة مع إحكام السيطرة على المحور الغربي المحاذي لمناطق سيطرتهم في سوريا.
في هذه الأثناء، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لرئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني، استعداد بلاده لتقديم المساعدة لمكونات المنطقة وحمايتهم من «خطر الإرهاب» والتنسيق والتعاون التام بين العراق وتركيا بهذا الشأن.
التقدم العسكري في الموصل رافقه ارتفاع في أعداد النازحين بفعل المعارك، إذ أكدت وزارة الهجرة والمهجرين أن تعداد النازحين منذ بدء القتال في 17 تشرين الأول الماضي قد بلغ 71 ألف شخص، بعدما كان 40 ألف نازح في التاسع من الشهر الحالي، أي بزيادة نحو 30 ألف شخص خلال أسبوعين.
قوات «الحشد الشعبي» أكدت، أمس، أنها «قطعت طريق تلعفر ـ سنجار والتقت مع قطعات البشمركة في نقاط التماس عند منطقة سينو»، مشيرة إلى أنها عزلت الموصل عن بقية المدن المحيطة ما عدا تلعفر.
وقال القيادي في «الحشد» أبو مهدي المهندس إن «المرحلة الرابعة من عمليات غرب الموصل انتهت بعد وصولنا إلى خط صد البشمركة باتجاه قضاء سنجار»، مضيفاً أن «داعش لا يزال يسيطر على الطريق الذي يمتد لمسافة 60 كيلومترا بين الموصل وتلعفر»، موضحاً أنه «لم يتبقَّ للدواعش سوى طريق تلعفر ـ الموصل، وهذا ما سنعمل على معالجته»، في إشارة إلى أن «الحشد» سيحاول فصل الموصل عن تلعفر.
من جهته، أكد مسؤول أمني كردي أن قوات «الحشد» التقت مع قوات أخرى بينها مقاتلون من «حزب العمال الكردستاني» التركي في ثلاث بلدات في المنطقة.
وأعلن رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، أن قوات الجيش والشرطة ستتولى مهام تحرير قضاء تلعفر من سيطرة «داعش»، معرباً عن أمله بعودة الأهالي إلى القضاء بأسرع وقت، لافتاً إلى أن «القوات الأمنية تواصل عمليات تحرير القرى والمدن في مختلف المحاور الشمالية والشرقية (للموصل)، حتى أن أغلب مناطق محافظة نينوى أصبحت بيد القوات الأمنية الآن»، مشيراً إلى أن «قوات الحشد وصلت إلى مشارف قضاء تلعفر، لكنها لن تدخل إليه»، ولافتاً إلى «وجود تعاون كبير بين القوات الاتحادية وقوات البشمركة الكردية».
وواصلت القوات العراقية تقدمها في محاور القتال، وتمكنت من تحرير قرى حاوصلات وقره تبة وبرغنتي وطواجنة القديمة في وحور الزاب.
وفي ظل تسارع الإنجازات الميدانية للقوات العراقية، أوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن تحرير الموصل قد يحصل في غضون أسابيع قريبة، مشدداً على «ضرورة محاربة الإرهابيين وتجنب، ما أمكن، تنفيذ العمليات التي قد تسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين».
وفي شأن المساعي الإنسانية التي تبذلها بغداد، ذكرت وزارة المهجرين أن أكثر من تسعة آلاف نازح عادوا إلى مناطقهم المحررة في نينوى، لافتة إلى أنه تمت المصادقة على «بناء مخيم جديد للعوائل النازحة جنوب مدينة الموصل بواقع ستة آلاف خيمة لإيواء النازحين».
وكانت الأمم المتحدة أبدت قلقها حيال فقدان أهالي الموصل لطرق الخروج من المدينة، خاصة في ظل استمرار طائرات «التحالف» بتدمير جسور المدينة، وكان آخرها قبل ثلاثة أيام، حيث دمَّرت القوات الأميركية جسراً على نهر دجلة لـ «تقييد» حركة «داعش» بين الأجزاء الغربية والشرقية من الموصل.
وتعليقاً على استهداف الجسر، قال المتحدث باسم «المنظمة الدولية للهجرة» جول ميلمان إن «هذا مبعث قلق للمنظمة الدولية للهجرة، لأنه سيترك مئات الألوف من دون طريق مختصرة للخروج من منطقة القتال».
وكالات
إضافة تعليق جديد