«تكتيك» عراقي جديد لتحرير الموصل
أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أنه تمت «إعادة النظر» في خطة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش»، وبينما أشار إلى تحقيق تقدم «كبير» في العمليات العسكرية بالمدينة، أكد وصول القوات العراقية إلى «مرحلة الحسم النهائي». يأتي ذلك في وقت حذرت أربيل من اندلاع «نيران جديدة» في الموصل في حال عدم وجود اتفاق سياسي يحكم مرحلة ما بعد «داعش».
وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد، إنه «تمت إعادة النظر بكل خطة تحرير الموصل، ونحن راضون عن سير العمليات العسكرية»، مضيفاً «وصلنا إلى مرحلة الحسم النهائي في الموصل، ورصيدنا الأساس في المعركة هم المقاتلون»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «طيران الجيش يلعب دورا مهما في المعركة».
وكانت وسائل إعلام عراقية قد ذكرت قبل أيام أن القيادة العراقية أجرت تعديلات على خطة تحرير الموصل تهدف لدفع «داعش» إلى تلعفر حيث ستكون المعركة الحاسمة.
وذكرت أنه بعد أسبوع من جمود العمليات العسكرية في الموصل، سمح «تكتيك» جديد بوصول القوات الى قلب الساحل الأيسر وتحرير أحياء جديدة بحركة خاطفة وسريعة، وذلك في وقت كانت الولايات المتحدة توصي بإيقاف التقدم شرق الموصل لحين إخلاء المدنيين.
وبحسب مسؤولين عراقيين، فقد أشارت التدابير العسكرية الجديدة الى تراجع القيادة العراقية عن خطة تطويق الموصل، إذ لا يزال هناك «منفذ بري» يؤدي الى غرب المدينة لا يشهد إجراءات مشددة.
كما تراجع العبادي عن تمسكه بالسقف الزمني لتحرير المدينة، إذ إنه بعدما كان يؤكد مراراً أن عمليات تحرير الموصل ستنتهي قبل نهاية 2016، قال خلال مؤتمر صحافي في السادس من الشهر الحالي، إن «معركة الموصل تسير سيراً سليماً ولا ننتظر نتائج سريعة منها»، مؤكداً أن «تحرير الموصل مسألة وقت».
وبعد يوم من إعلان قائد «البشمركة» الكردية في بعشيقة العقيد نابي احمد محمد نية قواته البقاء في المدينة وعدم الانسحاب منها في مرحلة ما بعد «داعش»، حذر رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني، أمس، من اندلاع «نيران جديدة» في الموصل في حال عدم وجود اتفاق سياسي يضمن حقوق جميع مكونات المدينة، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالموضوع ومنع حدوث «كوارث» أخرى في المنطقة.
وقال خلال كلمة في مؤتمر التعايش والتسامح في أربيل: «نحن نؤكد ضرورة إيجاد اتفاقية سياسية بين مختلف الأطراف والمكونات في الموصل لمرحلة ما بعد داعش»، مشيراً إلى أن «تحرير الموصل من الناحية العسكرية عملية سهلة لكنها بحاجة لعمل جدي على الأصعدة الاجتماعية والتعايش المشترك».
وأضاف البرزاني أن «اتفاقا واقعياً على جغرافية وديموغرافية المنطقة له أهمية كبيرة لضمان حقوق جميع مكوّنات المنطقة، ولمنع اندلاع نيران جديدة تحاول جهات داخلية وخارجية إشعالها»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام بالموضوع ومنع حدوث كوارث أخرى في المنطقة».
وتابع «لغاية الآن لم نلمس نية جدية وقراءة واقعية بهذا الشأن»، لافتاً إلى أن «هناك تهربا من هذا الموضوع».
ميدانياً، أكد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يار الله أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب حررت حيي الفلاح الأول والثاني في المحور الشرقي بالساحل الأيسر لمدينة الموصل. على أن التطور الأبرز في عمليات أمس تمثل في المحور الغربي، حيث التقت قوات «الحشد الشعبي» الآتية من المحور الجنوبي لقضاء تلعفر غرب نينوى بالقوات المتقدمة من المحور الشمالي للقضاء في الشارع الرابط بين ناحية تل عبطة ومطار الشهيد سيد جاسم آل شبر تلعفر سابقاً، وبهذا التقدم يكون «الحشد» قد قطع آخر خطوط إمداد «داعش» مع قضاء تلعفر من الجهة الجنوبية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد