تشكيل وفد «المعارضة» يصدع صفوفها
أقرت وسائل إعلام داعمة للمعارضة بأن تشكيل وفد «المعارضة» إلى محادثات «جنيف4»، تسبب في انقسامات داخلية بينها، على حين بررت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» عدم مشاركتها في المحادثات بأن المشاركة ستزيد الاحتقان في الشمال السوري بين الميليشيات، وسيدفعها للتصادم مع ميليشيا «هيئة تحرير الشام» كون أن تلك الميليشيات تتهم المشاركين في محادثات السلام بالخيانة.
وأقرت صحيفة «الشرق الأوسط» الممولة من السعودية، أمس أن استعداد «المعارضة السورية» للمشاركة في محادثات جنيف المرتقبة، تسبب في تصدع داخل «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»، أحد كيانات المعارضة المشاركة في «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، حيث انقسمت الهيئة بين مؤيد للمشاركة، ومعارض لها على قاعدة أن العملية التفاوضية هي «عملية وهمية».
وتوسع الانقسام حسب الصحيفة من الكيانات السياسية المعارضة إلى الميليشيات المسلحة، حيث تغيب عن الميليشيات المشاركة: «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، علماً بأن الأولى تمثل واحداً من أكبر الميليشيات المسلحة في سورية، في حين كان قيادي في «جيش الإسلام» يتولى موقع «كبير المفاوضين» في محادثات جنيف السابقة.
ونقلت الصحيفة، عن مصدر قريب من «أحرار الشام»: أن «الحركة لا تنظر إلى المفاوضات على أنها مجدية في ظل استمرار النظام في التعويل على الحل العسكري، وهو ما اتبعه في وادي بردى والغوطة الشرقية، رغم الهدنة التركية الروسية المعلنة»، معتبراً أن محادثات جنيف لن تختلف كثيراً عن اجتماعات أستانا.
وأشار المصدر، إلى خصوصية أخرى لميليشيا «أحرار الشام» تدفعها لعدم المشاركة أيضًا، وهي أن المشاركة «ستزيد الاحتقان في الشمال السوري بين الفصائل، وستدفع للتصادم مع ميليشيا «هيئة تحرير الشام» (التي تعتبر «جبهة النصرة» فيها أكبر النافذين) بالنظر إلى أن الميليشيات في الشمال تتهم المشاركين في محادثات السلام بالخيانة، وهو ما تسعى «الحركة» إلى تجنبه منعاً للاقتتال الداخلي، وفي ظل التقارب الأخير بين الفصيلين اللذين يشاركان في معركة مشتركة في جنوب سورية أخيراً.
ويضم وفد «العليا للمفاوضات»، وفق القائمة المسربة أول أمس من «الائتلاف» المعارض، 10 ممثلين عن الميليشيات المسلحة، أبرزها «فيلق الرحمن»، المنتشرة قرب دمشق، و«لواء السلطان مراد» القريبة من تركيا والناشطة في شمال سورية، إضافة إلى ميليشيات في شمال وجنوب سورية، في غياب ممثلين عن ميليشيات مسلحة تتمتع بنفوذ لاسيما «جيش الإسلام»، وفق الصحيفة.
وانسحب الانقسام حول مشاركة أطراف «المعارضة السياسية» على منصتي «القاهرة وموسكو»، اللتين أعلنتا عدم انضمامها إلى وفد المعارضة.
ونشرت أول من أمس، قائمة بأسماء أعضاء وفد «المعارضة» الـ21، غداة اختيار «العليا للمفاوضات» لهم في اجتماع عقدته في الرياض اليومين الماضيين.
وبينما أعلنت «هيئة التنسيق» المشاركة في المؤتمر، تصدعت «الهيئة» من الداخل على ضوء الانقسامات بين أعضائها، إذ أعلنت عضوة هيئة التنسيق نورا غازي استقالتها من الهيئة، وقدمت اعتذارها عن المشاركة بعضوية الوفد الاستشاري في جنيف، الذي تم تعيينها به في اجتماع «الهيئة العليا للمفاوضات» بالرياض.
وبحسب «الشرق الأوسط»، قالت مصادر مقربة من هيئة التنسيق: «إن المعترضين على المشاركة يعتبرون أنه ليست هناك عملية سياسية مجدية، بالنظر إلى أن قرار المكتب التنفيذي لمؤتمر جنيف ينص على تشكيل وفد واحد للمعارضة وفق القرار 2254 بالمنصات الثلاث والأطراف الأخرى، وهذا الأمر لم يتحقق»، لافتاً إلى أن الخلاف داخل هيئة التنسيق اندلع على خلفية أن المشاركة تخالف العهد الوطني واستقلالية المكتب التنفيذي».
وكالات
إضافة تعليق جديد