" كالاتشاكرا" النص الذي تنبأ بحرب آخر الزمان ضد المسلمين والإبراهيميين

24-11-2021

" كالاتشاكرا" النص الذي تنبأ بحرب آخر الزمان ضد المسلمين والإبراهيميين

Image
" كالاتشاكرا" النص الذي تنبأ بحرب آخر الزمان ضد المسلمين والإبراهيميين

د. سامح عسكر: 

قبل 1000 عام كتب الهنود نصا مقدسا يسمى " كالاتشاكرا"   تنبأ هذا النص بحرب آخر الزمان ضد المسلمين والإبراهيميين بالمطلق، وصار قاعدة دينية راسخة عند الهنود ممن يتبعون (البوذية التبتية) التي هي دين جامع بين الثقافتين (الصينية والهندية) معا، وظلت سائدة عدة قرون في شرق آسيا أيام المغول..
هذا النص الديني الذي يتنبأ بحرب ضد المسلمين هو جزء من سلسلة تعاليم روحية وفلسفية واجتماعية وطبية صنفها حكماء الهنود في زمن الغزوات الإسلامية ضد الهند والسند في العصر الغزنوي وحاكمه المسلم "محمود بن سبكتكين الغزنوي" المتوفي عام 1030 م وكان سبكتكين قائدا أفغانيا فعل مجازر بالهند، فدفع ذلك رهبان الهنود لتأليف الكالاتشاكرا، وفيها نص داخلي سياسي يسمى " كلاتشاكرا تانترا" Kalachakra Tantra تنبأ بحروب آخر الزمان ضد البرابرة الهمج – كان يقصد الغزاه الأفغان والجيش الغزنوي – وفور انتصار المؤمنين وسيادة الخير على الشر سيبني المؤمنين مملكة (شامبالا) الفاضلة التي يسكنها الأخيار ويختفي منها الأشرار ويعم السلام والسكينة..

آهي مملكة شامبالا هذه محور المقال

مملكة "شامبالا" Kingdom of Shambhala هي دولة فاضلة هندية على غرار دولة أفلاطون في الجمهورية، تنبأ بها الهنود في داخل نصوصهم الدينية، ولن تكون هذه الدولة سوى بالحرب المقدسة ضد الإبراهيميين في الغرب (الشرق الأوسط يقع غرب الهند والصين) وبناء على تلك القاعدة تأسست ذهنية شامبالا الدينية في المعتقد الهندوسي والبوذي التبتي الذي يعادي المسلمين من وجهة نظر دينية.. أشبه بعقيدة المهدي المنتظر بالضبط الذي سينزل ليحارب الروم ويقيم دولة الخلافة ويملأ الأرض عدلا كما مُلأت جورا وظُلما، وبناء عليه ظهر آلاف من مدعي المهدوية طوال التاريخ الإسلامي وفي كل مرة تحدث فتنة دينية يقتل على إثرها الآلاف من المسلمين أنفسهم، لكن هذا لم يحدث في الهند، لأن مملكة شامبالا لم يحدث أن ادعى أحد بتحققها أو انها صارت واقعا أرضيا يوما ما، وجهود علماء التاريخ والحضارات للبحث عنها تذهب سُدى على غرار مملكة أتلانتس المفقودة.. المهم: لي اجتهاد خاص غير مسبوق واختصاره أن غزوات المغول على حضارات الغرب الإسلامي والمسيحي أساسه (عقيدة مملكة شامبالا) هذه، وذلك لعدة اعتبارات:..

أولا: الدين المغولي كان بوذيا أقرب للعقيدة التبتية، أي لم يكن على بوذية الصين وقتها مما أشعل حروبا بين المغول وحكام الصين وقتها، والدين المغولي علميا كان يسمى "بالشامانية المنغولية" Mongolian shamanism وهو معتقدات روحية لها صلات كبيرة بالبوذية التبتية المؤمنة (بمملكة شامبالا)

ثانيا: الغزوات المغولية جاءت رد فعل على غزوات الدولتين (الغزنوية والغورية) على الهند والتي انتهت في القرن 13 م وهو التاريخ الذي بدأ فيه اكتساح المغول للشرق الأوسط وأوروبا، وسمعة الغوريين والغزنويين كانت – ولا زالت - سيئة جدا في الهند والصين نظرا لجرائمهم الطائفية ضد الهنود والبوذيين

ثالثا: ظهرت مملكة شامبالا في نصوص " الكلاتشاكرا تانترا" ليس مرة واحدة، بل إن كتابة تلك النصوص ظل على فترات زمنية متباعدة مثلما تم كتابة العهد القديم على فترات زمنية متباعدة، وهذا يعني أن الأثر السياسي في نصوص الكالاتشاكرا لم يظهر في البداية، لكنه جاء تفاعلا مع الأحداث السياسية وجرائم الغزنويين المسلمين ضد الهنود أولا، ثم ختمها السلطان محمد الغوري المتوفي عام 1206م بقتل مئات الآلاف من الهنود..

رابعا: البوذية التبتية والأديان الشامانية لا تعرف (التعصب الطائفي الديني) الذي يلزمه شريعة خاصة محكمة بل هم أقرب للعلمانية من حيث الجوهر، لذلك فالمغول تحولوا للمسيحية والإسلام دون ضجيج أو نشوب حرب طائفية داخلية بين المغول أنفسهم جراء ذلك، مع العلم أن هذا منفصل تماما عن قصة (التحشيد السياسي) الذي صنعه الرهبان الهنود في تأسيس مملكة شامبالا في خيالهم الذهني، والتي كانت تعني سيادة الخير على الشر، أي أن حروب المغول ضد المسلمين والمسيحيين كان تحقيقا لنبوؤات دينية فور انتصارهم لم يجدوا شريعة يطبقوها فتأثروا بشرائع الآخرين وانتقلوا إليها لتطبيقها..

خامسا: المغول في بداياتهم لم يفرقوا بين مسيحي ومسلم فقضوا على ملايين منهم في آسيا الوسطى وبلاد فارس، لكن فور انتصارهم ودخولهم بغداد بدأت المرحلة الأخرى في التاريخ المغولي وهي التسامح الديني ثم تحول بعض قياداتهم الكبرى للإسلام كالسلطان "محمود غازان" وهنا بدأت مرحلة أخرى في اضطهاد المسيحيين على يد خلفائه، وأشهر من فعلوا مجازر ضد المسيحيين في آسيا الوسطى من سلاطين المغول المسلمين "تيمور لنك" المتوفي عام 1405، و "محمد أولجايتو" المتوفي عام 1316 م


سادسا: الديانات الشامانية السحرية لا تهتم بالتأليف والتصنيف، لذلك فنصوص مملكة شامبالا غابت عن ديانة المغول الأصلية لكنها وجدت في التبت وبحوزة رهبان بوذيين، وعن طريقهم عرف العالم بتلك المملكة الغامضة


والخلاصة: أن غزوات المغول على الشرق الأوسط لم تكن سياسية فقط ولكن ورائها تحشيدا دينيا خلط الدين بالدولة، ومزاعم تشبه المهدي المنتظر، ورغم غياب المعلومات المؤكدة لذلك لكن هذا السرد يفتح باب كبير وواسع على تاريخ الحضارات ورؤيتها بشكل مختلف


الصورة لمملكة شامبالا الفاضلة كما تخيلها الهنود والبوذيين
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...