القاهـرة تطلـب إرجـاء «مؤتمـر بـوش»
بادرت القاهرة امس الى دعوة واشنطن لارجاء مؤتمر انابوليس المقرر اجراؤه الشهر المقبل، احتجاجا على محاولات «البعض في اسرائيل» إفراغ المسعى الاميركي «من مضمونه»، فيما أحبطت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس الجانب الفلسطيني، بعدما كررت اثر لقائها الرئيس محمود عباس في رام الله امس، تبني الموقف الاسرائيلي الرسمي الرافض وضع جدول زمني في الوثيقة المشتركة التي يعمل الفلسطينيون والإسرائيليون على تقديمها امام المؤتمر.
وعشية اجتماع رايس مع الرئيس المصري حسني مبارك اليوم، قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط انه «لا يشعر بالارتياح ازاء محاولات البعض فى اسرائيل افراغ المسعى الاميركي لخروج الاجتماع بوثيقة مهمة ذات مصداقية والزامية من مضمونه»، مضيفا ان «عدم التصدي لتلك المحاولات يجب ان يؤدي الى التفكير الجدي في ارجاء عقد الاجتماع الى موعد آخر اكثر ملاءمة، حتى لا يؤدي الاسراع في عقده من دون الاتفاق على وثيقة ذات مضمون حقيقي وايجابي، الى الاضرار بفرص تحقيق السلام العادل وبالاطراف التي تعمل باخلاص على تحقيقه».
وقالت رايس لصحافيين بعد عودتها الى الفندق الذي تبيت فيه في القدس المحتلة اثر لقائها عباس في رام الله، «لست متأكدة من اننا نرغب في جدول زمني يحدد اننا سنقوم بكذا في كذا وقت».
وشددت رايس على ان «الجانبين لن يتوصلا الى حلول لمشاكل تعود الى عقود، في وثيقة مختصرة يعدانها لاجتماع دولي».
وأكدت رايس ان المؤتمر سيعقد في تشرين الثاني المقبل في انابوليس في ولاية ميريلاند، على بعد 40 كيلومترا من واشنطن.
وذكرت صحيفة «هآرتس» ان رايس قالت لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، خلال لقائهما امس الاول، «لا أنوي فرض أي شيء على إسرائيل غير مقبول عليها».
وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية يرافق رايس في زيارتها، قد ألمح امس الاول الى انه قد يتعين ارجاء «مؤتمر بوش» بسبب حجم الهوة بين الجانبين.
واستبعدت رايس الاستجابة لمطالبة دمشق بأن يتطرق المؤتمر الى قضية الجولان السوري المحتل، كشرط للمشاركة فيه. وقالت للتلفزيون الاسرائيلي «انه اجتماع (مخصص) للمشكلة الاسرائيلية الفلسطينية»، مضيفة «وبالتالي فإن الولايات المتحدة واعية تماما انه في نهاية المطاف لا بد من تسوية سلمية شاملة في الشرق الاوسط... ما يشمل بداهة حلا للمشاكل بين اسرائيل وسوريا».
وأوضحت رايس أن سوريا دُعيت الى المؤتمر بصفتها عضوا في لجنة المتابعة المنبثقة من الجامعة العربية، مضيفة «من المعلوم ان سوريا هي التي تقرر هل ستشارك ام لا في المؤتمر».
وقال اولمرت امام الكنيست، في الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف رحبعام زئيفي، «هل من الضروري ضم مخيم شعفاط والسواحرة والولجة وبلدات اخرى للقول انها ايضا اجزاء من القدس؟ علي الاعتراف بأنه من المشروع طرح هذه التساؤلات».
وتقع القرى العربية التي ذكرها أولمرت، في جنوبي وشرقي وشمالي القدس الشرقية، وهي من القرى التي ضمها زئيفي نفسه إلى منطقة نفوذ بلدية القدس بعد احتلال المدينة في حرب العام .1967
وشدد أولمرت على رفضه المطلق الانسحاب من مناطق واسعة أخرى في القدس الشرقية وبينها البلدة القديمة ومحيطها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد