حملة صحفية إسرائيلية أمريكية لدعم قوى 14 آذار ضد سوريا وحزب الله
الجمل: نشرت مجلة ناشيونال ريفيو، التابعة لجماعة المحافظين الجدد تعليقاً خبيثاً حول لبنان، أعده الكاتب الأمريكي دبليو توماس سميث، قال فيه من بين ما قال: أن لبنان، من الناحية الإستراتيجية يمثل جبهة حيوية في الحرب ضد الإرهاب، ولكن قوات الجيش والأمن اللبناني، التي دعمتها الولايات المتحدة بملايين الدولارات، تعاني من متاعب خطيرة. فالاعتبارات السياسية، ومحاولات الاغتيال، والتهديد بالقتل والموت، تحدث جميعها بشكل منتظم في لبنان. وحالياً يشعر العديد من السياسيين اللبنانيين بالخوف من الأطراف المسئولة عن هذه العمليات، والتي تتمثل في: سوريا، إيران، حزب الله اللبناني، حركة أمل اللبنانية، وبقية التنظيمات والجماعات الجهادية، على حد تعبيره.
وأشار الكاتب الأمريكي -كما زعم- نقلاً عن صديقه اللبناني الدكتور راشد رحمي، بأن الجوامع والمساجد اللبنانية أصبحت تستخدم كمخازن للأسلحة والعتاد العسكري الخاص بحزب الله والحركات الإسلامية الأخرى.
* ما وراء المشهد اللبناني:
يقول الكاتب الأمريكي بأن حزب الله اللبناني استطاع أن يكوّن ما أطلق عليه تسمية "مدن حزب الله المستقلة - السيطرة داخل السيادة اللبنانية" والتي تقوم بوظيفة "المنطقة الأمنية" التابعة لحزب الله..
وأضاف الكاتب قائلاً: في مثل هذه البيئة الأمنية اللبنانية، من غير الممكن عملياً أن تتم عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحل محل الرئيس اللبناني الحالي إميل لحود، والذي وصفه الكاتب بـ"الموالي لسوريا"..
تطرق الكاتب إلى الجيش اللبناني، ووصفه بالجيش الصغير، الضعيف، وغير القادر أو المؤهل لخوض الحرب ضد الإرهاب، ووجه المزيد من الانتقادات إلى قيادات الجيش اللبناني، قائلاً:
بدأت المشاكل، وظهرت بشدة خلال فترة نهر البارد، وإذا بدأنا بالقيادات العليا في الجيش اللبناني، فإن العديد من جنرالات الجيش اللبناني يخاف من قول الحقيقة، ويجدون العذر لأنفسهم في إطلاق تسمية "مقاومة" على الجماعات الإرهابية، ويوجهون الانتقادات إلى الحكومة اللبنانية لعجزها عن حماية لبنان، ويضيف الكاتب قائلاً بأن قادة الجيش اللبناني ما يزالون على صلة وثيقة بقادتهم السوريين، الذين أخرجهم قرار مجلس الأمن الدولي 1559 من لبنان، وعلى الصيد المهني يصف الكاتب قادة الجيش اللبناني بأنهم "يفتقرون إلى الشجاعة الأخلاقية اللازم توافرها في القادة العسكريين الناجحين، وأيضاً إلى مستويات المهارة والحسم العسكري المطلوبة، على النحو الذي جعل من قيادة الجيش اللبناني بالأساس قيادة ضعيفة".
ولم يكتف الكاتب الأمريكي التابع لجماعة المحافظين الجدد بانتقاداته السابقة، بل أضاف إليها قائلاً:
في بيئة غريبة، فإن ثمة 50 ألف عنصر، يتكونون من قوات الجيش والقوات الخاصة، والبحرية والجوية، تتم قيادتهم بواسطة زمرة ضباط مسلوبي الإرادة، والذين يقولون دائماً "نعم"، والذين سمحوا لحزب الله بتعزيز قوته العسكرية والسياسية في لبنان.
وبالنسبة لجوانب الفشل الأخرى، أشار الكاتب الأمريكي إلى الإخفاقات التالية:
• لقد فشلت قوات الجيش والأمن اللبناني في حماية لبنان من خطر أسلحة حزب الله وحركة أمل والحركات الفلسطينية والجماعات الإسلامية.
• لقد فشلت قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" في القيام بعملية نزع أسلحة حزب الله، وحركة أمل وغيرهما.
• مازالت سوريا وإيران تتدخلان في الشأن اللبناني.
* اللوبي الإسرائيلي تهيئة المسرح اللبناني:
تضمنت تحركات عناصر اللوبي الإسرائيلي إزاء لبنان في اليومين الماضيين ما يلي:
• تحليل اليهودي الأمريكي ديفيد شينكي (محلل شئون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع الأمريكية) الذي نشرته صحيفة لوس أنجلس تايمز، حمل عنوان "حكومة لبنانية عن طريق القتل"، تطرق التحليل في بدايته إلى توصيف حالة هلع وخوف النواب اللبنانيين التابعين لقوى 14 آذار، من مواجهة محاولات اغتيال خلال تواجدهم بفندق فينيقيا الدولي في بيروت..ثم يتحدث شينكي عن سوريا وحزب الله باعتبارهما السبب الرئيسي لخوف وهلع نواب 14 آذار، ويطالب ديفيد شينكي الإدارة الأمريكية بضرورة القيام بوضع "سياسة جديدة" تهدف إلى منع سوريا وحلفائها اللبنانيين من إسقاط الحكومة اللبنانية الحالية..
• فعاليات المؤتمر اليهودي الأمريكي فاينبرج: حيث عقد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي مؤتمر فاينبرج السنوي، وكان من أبرز المشاركين فيه وقدموا مداخلات:
* نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي هدد سوريا وإيران.
* الجنرال الإسرائيلي كابلانسكي الذي هدد بحرب ثانية ضد حزب الله اللبناني.
* الزعيم اللبناني (من قوى 14 آذار) وليد جنبلاط الذي قدم مداخلة طويلة حول كفاح لبنان ضد سوريا وحزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية، وذلك من أجل الديمقراطية.
وتقول المعلومات بأن الزعيم اللبناني قد شارك في منتدى المؤتمر اليهودي الأمريكي فاينبرج بناء على دعوة رفيعة المستوى وجهها له معهد واشنطن التابع للوبي الإسرائيلي، وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها جنبلاط في احتفاليات وفعاليات منظمات اللوبي الإسرائيلي، فقد سبق له أن شارك خلال الأشهر الماضية في معهد المسعى الأمريكي وقدم محاضرته الشهيرة التي كان من أبرز ضيوفها جون بولتون، وكانمان، وماكوفيسكي، وبقية زمرة خبراء اللوبي الإسرائيلي من اليهود الأمريكيين..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد