الحرب على غزة تحصد العشرات
كأنها الحرب على لبنان في تموز العام .2006 المشاهد الآتية من قطاع غزة امس، اعادت الى الاذهان صور البلدات والقرى الجنوبية والضاحية، عندما قرر العدو الاسرائيلي هدم المنازل والمباني على رؤوس ساكنيها: تسع جثث خمس منها من عائلة واحدة سحبت من تحت الانقاض، وعشرات الجرحى معظمهم من الاطفال، نقلوا الى المستشفيات، في واحد من ابشع ايام الحملة العسكرية الاسرائيلية التي انطلقت في اعقاب مؤتمر انابوليس في نهاية تشرين الثاني الماضي، وحصدت حتى الان اكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى.
وبدا امس، ان ايقاع الحملة الاسرائيلية الدموية على قطاع غزة، تسارع مع اقتراب موعد وصول الرئيس الاميركي جورج بوش الى المنطقة المقرر الثلاثاء المقبل، في جولة موسعة ومطولة، ذكرت صحيفة «هآرتس» ان إسرائيل تعتزم مطالبته خلالها بالسماح لجيشها بالانتشار في الضفة الغربية، في حالات الطوارىء، بهدف «احباط غزو من الشرق»، ومراقبة المعابر الحدودية للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وكانت 10 دبابات للجيش الاسرائيلي قد توغلت، بعد منتصف ليل امس، في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس جنوب القطاع، فتصدى لها مقاتلو حركتي حماس والجهاد الاسلامي وحاصروا القوة الغازية في منطقة واحدة، فاستعان الاحتلال بسلاح الجو الذي اطلق تسعة صواريخ ادت الى استشهاد المقاومين منير برهم (21 عاما) وبرهم فهمي أبو لحية (26 عاماً) واصابة تسعة. واطلقت الدبابات الاسرائيلية، خلال محاولات انقاذ القوة المحاصرة، نيران رشاشاتها الثقيلة، فاصابت ثلاثة اطفال.
واطلقت الطائرات الاسرائيلية صاروخا على منزل عائلة فياض في البلدة، ما ادى الى استشهاد كل من كريمة فياض (50 عاما) وابنائها اسماء (20 عاما) واحمد (22 عاما) وسامي (25 عاما)، وهما مقاومان في الجهاد الإسلامي، بالاضافة الى ابن شقيق كريمة محمد (17 عاماً). واصيب خمسة من ابناء كريمة فياض بينهم طفلان في الخامسة والسادسة من العمر. واثنان من الجرحى في حالة حرجة وكان الشهيد أحمد فياض قد رزق بطفلة، قبل ساعات من سقوطه، أطلق عليها اسم فتح.
ومحاولة تبرير الجريمة، قالت المتحدثة باسم جيش الاحتلال نوا مئير ان المقاومين «تعمدوا استخدام المناطق المدنية» لاطلاق النار على القوات الاسرائيلية، محملة اياهم المسؤولية عن الضحايا من عائلة فياض.
وادت الغارات الجوية والقصف المدفعي على بني سهيلة، الى اصابة 40 فلسطينيا بينهم عدد من الاطفال.
وسقط المقاوم في حماس ياسر حلس واصيب ثلاثة آخرون، في غارة جوية اسرائيلية على مدرسة شرق الشجاعية شرق مدينة غزة
وكان العنصر في حركة فتح محمد عبد الله قشطة قد استشهد وأصيب ثلاثة، بعدما قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعاً عسكرياً لحماس في رفح جنوب القطاع. واحتجزت حماس قشطة مع ثمانية آخرين من فتح، لدى عودتهم الى غزة بعد ادائهم مناسك الحج.
وفي وقت لاحق، اغار الطيران الاسرائيلي على منازل ثلاثة مقاومين، بينها منزلا العنصرين في الجهاد محمد عبد الله وكريم الدحدوح اللذين استشهدا في غارتين إسرائيليتين الشهر الماضي. ودمرت المنازل الثلاثة، التي لم تكن مأهولة لحظة الغارة، فيما أصيب تسعة مدنيين.
وفي ابعد مدى يصل اليه صاروخ فلسطيني، سقط كاتيوشا اطلق من غزة على شمال عسقلان التي تبعد 17 كيلومترا عن القطاع، من دون وقوع اصابات. واعلنت كل من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» والجهاد الاسلامي و»لجان المقاومة الشعبية» المسؤولية عن الهجوم.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي مارك ريغيف «برغم أن السكان الملاصقين مباشرة لغزة كانوا وحدهم حتى الان الذين يقعون في مرمى النيران، إلا انه بسبب امتداد مرمى النيران فان ما يصل الى 250 ألف اسرائيلي قد يصبحون في خط النار».
في واشنطن قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو انها ليست على علم بالغارات الجوية التي شنها الاحتلال على غزة امس، مشيرة الى ان اسرائيل تعرضت في الاونة الاخيرة لهجمات «من الجانب الاخر».
من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» ان إسرائيل تعتزم مطالبة بوش، خلال زيارته الى المنطقة، بضمان حرية عمل جيش الاحتلال في الضفة ضد فصائل المقاومة أثناء المفاوضات، وأن تكون الدولة الفلسطينية خالية من أي قوة عسكرية باستثناء قوة تستهدف فرض النظام والقانون، وأن يكون لإسرائيل الحق بالتحليق في الأجواء الفلسطينية ومراقبة المعابر الحدودية للدولة الفلسطينية المستقبلية بشكل «خفي لا يمس برموز السيادة الفلسطينية» لكنه يتيح لتل أبيب معرفة من يدخل إلى الأراضي الفلسطينية ومن يخرج منها، وأن يوافق الفلسطينيون على نشر الجيش الإسرائيلي في الضفة في حالات الطوارئ «بهدف إحباط غزو من الشرق».
كذلك ستقترح إسرائيل، بحسب الصحيفة، نشر قوة دولية في الضفة وعند محور فيلادلفي الفاصل بين غزة ومصر، وانتشار دائم ولفترة طويلة للجيش الإسرائيلي في غور الأردن لتنفيذ مهمات يطلق عليها باللغة العسكرية «سياج عائق» غايته الردع.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد