بيان المثقفين العرب ضد تكفير كاتبين سعوديين
أصدر نحو مئة من كبار المثقفين العرب، و14 من مؤسسات المجتمع المدني، بياناً الاثنين 31-3-2008، أدانوا فيه تكفير الكاتبين السعوديين عبدالله بجاد ويوسف أبا الخيل على خلفية مقالين لهما نشرا في صحيفة "الرياض" السعودية.
ووصف البيان "فتوى التكفير والاستتابة" التي صدرت ضد الكاتبين بأنها "إرهاب فكري وظلامي لا يرى في الاسلام إلا احتكاره والحكر عليه كما لا يرى في الآخر إلا مستباح الدم".
وأهاب البيان بالمثقفين السعوديين والعرب، و"مختلف المسؤولين عن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تعني بصورة الاسلام وحماية المسلمين أن تقف في وجه هذا الارهاب، فهو الأب الشرعي لمن سبق أن سعوا لقتل نجيب محفوظ وقتلوا فرج فودة، كما سبق أن كفروا تركي الحمد وغازي القصيبي وغيرهم كثير من أصحاب الأقلام الذين أريقت حرمتهم بسبب هذا الفكر التكفيري الذي يريد أن يحتكر فهم الدين لصالحه، كما يريد سجن تفكير الآخرين عما يخالفه".
وكان الشيخ السعودي عبدالرحمن بن ناصر البراك أصدر فتوى بتكفير واستتابة الكاتبين بجاد وأبا الخيل بعد مقال كتبه الأول في 17-1-2008، في جريدة الرياض بعنوان "اسلام النص واسلام الصراع" والثاني في نفس الجريدة بعنوان "الآخر في ميزان الاسلام".
وعلق بيان المثقفين العرب بأن البراك طالب "محاكم التفتيش التي يتصور وجودها، ولعله يقصد محاكم الجماعات الارهابية والتكفيرية بمحاكمة كل منهما واستتابته، بل داعيا لقتلهما إذا لم يرجع كل منهما عن قوله، بأنه يجب حينئذ "قتله مرتدا فلا يغسل ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يرثه المسلمون".
وأعلن البيان إدانته ورفضه تكفير المثقفين السعوديين "وفق فهم معتدل للاسلام، أجهدت أنفاسه في التفريق بين الاسلام وبين الارهاب، وبين الاسلام وسلوكيات بعض المسلمين ممن يسيئون إليه".
وتابع "نرفض هذا التكفير العدمي حماية لصورة الاسلام التي يشوهها كل منتحل للعلم ومدع للعصمة، كما يشوهها كل يوم من يريقون الدماء قولا أو فعلا. نرفض هذه الفتوى وندعو الجميع للوقوف ضدها".
واستطرد بيان المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي بالقول "نرفض مثل هذا النحر الفكري والتشوه الخطابي انطلاقا من الشرعية الدولية لحقوق الانسان التي أكدت على حرية الرأي والتعبير في المادة (19) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وكذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وخاصة في مادته التاسعة، ونهيب بالمؤسسات والمنظمات المعنية الدولية والاقليمية القيام بدورها في هذه القضية، وفي حماية هذا الحق الانساني الجوهري للكاتب في أن يكتب وللمفكر أن يفكر دون تسليط سيف على رقبته".
وقال إن "التفكير الديني الذي يدأب عليه البعض من فقهاء الظلام، وممن خدعهم غرورهم وانتفخت بلقب العلامة نفوسهم، فظنوا أنهم يتكلمون باسم الله، ما هو إلا اعدام معنوي ونحر لحرية الفكر والتعبير، التي لا تتم بسواها نهضة أو نهوض، وما مثل هذا الذي طرحه الشيخ المذكور إلا من هذه التربة الخصبة التي تتولد فيها بلا موعد براعم الارهاب وقنابله لتضرب الجميع".
ومن أبرز المثقفين العرب الذين وقعوا على البيان: من مصر د. حسن حنفي استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، والباحث هاني نسيره ود. وحيد عبدالمجيد نائب رئيس هيئة الكتاب والناشط الحقوقي نجاد البرعي. ومن لبنان د. رضوان السيد، و من الكويت الكاتبان الاكاديميان د. عبدالحميد الأنصاري ود. أحمد بغدادي، ومن قطر الكتاب الاكاديميون د. عبدالحميد الأنصاري ود. حسن الأنصاري وعبدالوهاب اسماعيل.
ومنهم أيضا د. بومدين بوزيد كاتب وأكاديمي جزائري، ود. الهام المانع كاتبة وأكاديمية يمنية، وحسن ولد مختار كاتب وصحفي موريتاني واسحاق الشيخ يعقوب كاتب وأديب من السعودية، ونجاد البرعي ناشط حقوقي مصري، وأحمد سميح كاتب وناشط حقوق إنسان، ود. هيثم مناع مفكر سوري مقيم في باريس، و من البحرين ضياء الموسوي عضو مجلس الشورى ورئيس مركز الحوار الثقافي، وفاضل عباس رئيس جمعية التجمع الوطني الديمقراطي، وعبدالله المدني أكاديمي وباحث وكاتب،والمثقف والناشط د.باقر النجار.
ومن مؤسسات المجتمع المدني التي شاركت في البيان، اللجنة العربية لحقوق الانسان بباريس ومركز الاندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف ومركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية والمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الانسان.
فراج اسماعيل
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد