عادل إمام يردّ على منتقديه: مصر قدمت ما عليها لفلسطين
أكد الفنان المصري عادل إمام، أمس، أنه مقتنع تماما بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، رغم عدم تأييده لمواقف حركة »حماس« التي حمّلها مسؤولية شقّ الصف الوطني الفلسطيني، ما عرّضه لتهديد من قبل إسلاميين.
وأكد عادل إمام من العاصمة الفرنسية حيث يتواجد للعلاج، ما تردد عن قيام جماعة سلفية جزائرية على علاقة بتنظيم »القاعدة« بإصدار فتوى بهدر دمه. أضاف »لم أتلقَّ أية رسالة أو اتصال تهديد من هذه الجهة، باستثناء ما جاء في صحيفة أشارت إلى أن زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، أبو مصعب عبد الودود، قد أطلق فتوى تهدر دمي«.
وأشار النجم الكوميدي المصري إلى أنها »ليست المرة الأولى التي تهدر جماعة سلفية دمي، فلقد تعرضت لمثل هذه المواقف أكثر من مرة من قبل السلفيين المصريين، وخصوصا بعد قيامي بعرض مسرحية في الصعيد، وبعد أفلام قدمتها على الشاشة وأعلنت فيها رفضي لممارساتهم وطريقة تفكيرهم التي تتعارض مع الحياة والمستقبل«.
وكانت مواقع إسلامية في الجزائر تداولت بياناً أكدت انه صدر عن زعيم الجماعة السلفية، ويتضمن فتوى بهدر دم عـــادل إمام لانتقاده حركة حماس والتظاهرات التي اجتاحت الشارع المصـــري. ولم يتسن التأكد من صحة البــيان.
وردا على هذه الانتقادات، قال عادل إمام إن »من حق الإنسان أن ينتقد ما لا يراه صواباً، وأنا شاهدت كيف قامت حماس بشق الصفّ الوطني الفلسطيني، وما ارتكبته في غزة ضد أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية«، في إشارة إلى المواجهات الدامية مع حركة »فتح« وأجهزة الأمن الموالية للرئيس محمود عباس، والتي انتهت بسيطرة »حماس« على قطاع غزة في حزيران .٢٠٠٧
وتابع »أعتقد أنهم الآن أيضاً اختاروا لحظة غير مناسبة لفتح المعركة، في ظل الاختلال الكبير في موازين القوى أمام عدو ينتظر الفرصة السانحة ليرتكب الكثير من المجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وفي ظل حالة الانقسام التي يعيشها الشارع الفلسطيني«. أضاف الفنان الشعبي أنه »كان عليها (»حماس«) أن تتعظ مما جرى في لبنان في حرب ٢٠٠٦«، مشدداً على أن »من يخوض المعركة الآن في غزة ليست حماس وحدها، بل كل المقاومة الفلسطينية، وهي تواجه عدوها موحدة«.
وكان موقف عادل إمام لاقى هجوما من عدد من كبار نقاد السينما المصريين، وخصوصا الناقد المصـــري المـــقيم في لندن أمير العمري، والناقد طارق الشناوي.
وقال العمري في مقال إنه »كان من المفروض بعادل إمام، إذا كان يعتبر نفسه حقا من فناني الشعب وأصحاب التأثير في الجماهير ويريد أن يلعب دورا في قيادة تيار الوعي في مجتمعه، أن يقود تظاهرات الغضب على ضرب غزة وقصف المدنيين والعزل الأبرياء هناك. لكن عادل إمام الذي لم تعرف عنه أي اهتمامات سياسية تتجاوز السائد والمكرر في الإعلام الرسمي، لم يخرج في تظاهرات الغضب وآثر في الوقت عينه ألا يكتفي بدوره المناسب تماماً، وهو »الواد سيد الشغال« (نسبة لإحدى مسرحيات إمام)، بل أعلن موقفا يتطابق مع الموقف المتخاذل للإعلام الرسمي في مصر في التبرير لإسرائيل هجمتها الأخيرة، والتماس الأعذار لها، من دون أن يبدي أي نوع من التعاطف الإنساني حتى مع الضحايا الذين تسيل دماؤهم انهارا في غزة اليوم«.
واعتبر العمري أن »سقوط عادل إمام جاء أيضا بإدانته لتظاهرات الغضب التي اندلعت في بلده، احتجاجا على ما يجري من مذابح جماعية في غزة، وهو موقف يرد عليه تظاهر الفنانين والمثقفين البريطانيين يومياً وأسبوعياً في العاصمة البريطانية ضد البربرية الإسرائيلية«.
بدوره، انتقد طارق الشناوي عادل إمام، أمس، في مقالة بعنوان »فيفي عبده تصرخ وعادل إمام يصمت« نشرتها أسبوعية »صوت الأمة«، ووصف فيه الممثل المصري بأنه »حريص دائما على أن يضبط مؤشر موجته الانفعالية طبقاً لما تريده الدولة«.
هذا المنطق يرفضه عادل إمام مؤكداً: »أنا حريص على مصلحة بلادي، ومصر قدمت ما عليها لفلسطين، وهي حريصة على أن تقدم لفلسطين لأن فلسطين جزء من أمنها القومي، وأنا من حقي أن انتقد ما لا أراه صحيحا«.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد