اجـتـمــاع وزراء «المـبــادرة» يـؤجــل إلـى آذار
قالت مصادر دبلوماسية امس، أنّ الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول المبادرة العربية الذي دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى عقده في 19 شباط الحالي، قد تأجل إلى الثاني من آذار المقبل، بعد تحفظ أربع دول عربية عليه، بينها سوريا.
وبحسب المصادر، فإنّ التحفظات تستند إلى فكرة أنّه من غير المجدي التسرع في عقد الاجتماع قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، خصوصاً أنّ الهدف منه هو تقييم المبادرة العربية بعد وصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض وما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلية العامة، مشيرة إلى أنّه تقرر في ضوء ذلك تأجيل عقده إلى اليوم الذي يسبق الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب في الثالث من آذار المقبل.
في هذه الأثناء، استكملت حركة حماس مشاوراتها في الداخل والخارج لبلورة رؤية مشتركة سيحملها وفد رفيع المستوى إلى القاهرة، حيث من المنتظر أن تعقد اجتماعات وصفتها بعض المصادر بـ«الحاسمة» لتحديد الموقف النهائي من التهدئة، في وقت أشارت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إلى احتمال التوصل إلى تهدئة مؤقتة لفترة 40 يوماً يرافقها فتح جزئي للمعابر تمهيداً للتوصل إلى اتفاق أشمل.
وكان وفد من قيادة حماس برئاسة محمود الزهار التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، حيث أطلعه على ما آلت إليه المحادثات بشأن التهدئة، قبل أن يتوجه بعد ذلك إلى القاهرة. وسيضم وفد حماس إلى
محادثات القاهرة، إضافة إلى الزهار وصلاح البردويل وطاهر النونو وعماد العلمي، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ وجهات النظر (بين وفد حماس والشرع) كانت متفقة بشأن «العمل على إنهاء الحصار الظالم على قطاع غزة وفتح المعابر وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني على قاعدة التمسك بحقوقه الوطنية المشروعة»، مشيرة إلى أنّ الجانبين «بحثا آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة من اجل مواجهة الآثار الكارثية للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني».
وقال الزهار ان «مباحثات وفد حماس في مصر ستتركز حول عدد من النقاط المتعلقة بكيفية تثبيت التهدئة التي تحقق للشعب الفلسطيني مصالحة بعد الخروج من معركته مع الكيان الصهيوني، ورفع الحصار، ووقف كل أشكال العدوان، وإعادة إعمار ما دمر في قطاع غزة».
ونفى أن تكون جولة المفاوضات المقبلة في القاهرة حاسمة، قائلاً «لا توجد جولة حاسمة بل قضية حاسمة، وقضايا لا بدّ أن تحسم وألا تبقى في المرحلة الرمادية». وأضاف أن «القضايا التي يجب أن تحسم هي قضية التهدئة، وعندنا معطيات أن موقفاً موحّداً من موضوع التهدئة سيتخذ».
وكانت مواقع تابعة لحماس على شبكة الانترنت نقلت عن مصادر في الحركة قولها ان اللقاء المرتقب مع وزير الاستخبارات المصرية عمر سليمان، والذي لم يحدد موعده بعد، سيكون «حاسماً»، خصوصاً بعدما بلورت قيادة الحركة في دمشق وفصائل المقاومة في غزة مواقفها حيال التهدئة خلال اليومين الماضيين. وبحسب المصادر، فإنّ اللقاء «إمّا أن يفضي إلى الوصول إلى طريق مسدود، أو إلى اتفاق تهدئة».
إلى ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب وافقت على فتح جزئي للمعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة في مقابل تهدئة تلتزم بها في القطاع لفترة تتراوح بين 30 إلى 40 يوما، أي إلى حين تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة «العرب» القطرية عن مصادر في حماس قولها ان الحركة تدرس إعلان تهدئة لأربعين يوماً، تترافق مع مواصلة المفاوضات مع المسؤولين في القاهرة.
من جهة ثانية، أكد الزهار أنّ حماس تلقت دعوة مصرية لاستئناف الحوار الفلسطيني في 22 شباط الحالي، مشدداً على أنّ لدى الحركة «رغبة صادقة في أن يكون هناك حوار فلسطيني ـ فلسطيني، ليس على أساس التخاذل أو التعاون مع العدو أو التنازل والتفريط في حق المقاومة وما ضخّ من دماء في الأرض الفلسطينية».
لكن مصادر في حماس أعلنت أنّ الحركة لم تحسم أمرها حتى الآن بشأن مؤتمر الحوار. ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن تلك المصادر قولها انه «حتى الآن لا يوجد شيء مؤكد، وبالرغم من أن غالبية الفصائل قد تلقت دعوة القاهرة، إلا أن حركة حماس تريد أيضا دعوة باقي القوى التي لم تكن القاهرة قد دعتها في مرات سابقة مثل فتح الانتفاضة، وجناحي جبهة النضال وجبــــهة التحـــرير، والحزب الشيوعي الثـــوري، وألويـة الناصر صـــلاح الدين».
وأضافت المصادر أنّ موضوع المصالحة «رهن بما سيتم الاتفاق عليه في إطار التهدئة، كما في حصول حماس على تأكيدات مصرية بشأن جدول الأعمال وطبيعة الحوار».
وفي السياق، قال رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد إنّ اللقاء الذي جمع وفدي فتح وحماس في القاهرة مساء أمس الأول «ركز بشكل كامل على بنود الورقة المصرية بكافة تفاصيلها من أجل تهيئة الأجواء لانطلاق الحوار». وأوضح أنّ المحادثات تناولت «كيفية عمل اللجان الخمس التي تم الاتفاق عليها مع الأخوة المصريين في إطار مبادرتهم، من أجل ضمان قيامها بعملها على أكمل وجه، الأمر الذي سيؤدى إلى تغيير الأجواء لانطلاق حوار داخلي بشكل يسمح بإنهاء حالة الانقسام بأسرع وقت ممكن».
وكانت صحيفة «فلسطين» نقلت عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة» قولها ان اللقاء بين الحركتين ضم جمال أبو هاشم وأيمن طه عن حماس وعزام الأحمد وأحمد عبد الرحمن عن فتح. وأضافت أنّ الجانبين «أكدا على أهمية اللقاءات الثنائية والجانبية بين الحركتين كأساس للتفاهم بينهما، مع الإشارة إلى أن هذا لا يتعارض مع اللقاءات التي ستدعو إليها مصر».
وبحسب المصادر، فإنّ حماس طرحت جملة من القضايا، ومنها وقف سياسة الاعتقالات السياسية وضرورة الإفراج عن المعتقلين، ووقف حملات التحريض الإعلامية، ووقف سياسة قطع الرواتب، حتى تتهيأ الظروف لحوار ناجح. كما تطرق الجانبان الى مسألة الحكومة الفلسطينية المقبلة والتفاصيل المتعلقة بها، مشيرة إلى أنه في ختام اللقاء طلب قادة فتح العودة للرئيس محمود عباس من أجل طرح ما دار من نقاشات في اللقاء، مؤكدين أنهم مكلفون من قبله ومن قبل حركة فتح بلقاء حركة حماس، وأنهم مخولون باتخاذ قرارات في هذا الجانب.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد